من لبنان إلى العالم.. إليان دميان تحول مخلفات الأخشاب لحقائب عصرية
استطاعت الشابة اللبنانية إليان دميان أن تجمع بين الهندسة، الموضة والخشب، لتبدع في تصميم حقائب خشبية عصرية بأشكالٍ فريدة.
ومن لبنان إلى العالم صدّرت حقائبها بعدما نالت إعجاب من رآها.
الشابة العشرينية خريجة الهندسة المعمارية، كانت تساعد كما قالت لـ"العين الإخبارية" عائلتها في المنشرة العائدة لهم لتصنيع المفروشات، حيث يبقى الكثير من مخلفات الخشب التي مصيرها التلف، لذلك فكرت قبل 4 سنوات في كيفية الاستفادة منها في تصميم الإكسسوارات كونها تعشق الموضة.
وبدأت البحث عبر الإنترنت حتى توصلت إلى وجود حقائب خشبية، وحاولت معرفة كيفية صنع حقيبة خفيفة الوزن، جميلة المظهر، تستخدم لكل يوم، وبعد عدة محاولات فاشلة نجحت.
لم تستسلم إليان ولم تصب بالإحباط، آمنت بأن الوصول إلى الهدف يفرض تجاوز العقبات، وبالفعل تمكنت كما قالت من صنع حقيبة خشبية مشابهة للحقائب المصنوعة من قماش التي تحملها المرأة يومياً.
وأضافت: "بدأت ابتكار حقائب لكل منها شكلها ومميزاتها إلى أن أطلقت علامتي التجارية (Bois de lune) التي تعكس شغفي، ذوقي، دراستي وصناعة الأخشاب".
ما يميز حقائب إليان كما قالت "إنها مصنوعة يدوياً، ويساعدني فريق عمل مؤلف من 7 أشخاص موزعين بين نجار، دهان، صانع الجلد، مطرز، رسامة، جميعهم محترفون، كل منهم يضع لمسته على الحقيبة التي تستغرق وقتاً يتراوح بين أسبوع ونصف إلى أسبوعين لإنجازها وجهداً كبيراً، مع العلم أننا نستخدم خشب الماسيف، وأجود أنواع الطلاء والجلد الأصلي الفاخر، كما نطلي الإكسسوار بالذهب منعاً لأن يبهت لونه مع مرور الوقت، وفي النهاية نكون أمام حقائب عالية الجودة وفريدة بكل ما للكلمة من معنى".
تصاميم إليان تعكس أفكارها وروحها، وقالت "لا أتبع الموضة بل أصنع موضة خاصة بعلامتي، وطالما هناك طلب على حقيبة معينة أنتج منها مجموعات، مع العلم أن هناك تصاميم منذ أربع سنوات لم يتوقف الطلب عليها".
وعن أكثر ما يعجب المرأة بحقائب إليان أجابت: "الإطراءات وإبداء الإعجاب والاهتمام بالحقيبة عند حملها من قبل كل من يراها، سواء لأنها خشبية أو لأن شكلها غريب والاستدلال على كيفية الحصول على مثلها"، لافتة إلى أنها بدأت بطرح أحزمة خشبية كما صنعت مجموعة من الأساور خصصت مردودها للفقراء وقريباً ستطرح مجموعة إكسسوارات.
ساعد عمل إليان الإضافي على مواقع التواصل في التسويق لحقائبها، لتنهال عليها الطلبات من دول عدة، وشرحت "أصدّر بضاعتي إلى دول العالم لاسيما دول الخليج وخاصة الإمارات والمملكة العربية السعودية، كما أشارك بمعارض هناك".
وعن مدى منافسة الصناعة اللبنانية للصناعات المحلية والعالمية، علّقت: "لطالما كان لبنان يصدر صناعاته إلى الخارج، واليوم نحاول قدر المستطاع أن نعيد له أمجاده على الرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها على مختلف الصعد، فلدينا حرفيون يتقنون عملهم وهم قادرون على منافسة أهم الحرفين العالميين".
وللمرأة توجهت إليان قائلة: "يمكنك أن تصلي إلى أهدافك عندما تؤمنين بها، تعملين جاهدة وتصممين على تجاوز العقبات التي تظهر في مسيرتك، مع اختيار محيط داعم لك لا أن يعمل على تحطيم طموحاتك، فلا شيء مستحيل مع الإرادة".