"دبي السينمائي" يكشف عن الأفلام الدولية المشاركة
مهرجان دبي السينمائي يزيح الستار عن الأفلام الدولية التي ستعرض في الدورة الـ١٤، ديسمبر المقبل، ضمن برنامج "سينما العالم".
كشف مهرجان دبي السينمائي الدولي عن المجموعة الأولى من الأفلام العالمية والمتنوّعة التي تعرض لجمهور المهرجان ضمن برنامج «سينما العالم»، خلال دورته الـ14 في الفترة من 6 إلى 13 ديسمبر المقبل. وستأخذ أفلام برنامج «سينما العالم» المشاهدين إلى عالمٍ سينمائي ساحر، بما تتضمنه من أعمال نخبة من المشاهير والمواهب السينمائية العالمية بقصصهم المتنوعة.
وأكد المدير الفنّي لمهرجان دبي السينمائي مسعود أمر الله آل علي، أن برنامج «سينما العالم» "يمتاز بالتنوع في جميع أشكاله مع مشاركة أعمال أفضل صنّاع الأفلام من شتى أنحاء العالم. وستعمل الأفلام المحلية والعالمية المعروضة في المهرجان، بقصصها المتنوعة والغنية، على إثراء تجربة جمهور المهرجان من دون شك، ليتابع ويتعرف من خلالها على قصص وقضايا نابعة من المنطقة والعالم، وهذا يتماشى مع هدف المهرجان ومكانته ليكون منبرا للتبادل الثقافي".
وقال ناشين مودلي مدير برنامج «سينما العالم» في مهرجان دبي السينمائي الدولي: "نجول العالم في كل عام باحثين عن المواهب والأعمال السينمائية المميزة لنقدمها إلى جمهور السينما في دبي"، وأضاف: "أدعو جميع محبي السينما إلى حضور عروض أفلام برنامج «سينما العالم» الغنية التي تتضمن أفضل إنتاجات السينما العالمية، وتتمحور حول العديد من الثقافات وتنقل المشاهدين إلى تجارب ثقافية وحياتية متنوعة؛ ما يمهد الطريق لإدخال مفاهيم جديدة".
وتضم المجموعة الأولى 11 فيلما، من بينها فيلم «آتشامبرا» (A Ciambra) للمخرج الإيطالي جوناس كارپينيانو الذي عرض للمرة الأولى ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين» في مهرجان كان السينمائي، وفاز بـ«جائزة السينما الأوروبية» (Europa Cinema Label) عن أفضل فيلم أوروبي. كما اُختير لتمثيل إيطاليا رسميا لـ«أوسكار» أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2018.
يتحدث الفيلم عن الصبي پيو أماتو، وهو في الرابعة عشر من عمره، من مجتمع صغير من غجر «الروم» الذين استقرّوا في مقاطعة كالابريا الجنوبيّة الإيطالية. يتعجل پيو بلوغ سن الرشد وفق قاموسه، حيث يحتسي الكحول ويدخن ويلاحق أخاه كوزيمو أينما ذهب، متعلما منه كيف يجول في شوارع بلدته. وفي إحدى الليالي، يعتزم پيو أنْ يثبت لأخيه أنه يضاهيه في مهارة السرقة والاحتيال، إلا أن أمور تلك المغامرة تسير على عكس ما يشتهي پيو، لتغيّر سلسلة من الأحداث نظرته إلى العالم بشكل عميق. يذكر أن هذا العمل هو الفيلم الطويل الثاني للمخرج جوناس كارپينيانو.
ويشارك في عروض المهرجان المخرج الأوكراني سيرغي لوزنيتسا المشهور بأفلامه المؤثرة مثل «فرحتي» و«في الضباب». وسيعرض المهرجان فيلمه الروائي الثالث «كائنُ رقيق» (Krotkaya) الذي عُرض ضمن مسابقة مهرجان «كان» السينمائي 2017.
يروي الفيلم حكاية امرأة لا نعرف اسمها، تعيش وحيدة في أطراف قرية روسية، تُفاجئ ذات يوم باستلامها طردا كان قد سبق أن أرسلته لزوجها المسجون ومختوم بعبارة "يُعاد إلى المرسل". تعتزم الزوجة السفر إلى المدينة التي يقوم فيها السجن للكشف عن مصيره والبحث عن العدالة مواجهة الكثير من الإذلال والمعارضة.
ويعود إلى المهرجان المخرج الروسي أندريه زفياغينتسف، الحائز عدة جوائز، لعرض عمله الأخير «بلا حب» (Nelyubov) الذي حاز «جائزة لجنة التحكيم» في مهرجان «كان» السينمائي بدورته الـ70 هذا العام. وقد اُختير الفيلم رسميا لتمثيل روسيا في التسابق على «أوسكار» أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2018. يتناول الفيلم الدرامي جانبا من الحياة المعاصرة في روسيا الحديثة، عبر الحديث عن حياة الطفل آليوشا البالغ من العمر 12 عاما، ويعيش مع والدَين أهملاه وانشغلا بإجراءات الطلاق. للزوجة شريك جديد، فيما يستعدّ الزوج لأن يُرزق بطفل من امرأة أخرى. كلاهما يسعيان إلى المضي قدما في حياتهما الجديدة. إلا أن اختفاء إليوشا بعد أن شهد واحدا من شجاراتهما المتعددة يُعيد خلط الأوراق. فهل ستجمعهما هذه الفاجعة أم ستفرقهما أكثر؟!
