الصحة الرقمية.. سلاح إماراتي يكبح كورونا
شكل انتشار جائحة كوفيد-19 تحديا عالميا لفت الانتباه لضرورة تعزيز التوجه نحو تحسين خدمات الصحة الرقمية وعمليات العلاج والتطبيب عن بعد.
وأسهمت حلول الصحة الرقمية التي طبقتها الإمارات خلال فترة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" في تعزيز سلامة أفراد المجتمع وحصولهم على الرعاية الصحية التي يحتاجونها دون الحاجة للتوجه للمنشآت الصحية.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات، نجح القطاع الصحي في استثمار التطور الهائل في قطاع الاتصالات بالإمارات لتجاوز العقبات والظروف الاستثنائية التي فرضها الفيروس عبر توفير منظومة متكاملة من خدمات التطبيب والتشخيص والمتابعة وصرف الأدوية عن بعد والتي أسهمت في تعزيز إجراءات التباعد الجسدي وحماية المرضى والكوادر الطبية من العدوى.
وترى منظمة الصحة العالمية أن مستقبل قطاع الصحة لن يحيد عن التطبيقات والذكاء الاصطناعي، ويتم التحضير حاليا لقمة عالمية تعقد في الفترة ما بين 25 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي في حوار افتراضي لتحديد أولويات تقنيات الصحة الرقمية واعتمادها وتحسينها.
من جانبها أكدت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الإمارات، أن منظومة التطبيب عن بعد أسهمت في تقليل عدد المراجعين بشكل ملحوظ على مختلف المرافق الطبية لا سيما من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الأمر الذي أتاح لهذه المرافق حشد طاقاتها البشرية والمادية لمواجهة تداعيات انتشار الفيروس والتعامل الأمثل مع الحالات المصابة التي تتلقى العلاج لديها، فضلا عن تحقيق أكبر قدر ممكن من التباعد الاجتماعي داخل أروقة هذه المرافق سواء من المستشفيات والمراكز الطبية أو العيادات الخارجية.
وأشارت الدكتورة فريدة الحوسني إلى 3 أوجه رئيسية لاستخدام منظومة التطبيب عن بعد خلال الفترة السابقة تمثلت أولا في التعامل مع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وتجنيبهم الخروج من المنزل قدر الإمكان بغرض حمايتهم ووقايتهم من الفيروس، وثانيا في توصيل الأدوية للمنازل بعد إجراء الاستشارة الطبية عن بعد، وثالثا في التعامل مع المصابين بـ"كورونا ممن لا تستدعي حالتهم دخول المستشفيات حيث تتم متابعتهم والإشراف عليهم من قبل المختصين عن بعد.
وأوضحت أن تطبيق المسبق لمشروع الملف الطبي الإلكتروني الشامل للمرضى في دولة الإمارات أسهم في إنجاح عمل منظومة التطبيب عن بعد التي طبقتها العديد من الجهات الصحية خلال فترة انتشار فيروس كورونا المستجد.
ومنذ بداية انتشار فيروس كورنا المستجد كشفت الجهات الصحية في الإمارات عن العديد من المبادرات الهادفة لتوفير خدمات استشارية صحية وعلاجية للمرضى عن بعد عبر مختلف التقنيات والوسائط الذكية وعلى مدار الساعة.
وأطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع منصة إلكترونية باسم "الدكتور الافتراضي لكوفيد-19"، يمكن للأشخاص من خلالها تقييم الأعراض المرضية التي تظهر عليهم وما إذا كانت تلك الأعراض مرتبطة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، أم لا.
إلى جانب ذلك طورت الوزارة خدمات العيادات التخصصية وحولتها إلى إلكترونية باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الرقمية ضمن منظومتها العلاجية للتطبيب عن بعد في جميع مستشفياتها استجابة للإجراءات والتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19 ".
من جهتها أطلقت دائرة الصحة في أبوظبي بالتعاون مع شركة "إنجازات" لنظم البيانات تطبيق "منصة الرعاية الصحية عن بعد" للأجهزة والهواتف الذكية الجديد المبتكر الذي يتيح للمستخدمين الوصول إلى الخدمات الصحية بشكل آمن وسلس من خلال إمكانية الحصول عن بعد على مجموعة من خدمات التشخيص الطبي المبدئي والتوجيهات والإرشادات الطبية اللازمة.
ويستفيد من التطبيق الأشخاص المصابون بفيروس كورونا "كوفيد 19" الذين يطلب منهم الالتزام بالعزل المنزلي حيث يقوم فريق مختص من الأطباء والممرضين والمهنيين الصحيين بتقديم الرعاية الصحية عن بعد للمصابين بالفيروس، حيث يتم من خلال التطبيق متابعة الحالة الصحية والحصول على الاستشارة الطبية الملائمة خلال هذه الفترة إلى حين تماثلهم بالشفاء.
من جهتها أطلقت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" خدمة التطبيب عن بعد لمرضى العيادات الخارجية في شهر مارس/ آذار الماضي، بالتنسيق والتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي.
وفي ديسمبر 2019، أطلقت هيئة الصحة بدبي الخدمة الذكية "طبيب لكل مواطن"، والتي تتيح لمواطني دولة الإمارات أخذ استشارة طبية مجانية عن بعد عن طريق التواصل مع الطبيب بالصوت والفيديو دون الحاجة لزيارة المراكز الصحية.