بالفيديو.. شفشاون لؤلؤة المغرب الزرقاء
مدينة شفشاون التاريخية يعود تأسيسها إلى عام 1471
كلؤلؤة ترصع صدر جبل، تشع شفشاون، من غرب سلسلة جبال الريف المطلة على مضيق جبل طارق، جمالا وبهاء بلونيها الأبيض والأزرق.
تحكي أزقتها الفريدة عن تاريخها العريق، وعن ذاكرة مدينة صغيرة تحتفظ بنمط العيش الأندلسي منذ سنة تأسيسها في 1471 على يد علي ابن راشد، بشمال المغرب.
حافظت مدينة شفشاون، أو "الجوهرة الزرقاء" كما يحلو لعشاقها تسميتها، على طابعها الإسلامي والعربي، دون أن تفرط في موروث التاريخ الأمازيغي لشمال إفريقيا، ولاسمها الدارج على لسان أهلها "الشاون".. أصول في اللغة الأمازيغية ويعني "القرون"، وذلك لارتفاع الجبال المحيطة بها، وصعوبة تضاريسها.
يقول مصطفى أغزال، فاعل سياحي بالمدينة لبوابة العين، إن أول ما تم تشييده بشفشاون هو "القصبة"، باعتبارها قلعة عسكرية خصصت لإيواء المورسكيين من مسلمي ويهود الأندلس.
وبعدها، بني المسجد الأعظم الذي يعتبر من أبرز معالم المدينة، له طابع معماري خاص وصومعة خاصة تميزه. وحين استكمل بناء نواة المدينة الإسلامية الوليدة، من سوق وحمام ومساكن، بدأت طيور الحمام تؤثت مشهد الساحة المحاذية للقصبة، حيث كانت تنتشر دكاكين بيع القمح والشعير، فأصبحت تحمل منذ قرون اسم ساحة "وطاء الحمام"، قبل أن تغزوها المقاهي والمطاعم الصغيرة، وتستبدل حمامها بآلاف السياح الذين يتوافدون عليها على مدار السنة، ورغم أن درجة الحرارة هذه الأيام تدنو من صفر درجة، فإن دروب المدينة لا تخلو من مستكشفين لجمالها أتوا من مختلف أنحاء العالم.
مدينة شفشاون تتميز بالهدوء ويحيط بها مجال بيئي متميز يوفر تنوعا نباتيا يغذي المدينة بهواء نقي، فهي قريبة من منتزه تلاسمطان، وهو محمية طبيعية تمتد على مساحة 589.5 وكم مربع (227.6 ميل مربع) تم تقييمه كمحمية وطنية بالمغرب في أكتوبر 2004 للحفاظ على آخر غابات التنوب المهددة بالاندثار.
كما أن حفاظها على نمط العيش الموريسكي جعل بها عبق تراثي خاص تؤثثه روائح النباتات العطرية التي لا تخلو منها حدائق المدينة وشرفات البيوت ومزهريات على الطرقات.
تشكل مدينة شفشاون فضاء مفتوحا للزائرين ليس فقط من مختلف مناطق المغرب، بل ومن كل أنحاء العالم، فجميع معالمها تحفة فنية على حدة، ما جعل منها "مدينة متحف" كما وصفها مصطفى أغزال.
وكانت شفشاون بنمط عيشها وموقعها الاستراتيجي والطبيعي ومعايير عمرانها ومنشآتها قد صنفت في المرتبة السادسة ضمن أكثر مدن العالم جمالاً، متقدمة على العاصمة الفرنسية باريس وفي صدارة المدن العربية. وجاء ذلك على أثر تصنيف أعلنته بوابة "كوندي ناست ترافلر" الأمريكية المتخصصة، التي تغطي مواضيع السفر والطعام الراقي منذ سنة 1987، وهي من أطلقت على مدينة شفشاون اسم "اللؤلؤة الزرقاء"، وقالت إنها تتميز بهدوء ساحر يعطي انطباعا لسكانها وزائريها بالسكينة والطمأنينة.