بسبب فرنسا.. "مفتي الإرهاب" يطالب السراج باسترضاء أردوغان
طالب مفتي الإرهاب في ليبيا، الصادق الغرياني، حكومة فايز السراج باسترضاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جراء "الانحياز لفرنسا".
وقال الغرياني، في مقطع فيديو نشرته فضائية يملكها وتبث من تركيا، أمس الخميس، إن زيارة فتحي باشاغا، وزير داخلية السراج، إلى فرنسا (19 نوفمبر) كانت بموافقة الجانب التركي، إلا أننا اكتشفنا أن أردوغان غير راض بما تقوم به ليبيا الآن من الانحياز لباريس ضد أنقرة.
وأضاف المفتي المعزول أن "إعطاء الظهر لتركيا والتوجه لخصمها فرنسا وحلفها الذي يضغط على الدول الأوروبية للسعي إلى معاقبة تركيا أمر مرفوض، والدخول في حلف معها يعتبر غدرًا للحليف الذي وقف معهم، الأجدر بكم أن ترجعوا لحليفكم طوعًا وأن تعتذروا منه بعد إعراضكم عنه في الماضي".
استجابة فورية
دعوة مفتي الإرهاب في ليبيا وجدت صدى سريعا لدى أتباعه، فهرولوا، أمس الخميس، إلى تركيا للاعتذار إلى رئيسهم والاستماع لأوامره الجديدة وخططه الشيطانية ضد بلادهم، وفق مصادر مطلعة.
وضم الوفد فايز السراج وعقيلته ومستشاره الأمني تاج الدين الرازقي ورئيس الشركة القابضة للاتصالات فيصل قرقاب.
كما غادر القيادي المليشياوي أسامة الجويلي رفقة اثنين من مرافقيه إلى إسطنبول، وأعضاء من مجلس الدولة ما يعرف بمجلس الدولة الاستشاري، الموالين لتركيا.
فتاوى تحريضية
وأشعلت فتاوى الغرياني النيران في النسيج الاجتماعي لأبناء ليبيا، وكانت شرارته في تحريضه عام 2012 على قتل أبناء مدينة بني وليد معقل قبيلة ورفلة، عقابا على وقوفهم إلى جانب الجيش الوطني.
وظلت قناعاته قائمة على أن "فتاواه" تمنحه حصانة مطلقة ضد المحاسبة، إذ رفض 11 ملاحظة وجهها ديوان المحاسبة الليبي لدار الإفتاء في مايو/أيار 2018 كان أبرزها مرتبطاً بالنفقات الباهظة.
وبحسب تقارير ليبية، فإن الغرياني يمتلك ثروة طائلة تتجاوز 100 مليون دولار موزعة بين مصارف قطر وتركيا وبريطانيا، ويمتلك جواز سفر قطريا وإقامة دائمة في تركيا وبريطانيا، ونجح في الحصول على تعيينه مفتياً عاماً لليبيا في فبراير/شباط 2012.
التقارير الليبية التي استندت لشهادات مقربين منه، أكدت أن الغرياني جمع ثروته من الدعم القطري وأموال الزكاة التي يحصل عليها من رجال أعمال من تنظيم الإخوان الإرهابي في أكثر من دولة.
منبر للإرهاب
وحين وجد الصادق الغرياني الفرصة سانحة أمامه لاعتلاء "هرم الإفتاء" في ليبيا لم يتركها، فأخذ يقدم الغالي والنفيس على مدار 2011 حتى أتته الفرصة في العام التالي، ومنذ هذا الوقت لم يتوقف عن إصدار الفتاوى المحرضة على القتل وسفك الدماء.
وعبر قناة "التناصح" الإخوانية التي تبث برامجها من تركيا بتمويل قطري، لا يزال الغرياني يقدم نفسه كمفتٍ لليبيا رغم قرار مجلس النواب الليبي بعزله في 2014.
ولا يتوقف الغرياني كذلك عن التفاخر بعضويته لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، إحدى الأذرع الإخوانية التي تمولها قطر، ويتزعمه الإرهابي يوسف القرضاوي.
وما بين جمع المال وعشقه للسلطة، لم يخلُ تاريخه من الفتاوى المثيرة للجدل، كان أبرزها اعتبار التفجيرات التي شهدها مجمع المحاكم في مصراتة أكتوبر/تشرين الأول 2017 أنه "غضب من الله لتراكم القضايا".
وتوج الصادق الغرياني سلسلة فتاواه الإرهابية بمطالبته باقتحام المدن والمناطق غير الخاضعة لحكم الإخوان واعتبار الممتلكات العامة والخاصة فيها غنائم حرب لمن يصفهم بـ"الثوار".
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز