سرادق عزاء الشهيد إياد.. تفاصيل جريمة إسرائيلية بشعة بالقدس
والدا الشيهد إياد الحلاق ابن القدس يرويان تفاصيل قتله برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية
بملامح جمدتها الصدمة حتى باتت عبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل" تتردد على شفتيه بشكل آلي، يستقبل الفلسطيني "خيري الحلاق"، المعزين في استشهاد نجله "إياد" الذي قتل برصاص إسرائيلي بالقدس الشرقية المحتلة، السبت الماضي.
3 أيام مرت على استشهاد إياد؛ الشاب البالغ من العمر 32 عاما، من ذوي الاحتياجات الخاصة لإصابته بمرض التوحد، لكن الصدمة لا تزال بادية على خيري، وزوجته رانيا، في منزلهما بحي واد الجوز بالقدس، حيث يقام سرادق العزاء الذي زارته "العين الإخبارية".
وبعد تشييع مهيب لجثمان الشهيد إلى "مقبرة المجاهدين" في شارع صلاح الدين وسط المدينة، تدفق أبناء القدس على منزل الشهيد، لتقديم واجب العزاء، ومع كل فوج جديد من المعزين، تتواتر معطيات جديدة عن الجريمة الإسرائيلية البشعة.
قتل "إياد" وهو في طريقه إلى مدرسته التي تدعى" البكرية" في طريق الملك فيصل بالبلدة القديمة، صباح السبت، مخلفا لوعة وحزن بقلب والدته، التي ما انفكت تردد وسط المعزيين: "حرام عليهم يطلقوا النار عليه، لقد حرموني منه".
وأضافت: "كان يستنجد بمعلمته التي تدعى "وردة" بصوت مرتفع، ولكن ذلك لم يمنعهم (الجنود الإسرائيليين) من مواصلة إطلاق النار عليه..لم يرحموه".
وتابعت:" معلمته وردة كانت تصيح بصوت مرتفع، إنه من الطلاب من ذووي الاحتياجات الخاصة، لكنهم لم يستجيبوا.. كانوا 3 عناصر من الشرطة" الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن المعلمة، وهي الوحيدة الشاهدة على الجريمة، أصيبت بانهيار عصبي وتتلقى العلاج بالمستشفى.
تفاصيل وتساؤلات
المزيد من التفاصيل تظهر بشكل مطرد في مجلس العزاء الخاص بالرجال، حيث يحاط والد الشهيد بالعديد من أبناء المدينة ممن هرعوا لتقديم العزاء، رغم تدابير مواجهة فيروس كورونا.
وقال خيري الحلاق:" إياد كان طالبا في المدرسة منذ 6 سنوات، ويمر يوميا في طريقه إلى مدرسته من الشارع الذي تعرض فيه لإطلاق النار، وبالتالي فإن أفراد الشرطة الإسرائيلية يعرفونه جيدا".
وأضاف:" كان شابا طيبا جدا لا يؤذي أحدا، ومحبوب من كل من عرفه".
ويشير خيري إلى أمرين قال إنهما كانا من الممكن أن يحولا دون استشهاد نجله.
وقال: " كان بالإمكان تفادي عملية القتل لو أن أفراد الشرطة استمعوا إلى نداءات المعلمة وردة لهم بأنه طالب في مدرستها من ذوي الاحتياجات الخاصة، واستنجادها لهم بعدم قتله".
وأشار إلى أن نجله "كان يحمل بطاقة على صدره توضح حالته".
وتابع "خيري الحلاق"، أنه:" كانوا حقا يشكون بوجود شيء موجود بحوزته فقد كان بإمكانهم إيقافه وتفتيشه".
وتساءل عن سبب رفض الشرطة الإسرائيلية نشر تصوير كاميرات الشرطة المنتشرة بشكل كبير جدا في أزقة البلدة القديمة، وخاصة بمنطقة إطلاق النار على إياد.
وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن جثمان الشهيد إياد بعد تشريح جثمانه.
وتسلمت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني جثمان الشهيد من شرطة الاحتلال، ونقلته إلى مستشفى المقاصد بالقدس الشرقية، قبل نقله إلى منزل عائلته.
وفي المنزل، كان الوداع الأخير المؤثر من قبل أبناء العائلة، وفي الخارج اصطف العشرات من الشبان الفلسطينيين، مرددين هتافات"بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
وأدى آلاف الفلسطينيين الصلاة على جثمان الشهيد إياد خيري الحلاق في منطقة باب الأسباط، على بعد مسافة قصيرة للغاية من مكان استشهاده.
وتم تشيع جثمانه عبر الشارع الذي اعتاد المرور منه للوصول إلى مدرسته، لكن هذه المرة إلى مثواه الأخير في مقبرة "المجاهدين".