طعم الخبر كان مرا.. كيف نجت الزوجة الأولى في واقعة «دلجا» في مصر

أحداث مأساوية هزّت قرية دلجا بالمنيا، بعدما تبيّن أن زوجة ثانية دست السم في الخبز لتقتل زوجها وأطفاله الستة، فيما نجت الزوجة الأولى بأعجوبة.
أعلنت وزارة الداخلية، مساء الأحد، تفاصيل واقعة أثارت الرأي العام خلال الأسابيع الماضية تحت مسمى «قضية الموت الغامض»، بعد وفاة أب وأطفاله الستة تباعًا في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا، نتيجة إصابتهم بأعراض تسمم شديد.
ووفقًا لبيان الوزارة، فقد كشفت التحقيقات أن الزوجة الثانية هي المتورطة في الجريمة، إذ أقدمت على دس مادة سامة داخل الخبز الذي أعدّته، انتقامًا من زوجها الذي أعاد زوجته الأولى إلى عصمته، خشية أن يتخلى عنها لاحقًا تحت ضغط الأبناء ووجود الأسرة الأولى في حياته.
سرّ نجاة الزوجة الأولى من الوجبة القاتلة
ورغم أن بيان الداخلية كشف هوية الجانية، ظل التساؤل قائمًا حول كيفية نجاة الزوجة الأولى، رغم أنها كانت من بين المستهدفين في الوجبة القاتلة.
وخلال التحقيقات، صرّحت «أم هاشم. أ»، البالغة من العمر 40 عامًا، وهي الزوجة الأولى للمتوفى وأم الأطفال الستة، بأنها تناولت قطعة صغيرة جدًا من الخبز المسموم الذي أرسلته الزوجة الثانية، لكنها لم تستطع الاستمرار في أكله بعدما شعرت بمرارة الطعم وعطش شديد. وأضافت أمام النيابة أنها خشيت أن يكون الأمر مرتبطًا بعمل «سفلي» وضعته «ضرتها» في العجين، ما دفعها إلى الامتناع عن تناوله والاكتفاء بقطعة صغيرة فقط، وهو ما أنقذ حياتها.
تفاصيل الوجبة الأخيرة للأسرة
وبحسب التحقيقات، فإن آخر وجبة تناولتها الأسرة كانت عصر الخميس 10 يوليو/تموز الماضي، وكانت مكونة من بامية، ولحم، وأرز، وخبز أُعد منزليًا، وليس طعامًا جاهزًا من خارج البيت، كما هو معتاد في القرى مع نهاية الأسبوع. وبعد تناول الوجبة، بدأت أعراض غريبة بالظهور على الأبناء تباعًا من الأصغر سنًا إلى الأكبر، قبل أن تتحول إلى حالات تسمم حادة انتهت بوفاة الأطفال الستة ثم والدهم لاحقًا، رغم محاولات الأطباء المتواصلة لإنقاذ حياتهم.
مأساة أسرة الموت الغامض
أحداث قرية دلجا تحولت إلى مأساة إنسانية مؤلمة، إذ بدأت القصة بأعراض غامضة ضربت الأطفال واحدًا تلو الآخر، ثم تطورت إلى وفيات متتابعة خلال أسبوعين فقط، وسط حالة من الصدمة والبلبلة داخل القرية، حيث انتشرت التكهنات بين الأسباب الطبية والشبهات الجنائية، قبل أن تحسم التحقيقات القضية وتكشف أن الجريمة كانت مدبرة من داخل بيت الأسرة نفسه.