صفقة ترامب- بوتين المحتملة حول أوكرانيا.. سيناريوهات الفشل والنجاح
قبل انتخابه لولاية ثانية، وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا في أول يوم له بمنصبه.
لكن ترامب كان غامضا بشأن كيفية القيام بذلك، لا سيما أن وقف الحرب -كما ترى "فورين بوليسي" الأمريكية- ليس بالأمر المباشر.
فحتى لو تمكن من التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو أمر غير مضمون بأي حال من الأحوال، فإن الاتفاق دون مشاركة أوكرانيا وأوروبا قد لا يعني الكثير، وقد لا يعني حتى نهاية الحرب.
وفي تحليل لها طالعته "العين الإخبارية"، تقول "فورين بوليسي" إن الخطر الحقيقي ليس احتمال إبرام صفقة بين ترامب وبوتين، بل أن يستخدم الرئيس الروسي رغبة نظيره الأمريكي في التوصل إلى اتفاق لانتزاع تنازلات من الولايات المتحدة، وتقسيم الغرب، وتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا.
وفي حال حصل ذلك، فمن شأنه أن يسهل على روسيا "إخضاع أوكرانيا والسيطرة السياسية عليها، وإعادة تسليح نفسها والتعافي الاقتصادي بقوة، والاستعداد للهجوم التالي على دولة أوروبية، إضافة إلى تدمير ما تبقى من التحالفات الغربية والنظام الأمني الأوروبي بشكل دائم"، كما ترى المجلة الأمريكية.
وأمس الخميس، أشاد بوتين بالرئيس الأمريكي المنتخب، ووصفه بأنه سياسي "ذكي وذو خبرة"، وقادر على إيجاد "حلول"، مع تصاعد التوترات بين موسكو والغرب بشأن الحرب في أوكرانيا.
وفي حديثه للصحفيين في كازاخستان، انتقد بوتين، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، لخلقه "صعوبات إضافية" لإدارة ترامب القادمة، بعد أن منح الديمقراطي أوكرانيا الإذن بإطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى على أهداف في عمق روسيا.
وستشمل الصفقة المحتملة بين ترامب وبوتين، التالي:
- إسقاط الدعم الأمريكي لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
- الالتزام بحياد كييف.
- الاعتراف بضم روسيا أراضي في أوكرانيا.
- إنهاء العقوبات على روسيا.
- الحد من (أو إنهاء) المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات المقدمة لأوكرانيا. وفق المصدر نفسه.
في المقابل، قد تلتزم روسيا بـ:
وقف إطلاق النار.
وقف الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار على أوكرانيا.
إقامة منطقة منزوعة السلاح على طول الخط الحالي لفصل القوات.
وفي حين أنه من غير الواضح على الإطلاق أن يقبل بوتين مثل هذه الصفقة نظرا إلى أهدافه المعلنة بعيدة المدى لإخضاع أوكرانيا، فإن روسيا قد توافق لأسباب تكتيكية، بينها: تعزيز مكاسبها الإقليمية، فضلا عن إعادة تسليح وإعادة تشكيل قواتها حتى تتمكن من مهاجمة أوكرانيا مرة أخرى في غضون بضع سنوات. وفق المصدر.
وفي هذا الصدد، لفتت المجلة إلى أن روسيا بدأت بالفعل إعادة تسليح نفسها، ومن المتوقع أن يصل الإنفاق الدفاعي إلى 32% من ميزانية الدولة في العام المقبل.
وقد تدفع الضغوط المالية الناجمة عن العقوبات، موسكو أيضا إلى السعي للتوصل إلى اتفاق.
سيناريو الفشل
ومن المحتمل أيضا، أن يفشل بوتين وترامب في التوصل إلى اتفاق، بسبب مطالب قد تكون غريبة.
وقد ترى روسيا في هذا الصدد أيضا، أن وقف إطلاق النار يمنح أوكرانيا وقفة تكتيكية. وهناك وجهة نظر في موسكو مفادها بأن اتفاقيات مينسك لعام 2014 كانت أخطاء، لأنها أعطت كييف وقتا ثمينا لتحديث قواتها المسلحة بمساعدة من أعضاء حلف شمال الأطلسي.
وربما لا ترغب روسيا في المخاطرة بمثل هذا السيناريو مرة أخرى.
خيارات ترامب
وإذا رفض بوتين الاتفاق، فقد يحاول ترامب -الذي يخشى دائما الظهور بمظهر الضعيف- ممارسة ضغوط إضافية على نظيره الروسي لتغيير رأيه، حسب "فورين بوليسي".
ولا تزال هناك مجموعات كبيرة من الحزب الجمهوري، خاصة في الكونغرس، بمن في ذلك بعض المساعدين المقربين من ترامب، الذين يدعمون أوكرانيا ويتخذون موقفا متشددا تجاه روسيا.
وفي معرض الضغوط المحتملة من إدارة ترامب على بوتين، فقد تشمل أيضا، العمل على إغراق أسواق النفط العالمية وتقويض دخل موسكو من الصادرات.
وقد اقترح مايك والتز، مستشار الأمن القومي الذي اختاره ترامب، هذا الخيار لشل الاقتصاد الروسي. كما يمكن فرض عقوبات أكثر صرامة بشكل ملحوظ.
ومن الممكن أيضا احتمال أن يزيد ترامب من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ويرفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية لضرب روسيا.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز