أشهر أدوات الاستثمار.. من الصكوك إلى العملات الرقمية

تشهد أدوات الاستثمار تنوعاً كبيراً بين الأدوات التقليدية التي توفر استقراراً نسبياً في العوائد، والأدوات الحديثة التي تقدم فرص نمو كبيرة لكنها تحمل مخاطر أعلى.

ومن بين هذه الأدوات، تبرز الصكوك كخيار استثماري يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، إلى جانب العملات الرقمية التي أحدثت نقلة نوعية في الأسواق المالية العالمية.

الصكوك.. استثمار مبني على الأصول

الصكوك هي شهادات مالية تمثل ملكية جزئية في أصول أو مشاريع محددة، وتدر أرباحاً على المستثمرين بناءً على العوائد التشغيلية، وليس عن طريق الفوائد الثابتة، ما يجعلها مناسبة للمتطلبات الشرعية. 

هناك أنواع متعددة من الصكوك مثل صكوك الإيجار والمشاركة والمرابحة، وكل نوع له طريقة مختلفة في توزيع الأرباح وتقاسم المخاطر.

شهد سوق الصكوك نمواً كبيراً منذ بداية الألفية، مع تصدر ماليزيا ودول الخليج لهذا السوق الذي تجاوز حجمه تريليون دولار.

وفي الآونة الأخيرة، ساهم التطور التكنولوجي من خلال تقنية البلوكتشين في تحويل هذه الصكوك إلى وحدات يمكن تداولها بشفافية وكفاءة أعلى.

غير أن هناك تحديات تواجه هذا السوق، خاصة على صعيد التنظيمات الجديدة. إذ أصدرت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) معيارًا جديدًا قد يفرض تحويل الصكوك إلى أدوات مغطاة بالكامل بالأصول، الأمر الذي قد يزيد من التعقيدات القانونية والتكاليف التشغيلية.

العملات الرقمية.. فرص محفوفة بالمخاطر

على الجانب الآخر، ظهرت العملات الرقمية مثل بيتكوين وإيثريوم منذ عام 2009 كأصول بديلة تميزت بعوائد مرتفعة لكنها تتسم بتقلبات حادة. 

الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذه العملات قد تساهم في تنويع المحافظ الاستثمارية، إلا أن مخاطرها العالية تجعلها خيارًا غير مثالي في كل الظروف.

وفي منطقة الخليج، كشفت أبحاث أن هناك علاقة عكسية بين عوائد العملات الرقمية والأسهم التقليدية، مما يجعلها أداة محتملة للتحوط في بعض الحالات. 

ومع ذلك، فإن التقلبات الكبيرة لهذه العملات قد تحد من فائدتها كأداة استثمارية مستقرة.

كذلك، تشير تقارير حديثة إلى أن تزايد ارتباط العملات الرقمية بالأسواق المالية التقليدية قد يقلل من قدرتها على توفير التنويع المرجو في المحافظ الاستثمارية.

منصات الاستثمار.. جسر بين التقليدي والرقمي

مع التطور الكبير في التكنولوجيا المالية، ظهرت منصات استثمارية رقمية توفر للمستخدمين فرصًا للاستثمار في أدوات متنوعة ومتوافقة مع الشريعة. 

على سبيل المثال، منصة Wahed Invest تقدم خيارات استثمارية تشمل الصكوك والأسهم والذهب والعقارات تحت إشراف هيئات رقابية في أمريكا وبريطانيا.

بالإضافة إلى ذلك، توفر منصات عالمية مثل eToro وInteractive Brokers وFidelity إمكانية تداول العملات الرقمية، صناديق المؤشرات، والأسهم العالمية، ما يمنح المستثمر خيارات واسعة بين الاستثمار التقليدي والرقمي.