"إمساك الحظر".. حالة صحية فرضها كورونا
إصابة بعض الأشخاص بالإمساك أثناء الحظر الصحي لكورونا يرتبط بإيقاع الساعة البيولوجية، وهي العملية التي ينظم فيها المخ دورة النوم.
مع تفشي وباء كورونا المستجد، أصبحنا مضطرين للتأقلم مع عادات جديدة فرضها علينا العزل المنزلي، مثل العمل عن بعد والتباعد الاجتماعي، وقضاء وقت أطول على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتطورت هذه التغييرات الحياتية المرتبطة بـ"كوفيد- 19" إلى عادات دخول الحمام، لتشمل تعبيرا جديدا هو "إمساك الحظر الصحي".
ووفقاً لموقع "هيلث" البريطاني، فإنه حتى إذا لم تكن من الأشخاص الذين يعانون من الإمساك قبل تفشي كورونا المستجد، ربما بدأت تعاني مؤخراً من هذه الحالة الصحية.
ونقل الموقع عن الدكتور روبرت ليريجو، طبيب أمراض الجهاز الهضمي في مركز سانتا كلارا فالي الطبي بكاليفورنيا، قوله: "بالنسبة للبعض يعني الإمساك أن يكون البراز صلباً جداً، ويتطلب جهداً كبيراً لإخراجه، أو ربما يكون صغيراً جدا في كميته".
وأوضح أن هناك أشخاص آخرين تكون حركات الأمعاء لديهم أقل تكراراً، من المعتاد أو يعانون من إجهاد مفرط لإخراج البراز، حتى إذا لم يكن البراز صلباً.
ويرتبط إصابة بعض الأشخاص بالإمساك أثناء الحظر الصحي لكورونا بإيقاع الساعة البيولوجية، وهي العملية الطبيعية التي ينظم فيها المخ دورة النوم والاستيقاظ، والتي تتكرر أكثر أو أقل كل 24 ساعة.
وللقولون أيضاً إيقاع ساعة بيولوجي خاص به، يتأثر بسهولة جداً بعدم ممارسة الرياضة، أو قلة النوم، أو تغير عادات تناول الطعام، والتوتر، وهي أمور أثر عليها البقاء في المنزل بسبب الوباء العالمي.
وأشار الدكتور روبرت ليريجو إلى أن البقاء في المنزل ساعات طويلة دون حركة، أو الاندماج في الروتين اليومي المعتاد، يقلل من "الحركية القولونية"، العملية التي ينقبض بها القولون بالتتابع لدفع البراز، ما يتسبب في الإمساك.
ويؤثر الذعر والتوتر أيضاً على عملية الإخراج، لأن المخ يتواصل مباشرة مع التعبيرات التي يتسببان فيها ويوصلها إلى الجهاز الهضمي، وعند بعض الأشخاص يمكن أن يتسبب الذعر والتوتر في إصابتهم بالإسهال.
وبالرغم من عدم سهولة تجنب التوتر والقلق، لا سيما في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها العالم بسبب كورونا المستجد، لكن يمكن ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوجا أو تخصيص وقت لنفسك في غرفة منعزلة بالمنزل بعيداً عن ضجيج العائلة.
وفي ظل إغلاق الصالات الرياضية، ينصح الأطباء بممارسة الأيروبكس من 20 إلى 60 دقيقة لـ5 أيام في الأسبوع، لافتين إلى أن ممارسة التمارين الرياضية العادية يومين في الأسبوع تحسن من حالة الإمساك بصورة كبيرة.
كما يوصي الأطباء بإضافة مزيد من الألياف إلى الوجبات الغذائية التي يتم تحضيرها في المنزل، لأنها تزيد كمية السوائل في البراز، ما يجعله ليناً وأكبر حجماً، وبالتالي يسهل عملية الإخراج.
هذا فضلاً عن تناول المكسرات، والعدس، والفواكه، والخضروات الورقية، والحبوب الكاملة، والشوفان، بالتزامن مع تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات دهون عالية، والحرص على شرب كميات كافية من المياه لأنها تسهل انتقال البراز عبر القولون بسرعة.