الكشف عن صحة النحل من الحمض النووي بالعسل

يصنع النحل العسل عن طريق تجشؤ الرحيق وحبوب اللقاح من الأزهار التي يتغذى عليها ثم وضعها في خلايا خليته حتى يتبخر كمية كافية من الماء.

ومن خلال هذه العملية، يتلامس العسل مع مجموعة متنوعة من الكائنات الحية ، وبالتالي يحتوي على الحمض النووي من أنواع متعددة، تسمى مجتمعة الحمض النووي البيئي (eDNA)، والذي ينشأ من نباتات العلف وبكتيريا أمعاء النحل ومسببات أمراض الخلية المحتملة.

• نحل نادر يسكن أشجارا عمرها مئات السنين.. غابة محمية من البشر

وتتضمن طريقة توصل لها فريق بحثي مركز أبحاث العلوم الطبية الحيوية الكسندر فليمنج باليونان، التسلسل والتعريف الشامل لشظايا الحمض النووي البيئي الموجودة في العسل.

وفي هذه الدراسة المنشورة 20 مايو / أيار بدورية "موارد البيئة الجزيئية"، حلل الباحثون عدة عينات من العسل من منحل يقع بين مناظر طبيعية نموذجية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وحددوا أكثر من 40 نوعا من النباتات التي تعكس كل التنوع النباتي المحيط بخلايا النحل.

وفي عينات العسل التي تم تحليلها، كشف الباحثون عن عدد أكبر من أنواع الحمض النووي البيئي البكتيري، والتي تنبثق الغالبية العظمى منها من الكائنات الحية الدقيقة التي تعتبر غير ضارة والتي تضم الأنواع الأساسية لميكروبيوم النحل.

ويقول الدكتور سولين باتالانو الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره مركز أبحاث العلوم الطبية الحيوية الكسندر فليمنج باليونان إنه "مثل ميكروبيوم الأمعاء البشري، فإن ميكروبيوم أمعاء النحل هو عنصر مهم لصحتهم، ونحن نعلم بالفعل أن الضغوطات البيئية، مثل المبيدات الحشرية يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بالميكروبات المعوية وتزيد من خطر الإصابة بأمراض النحل، لكن كيف يعمل هذا لا يزال غير معروف إلى حد كبير".

من خلال هذا العمل، يقدم الباحثون دليلًا على أنه يمكن دراسة تنوع ميكروبيوم الأمعاء دون الحاجة إلى التضحية بالنحل.

وبحث الباحثون أيضًا عن وجود الحمض النووي البيئي من مسببات الأمراض المفترضة، ووجدوا أن آثارا للحمض النووي لحشرة "عث الفاروا" في العسل تتطابق بشكل مباشر مع تلوث الخلية الملحوظ، وهي علامة واعدة على أنه يمكن استخدام الآلية التي أشار إليها هذا البحث في نهاية المطاف لرصد وتوقع الأمراض ومسببات الأمراض في دراسات واسعة النطاق.

وفي المستقبل، قد يكون لهذا العمل أيضًا آثار مهمة جدًا على البشر إذا أردنا ضمان خدمات النظام البيئي، مثل تلقيح الفاكهة والخضروات، مع الحفاظ على الكائنات الحية.