مأزق أوكرانيا يتفاقم.. «الفرار من التجنيد» يعرقل خطط الحرب
يحرم الهروب من الخدمة العسكرية الجيش الأوكراني من قوات يحتاجها بشدة، ما يعرقل خططه القتالية في مرحلة حرجة من الحرب مع روسيا.
ووفقا لتقرير لوكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، يتوقع أن يؤدي ذلك إلى وضع كييف في موقف ضعيف خلال أي مفاوضات لوقف إطلاق النار في المستقبل.
وذكر جنود ومحامون ومسؤولون أوكرانيون أن عشرات الآلاف من الجنود المنهكين والذين يفتقرون إلى الدعم، فروا من مواقع القتال وخطوط المواجهة، حتى إن بعض الوحدات تركت مواقعها بالكامل، مما أدى إلى خسائر إقليمية متسارعة وضعف في خطوط الدفاع.
الأسباب النفسية والمعنوية للهروب
يرى المحلل العسكري الأوكراني أوليكساندر كوفالينكو أن مشكلة الفرار من الخدمة العسكرية في أوكرانيا كشفت عن تحديات عميقة تواجه الجيش، مثل ضعف إدارة التعبئة واستنزاف الوحدات القتالية.
وذكر أحد الجنود الذين تركوا الخدمة أن ما واجهه على الجبهة جعله غير قادر على العودة، قائلا "عندما تكون تحت القصف المستمر وترى زملاءك يموتون بجانبك، يصبح من المستحيل الاستمرار".
وأضاف "الأوامر تصلنا عبر الراديو: اصمدوا سيكون كل شيء بخير.. لكننا ندرك أننا وحدنا".
الجندي السابق سيرهي غنزيديلوف، الذي تحدّث علنا عن قراره بالهروب، قال إنه بعد خمس سنوات في الخدمة لم يعد يرى أملا في تسريحه، ووصف الخدمة العسكرية التي لا نهاية لها بأنها تتحول إلى "سجن نفسي".
أبعاد الأزمة وتأثيرها على الخطط العسكرية
وجه الجيش الأوكراني اتهامات لأكثر من 100 ألف جندي بالفرار من الجندية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط 2022، وفقًا لمكتب المدعي العام الأوكراني. نصفهم تقريبًا فرّوا خلال العام الماضي. وتشير تقديرات إلى أن العدد الفعلي قد يصل إلى 200 ألف جندي.
وأدى الهروب إلى تقويض الخطط الدفاعية بشكل كبير. وقال أحد الضباط إن هروب وحدة كاملة من الجنود أدى إلى خسارة مدينة "فوهدار" الاستراتيجية في أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن كانت تحت السيطرة الأوكرانية لمدة عامين.
وأضاف الضابط أن "غياب الإرادة السياسية وسوء إدارة القوات، خاصة المشاة، يجعلنا غير قادرين على الدفاع عن المناطق التي نسيطر عليها".
التعامل مع الهروب وتداعياته القانونية
يفضل المدعون العسكريون والمسؤولون الأوكرانيون عدم توجيه تهم رسمية ضد الجنود الهاربين إلا إذا رفضوا العودة، ومع ذلك يشير محامون إلى أن الوضع النفسي للجنود يمثل عائقا رئيسيا.
تقول المحامية تتيانا إيفانوفا "لا يستطيع الناس التعامل نفسيا مع الظروف التي يعيشونها، ولم يتم توفير دعم نفسي كافٍ لهم".
ومع تزايد الضغط على أوكرانيا من الولايات المتحدة لتوسيع نطاق التعبئة العسكرية لتشمل من هم في سن 18، تتزايد المطالبات بتحسين ظروف الجنود ودعمهم النفسي، ومع ذلك فإن نقص الموارد والطاقة المستنزفة للقوات يجعل هذه التحديات أكثر تعقيدًا.
رغم الوضع الصعب أعرب ضابط من اللواء 72 عن تفهمه لموقف الجنود الهاربين، قائلا "في هذه المرحلة لا ألوم أي جندي، لأن الجميع منهكون بشكل لا يصدق".
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg جزيرة ام اند امز