صحيفة فرنسية تكشف أسرار زعماء الديكتاتوريات المنعّمين
بشار الأسد.. رجب طيب أردوغان.. كيم يونج أون".. زعماء الديكتاتوريات والطغاة المنعّمون.
بشار الأسد.. رجب أردوغان.. كيم يونج أون"، زعماء الديكتاتوريات والطغاة المنعمون، جميعهم كذّبوا كل التوقعات ونجحوا بقلب المعادلات لصالح استمرارهم في الحكم"، هكذا كتبت "لوفيجارو" الفرنسية على غلافها، في عدد خاص حول طغاة العالم الذين سنحت لهم الفرصة بالبقاء في السلطة، على الرغم مما اقترفوه من جرائم في حق شعوبهم.
وانطلقت الصحيفة من واقع أن جميع هؤلاء الطغاة "من الرئيس السوري، بشار الأسد إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، مرورا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، يعيشون أياماً منعمة.
رجب طيب أردوغان
استهلت الصحيفة الفرنسية تقريرها وفقاً للتسلسل الزمني من الأحدث إلى الأقدم، بدءاً من إعادة انتخاب أردوغان لولاية ثانية منذ الجولة الأولى، إلا أن بقاءه في السلطة حتى عام 2023، بات أمراً مسلّما به لا مفر منه، إضافة إلى انتصاره في الانتخابات الرئاسية حصل حزبه على نسبة لا بأس بها في البرلمان.
ونتيجة تلك الانتخابات، بالإضافة إلى التعديلات الدستورية التي منحته سلطات سلطان، لا يستطيع أحد محاسبته، وأصبح أردوغان يرى الحياة بمنظور مستقبل وردي، فلديه صلاحيات استثنائية منحته سلطات غير مسبوقة، على الرغم من جرائم التطهير العرقي ضد الأكراد، وعمليات الاعتقال والتعذيب الواسعة التي يشنها ضد شعبه، وتكميم وسائل الإعلام بإغلاقها، إلا أن الحياة أعطته فرصة ثانية.
وتابعت: "هذا السلطان الجديد سيواصل حملات قهر الشعب حتى عام 2023، ليكون الطاغية رقم 2 في تاريخ البلاد".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل تلك الصلاحيات، يتهمه معارضوه بالثراء الفاحش، والتربح، ففي ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ومعاناة الشعب التركي، يزداد رئيس تركيا وأعوانه من حزب العدالة والتنمية ثراءً.
ووصفت الصحيفة مظاهر الترف التي ينعم بها أردوغان، قائلة: "على شرفة "القصر الأبيض" في "بيستيبي" مجموعة معقدة مكونة من 1150 قطعة أثرية، ولم يستحِ من إعلان انتصاره من أعلى تلك الشرفة أمام مؤيديه المبتهجين.
وتابعت: "ذلك القصر الأفخم في العالم شيده أردوغان في قلب العاصمة أنقرة عام 2014، والذي يتفاخر بعظمته كونه ضمن القصور الخمسة الفخمة في العالم.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك القصر يلخص طموحات أردوغان باستعادة ممتلكات السلطان العثماني، إذ إنه يتربع على مساحة 200 ألف متر مربع، ويضم ألف غرفة، وتكلَّف بناؤه نحو 350 مليون دولار.
بشار الأسد
وانتقلت الصحيفة الفرنسية إلى طاغية آخر أشد ضراوة من أردوغان، مشيرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي عاد إلى حياته الطبيعية يمارس مهامه بعد 7 سنوات من حرب ضارية، قضت على الأخضر واليايس، وأسفرت عن نزوح نحو مئات الآلاف.
وأشارت الصحيفة إلى أن بشار المتخفي خلف الطائرات الروسية، يسمح لنفسه مرة أخرى، بإبادة الشعب كما فعل في الغوطة الشرقية بمدينة دمشق، وعقب تلك الجرائم التي يقترفها إزاء شعبه يستأنف حياته وينشر صوراً تُظهر ممارسته حياته الطبيعية بين قصره الفخم، وسيارته الفارهة التي يقودها في ساحة الأمويين، بقلب المعارك في دمشق.
ونشر بشار صوراً أخرى مع زوجته في سوق حلب، وصورة أخرى في شرفة قصره الرئاسي الذي يسيطر على مساحة شاهقة في العاصمة دمشق.
ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، فإن العلاقات بينه وبين شعبه شبه منقطعة، حفاظاً على أمنه الشخصي، إلا أنه خلال الأيام الأخيرة بدأ باستعراض صور لإبراز ممارسة حياته الطبيعية.
كيم جونج أون
كيم جونج أون، الديكتاتور الحرباء المتلونة، كما شبهت الصحيفة الفرنسية زعيم كوريا الشمالية، قائلة هذا الشاب القادر على اغتيال عمه، وتجويع شعبه ومضاعفة التجارب النووية، وقبل كل ذلك يخرج على وسائل الإعلام بابتسامة رائعة تعكس مستواه المعيشي الفخم.
وأضافت أن الزعيم الكوري الشمالي استطاع خوض معارك ضارية بتلك الابتسامة، التي جعلته يسحر الجميع في سنغافورة، أثناء القمة التاريخية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع الزعيم الكوري الشمالي.
وتابعت أنه "بعد أقل من أسابيع على تلك القمة، جسّد الشر المطلق باستئناف تجاربه النووية العسكرية"، مشيرة إلى أن الضحية في تلك الحرب، شعبه الذي يشهد مجاعات متكررة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كل هذا الشر المطلق في ذلك الشاب الذي لم يتخط (33 عاماً)، إلا أن الحياة أعطه أيضاً فرصة أخرى بالسعي إلى رفع العقوبات الأمريكية وترسيخ أقدامه في الحكم.