ويشارك المخرج البريطاني آنوب سينغ بفيلمه الهندي «أغنية العقارب» (The Song of Scorpions) من بطولة غولشيفته فراهاني وعرفان خان. يروي الفيلم قصة حب غريبٍ وانتقام، وعن القوة الشفائية التي تبعثها أغنية.
نوران، امرأة قبلية تتعلم فنا علاجيا قديما من جدتها، وهي "مغنية عقارب" محترمة. ثمة اعتقاد بأنّها تمتلك قدرة علاج لدغة العقرب القاتلة. يُفتَنُ آدم، تاجر الجمال في صحراء راجستان، بصوت نوران، ويقع في غرامها. وقبل أن يتعرّف أحدهما على الآخر بشكل جيّد، يتعكر صفو نوران بسبب خيانة مؤلمة، ما يدفعها إلى الانطلاق في رحلة للانتقام وللعثور على أغنيتها.
وتحمل المخرجة الفرنسية سونيا كرونلوند إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي فيلمها «نوثينغ وود» (Nothingwood)، الذي عُرض ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين» في مهرجان «كان» هذا العام وحاز إشادة خاصّة. يروي الفيلم قصة المخرج الأفغاني الشهير سليم شاهين والغرائب التي تُصاحب تصوير فيلمه الجديد برفقة فريق من الممثلين المثيرين للفوضى.
وعقب العرض العالمي الأول لفيلمه الروائي الطويل الأول «أرضي النقيّة» (My Pure Land) في «مهرجان إدنبره السينمائي الدولي»، ينضم المخرج البريطاني الباكستاني سرمد مسعود إلى مهرجان دبي السينمائي بفيلم يروي قصة 3 نساء شديدات البأس في السند. نازو تكافح برفقة ابنتيها لفكّ الحصار الذي فرضه عليهن أقاربهن في إحدى قرى باكستان، بعد إبعاد الوالد ووفاة الابن. وتبلغ الأحداث ذروتها القصوى حينما يتعين على النساء الثلاث الدفاع عن أرضهن بمواجهة عصابة تتكون من مائتي قاطع طريق. بُنيتْ أحداث الفيلم بالاستناد على أحداث حقيقية، وهو من بطولة إيمان مالك وسيد حسين وسلمان أحمد خان. اُختير الفيلم لتمثيل بريطانيا رسميا لـ«أوسكار» أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2018.
وينضم إلى المهرجان لأوّل مرة، المخرج الهندي الحائز جوائز عدة، ديببش جاين مع فيلمه السيكولوجي الدرامي «في العتمة» (In the Shadows) ومن بطولة مانوج باجبايي. قُدم الفيلم في عرضه العالمي الأول في «مهرجان بوسان السينمائي الدولي» هذا العام، ومن ثم عُرض في مهرجان «شيكاغو السينمائي الدولي». يتناول الفيلم قصة خدّوس، وهو رجل وحيد يسكن في مدينة دلهي القديمة، يراقب الناس من خلال كاميرته الخفية. وفي أحد الأيام يبدأ بالبحث عن فتى سمعه يتعرّض للضرب خلف جدران منزله، حتّى يصبح مهووسا به ويفقد سيطرته على الوقت والواقع.
وتحضر المهرجان المخرجة البريطانيّة-الزامبية رونغانو نيوني بفيلمها «أنا لست ساحرة» (I am not a Witch)، والذي يروي مأساة شولا، الطفلة اليتيمة ذات السنوات الثمان، التي يتّهمها أهل القرية بكونها ساحرة، فتُحاكم وتُدان بالنفي إلى معسكر في وسط الصحراء يُنفى إليه المُدانون بممارسة السحر. فما الذي ستفعل طفلة صغيرة وقعت ضحيّة بين مطرقة الإشاعات وسندان ظلم السجّان؟ هل ستقبل بمصيرها أم أنّها ستهرب من ذلك السجن صوب ما تتوق من حريّة؟
وعقب حصوله على جائزة «السعفة الذهبية» من مهرجان «كان» السينمائي، يشارك المخرج السويدي روبن اوستلوند في مهرجان دبي السينمائي من خلال فيلمه الكوميدي الساخر «المربّع» (The Square).
يتناول الفيلم قصة الناقد التشكيلي كريستيان، الذي يُشرف على برنامج عروض متحف للفن المعاصر. يعنون كريستيان النشاط التالي للمتحف باسم «ذا سكوير»، والذي يدعو عبره المشاهدين والمارّة إلى مناهضة المعتقدات، مُذكّرا إياهم بمسؤولياتهم تجاه أبناء جلدتهم. إلا أن الاخلاص للمبادئ ليس أمرا هيّنا في هذا الزمان. فحين يتعرّض كريستيان إلى سرقة هاتفه النقّال، يُقدِم على ردود فعل خرقاء تضعه أمام مواقف مخجلة. وما هو أدهى أن كل ما يحدث يتزامن مع حملة إعلانية واسعة أطلقها المُتحف للترويج للمعرض المقبل. إذّ يجد كريستيان والمتحف نفسيهما إزاء أزمة تعايش.