هل ضربت «سرايا الأشتر» إسرائيل من داخل البحرين؟.. المنامة تكشف الحقيقة

بيان منسوب لمنظمة مصنفة إرهابية في المنامة عن استهداف إسرائيل عبر طائرة مسيرة أثار تساؤلات حول ما إذا كان الهجوم انطلق من البحرين.

جاء هذا في بيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا)، مساء الخميس، في أعقاب نشر التنظيم الإرهابي بيانا مرفقا بفيديو أعلن فيه مسؤوليته عن هجوم بطائرة مسيرة ضد إسرائيل، فيما يعد أول هجوم من نوعه يتبناه التنظيم منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

• أمريكا تدرج زعيم تنظيم "سرايا الأشتر" بالبحرين على قائمة الإرهاب

وقال محمد العباسي، المتحدث باسم مركز الاتصال الوطني البحريني، إن "مملكة البحرين سبق أن قامت بتصنيف ما يسمى (سرايا الأشتر) تنظيمًا إرهابيًا، كما قامت دول عدّة، في مقدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بتصنيف تلك المنظمة كيانًا إرهابيًا".

وأشار المتحدث ذاته إلى أن" المنظمة الإرهابية المذكورة تمارس أنشطتها خارج مملكة البحرين".

بيان التنظيم الإرهابي

جاء البيان البحريني بعد ساعات من إعلان التنظيم في بيان أرفقه بمقطع فيديو نشرته وسائل إعلام مقربة منه عن مسؤوليته استهداف مقر الشركة المسؤولة عن النقل البري بإسرائيل Trucknet في مدينة إيلات، في 27 أبريل/نيسان الماضي، بواسطة الطيران المسيّر.

وزعم التنظيم الإرهابي في بيانه أن ذلك جاء دعما للقضية الفلسطينية ونصرة لغزة.

ما هي "سرايا الأشتر"؟

"سرايا الأشتر" هي منظمة إرهابية تدعمها إيران تأسست في أواخر عام 2012 وأوائل عام 2013، بهدف قلب نظام الحكم في البحرين، وقد أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الإرهابية ضد أهداف من الشرطة والأمن في البحرين، وصدر ضد عدد من عناصرها عدة أحكام على مدار الفترة الماضية بعد إدانتهم بالتورط بأعمال إرهابية في البلاد.

وقد صنفت المنامة "سرايا الأشتر" منظمة إرهابية عام 2014، قبل أن تدرجها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر في بيان مشترك مع مملكة البحرين عام 2017 في قوائم الإرهاب المحظورة لديها.

أيضا صنفت وزارة الخارجية الأمريكية "سرايا الأشتر" منظمة إرهابية أجنبية وعالمية في عام 2018، كما اتخذت واشنطن سلسلة من الخطوات ضد تلك المنظمة على مدار السنوات الماضية، كان أحدثها في 12 مارس/آذار الماضي.

واتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية OFAC إجراءات بالتنسيق مع مملكة البحرين ضد العملاء الرئيسيين المقيمين في إيران والميسر المالي لمجموعة كتائب "سرايا الأشتر" الإرهابية.

البحرين وفلسطين

وتساند البحرين الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة، وتدعم الجهود الهادفة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وقبول دولة فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

وقد قام عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية البحريني، بزيارة إلى مدينة رام الله، 19 أبريل/نيسان الماضي، بتكليف من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها مملكة البحرين في 16 مايو/أيار الجاري، ومناقشة التحضيرات الجارية لعقدها والتنسيق المشترك بهذا الخصوص.

وأعرب عباس خلال اللقاء عن تقديره لمواقف المملكة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ومساندتها الدائمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، وجهودها المشهودة والمتواصلة لإرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار في المنطقة ووقف التصعيد، منوها بدور المملكة البنّاء لوقف الحرب في قطاع غزة وحماية المدنيين، والمطالبة بضرورة توفير المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان المدنيين في قطاع غزة.

بدوره، أكد وزير الخارجية البحريني موقف بلاده الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وقبول دولة فلسطين عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، مؤكدا دعم المملكة للسلطة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

وتم التأكيد خلال اللقاء على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق الدبلوماسي المشترك تجاه تطورات الأوضاع الإقليمية الراهنة وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي، وضرورة العمل على الوقف الفوري للحرب في غزة، وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والحيلولة دون الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح.

وعلى الرغم من أن البحرين ترتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل فإن ذلك لم يحل دون اتخاذها مواقف قوية مساندة للقضية الفلسطينية، كان أحدثها البيان الصادر من خارجيتها يوم أمس الخميس.

وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن إدانة المملكة واستنكارها بشدة اعتداء مستوطنين إسرائيليين متطرفين على قافلتي مساعدات أردنية تحملان مواد غذائية وإغاثية إلى قطاع غزة عبر معبري كرم أبوسالم وبيت حانون (إيريز)، باعتباره انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وللمواثيق الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية كافة.

ودعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته في تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووجوب حماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى السكان بشكل كامل وآمن ومستدام ودون عوائق، ووضع حد للكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.