«المدرسة الرقمية» تطلق مشاريع مشتركة مع حكومة كردستان العراق

أطلقت المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مشاريع في مجال التعليم الرقمي مع حكومة إقليم كردستان العراق.
يأتي ذلك ضمن التعاون الثنائي الهادف إلى تطوير قطاع التعليم في الإقليم وتزويده بالأدوات والمنهجيات المستقبلية الكفيلة بتمكين الأجيال الجديدة من تجارب تعليم متقدمة وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لتعزيز مشاركتهم في صناعة المستقبل وتعزيز إستراتيجيات وخطط التعليم الرقمي لديها.
افتتاح مدارس رقمية وتخريج 2400 معلم رقمي
جاء ذلك، ضمن زيارة رسمية لفريق المدرسة الرقمية إلى كردستان العراق ، للإعلان عن إطلاق مشاريع مشتركة ضمن مشروع المدرسة الرقمية، شملت الافتتاح الرسمي لمدارس رقمية، وتخريج 2400 معلم رقمي وإطلاق برنامج جديد لتدريب 10 آلاف معلم رقمي.
وتم خلال الحفل تكريم المعلمين المتميزين من رواد التحول الرقمي، إضافة إلى تنظيم زيارة ميدانية لعدد من المدراس الرقمية بالتنسيق مع وزارة التربية في الإقليم، بحضور آلان حمه سعيد وزير التربية في حكومة إقليم كردستان العراق، وسفين محسن دزيي مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم كردستان وأحمد الظاهري قنصل عام دولة الإمارات لدى إقليم كردستان العراق، والدكتور وليد آل علي أمين عام المدرسة الرقمية، وعدد من المسؤولين في الإقليم.
كما ضم وفد المدرسة الرقمية، تاتيانا دروشكي وسكندر حسين ممثلين عن مؤسسة دبي للعطاء التي أسهمت في دعم وتمويل المشروع.
وأكد عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، أن الشراكة مع حكومة إقليم كردستان العراق في تطوير مشاريع التعلم الرقمي، تعكس حرص الجانبين على تطوير بيئة التعليم، وتسريع التحول الرقمي، وتوفير فرص تعلم للطلاب تمكنهم بمهارات وأدوات المستقبل.
وأشاد بالشراكة المثمرة الإيجابية مع حكومة إقليم كردستان، وما حققته من إنجازات نوعية خلال فترة زمنية قصيرة، مثمنا دعمها لمشاريع ومبادرات المدرسة الرقمية، والدور المحوري لوزارة التربية في الإقليم في تعميم نماذج ومنهجيات التعليم الحديثة والمستقبلية، وفي بناء قدرات المعلمين وتمكينهم بالخبرات اللازمة لقيادة الجيل الجديد من المدارس، مؤكداً مواصلة تعزيز التعاون بما يسهم في إرساء نماذج تعلم مستقبلية رقمية تعزز فرص الأجيال الجديدة وتمكنها من قيادة التغيير وصناعة مستقبل أفضل للمجتم
خطوة مهمة
من جانبه أكد آلان حمه سعيد أن إطلاق مشروع المدرسة الرقمية في إقليم كردستان العراق، ضمن مشاريع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، يمثل خطوة مهمة لتأسيس مدرسة رقمية متكاملة تعزز المنظومة التعليمية.
وقال إنه تم تطوير هذا النموذج بأنظمة ذكية، لأننا نعيش في عالم متغير باستمرار تسيطر عليه الأنظمة الرقمية، التي تؤثر على جميع مجالات الحياة، ما يتطلب العمل على توظيف التكنولوجيا في تطوير التعليم، مشيرا إلى أنه من المهم استخدام التكنولوجيا في تعليم الجيل الجديد، الذي يسمى جيل "ألفا"، حيث تأتي التكنولوجيا قبل التعلم والقراءة.
في سياق متصل، قال طارق محمد القرق الرئيس التنفيذي نائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء، إن إطلاق المدرسة الرقمية في كردستان العراق يمثل استثماراً بالغ الأهمية في أجيال المستقبل. ففي عالم يعاد تشكيله بفعل التعقيد والتغيرات والتطور التكنولوجي، يجب أن يتطور التعليم من كونه وسيلة لنقل المعرفة فقط إلى قوة ديناميكية تعزز القدرة على التكيف.
وأضاف أنه في دبي العطاء، لا ننظر إلى التكنولوجيا كغاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتمكين المتعلمين والمعلمين من الازدهار، وصياغة مستقبل أكثر شمولاً واستدامة، ومن خلال مبادرات مثل المدرسة الرقمية، نُعِدّ الجيل القادم ليس فقط للتكيف مع عالم الغد، بل للمساهمة في تغييره أيضاً.
من جهته استعرض فريق المدرسة الرقمية مع المسؤولين عن قطاع التعليم في كردستان العراق، الإنجازات التي حققها التعاون المشترك بين الجانبين، وأثرها في تعزيز تجارب التعلم، والتي شملت ترجمة منصة التعليم الرقمي بالمدرسة الرقمية إلى اللغة الكردية، وترجمة وتوفير دورات المعلم الرقمي المعتمدة من جامعة ولاية أريزونا الأمريكية باللغة الكردية، ورقمنة المنهاج الوطني الكردي وإضافته لمنصة حديثة للتعليم الإلكتروني باللغة الكردية تشمل المواد الأساسية الخمس للمراحل الدراسية من الصف الأول إلى الصف التاسع ، وهي اللغات العربية، والإنجليزية، والكردية، والرياضيات، والعلوم، واطلع على تطورات جهود رقمنة المنهاج التعليمي للصفوف من العاشر إلى الثاني عشر.
كما نجحت الشراكة بين الجانبين في تجهيز 64 مدرسة بأدوات التعلم الرقمي، وصيانتها وتزويدها بشاشات ذكية، ووسائل تعليمية، وتجهيزات أخرى لتعزيز تجربة التعلم. فيما تم تسجيل أكثر من 40 ألف طالب على منصة المدرسة الرقمية للتعليم الإلكتروني، للدخول على المنهاج الكردي للصفوف والمواد المستهدفة ضمن المرحلة الأولى، إلى جانب تسجيل ألفي معلم على منصة المدرسة الرقمية للتعليم الإلكتروني، وتدريب 2400 معلم رقمي عبر الأكاديمية العالمية للمعلم الرقمي للحصول على شهادة المعلم الرقمي المعتمدة من جامعة ولاية أريزونا، وتوفير 1600 جهاز إلكتروني للطلبة والمعلمين.
وزار فريق المدرسة الرقمية عددا من المدارس الرقمية التي تم افتتاحها، واطلع على التجهيزات التي تم تزويدهما بها، وتابع جانباً من اليوم الدراسي مع الطلاب والمعلمين، فيما شهدت الزيارة تكريم فريق المدرسة الرقمية في وزارة التربية بإقليم كردستان العراق، والاحتفاء بأفضل معلم رقمي في الإقليم، وتكريم نخبة من المعلمين المشاركين في مبادرات المدرسة الرقمية.
شهد الحفل الإعلان عن مبادرة جديدة بين المدرسة الرقمية ووزارة التربية في حكومة إقليم كردستان، تهدف إلى توفير 10 آلاف فرصة تدريبية للمعلمين ضمن برنامج "المعلم الرقمي"، الذي يُقدَّم بالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا في الولايات المتحدة.
وتُشكّل هذه المبادرة خطوة إستراتيجية نحو بناء قدرات الكوادر التربوية في الإقليم، وتمكين المعلمين من أدوات التعليم الرقمي الحديثة، بما يعزز جودة التعليم ويوائم مخرجاته مع متطلبات العصر الرقمي.
وتعد "المدرسة الرقمية"، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في نوفمبر 2020، ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أول مدرسة رقمية معتمدة من نوعها، وتهدف إلى تمكين الطلاب بخيارات التعلم الرقمي، فيما توفر خياراً نوعياً للتعلم المدمج والتعلم عن بُعد، بطريقة ذكية ومرنة، مستهدفة الفئات المجتمعية الأقل حظا واللاجئين والنازحين حول العالم، عبر توظيف التعليم الرقمي وتقديم مواد ومناهج تعليمية عصرية.
وتتبنى المدرسة الرقمية نهجًا شاملاً للتحول الرقمي في التعليم، يقوم على توسيع الفرص التعليمية عبر خيارات التعلم الرقمي، وتواصل المدرسة الرقمية توسعها، حيث استفاد منها أكثر من 500 ألف طالب، وعملت على تدريب أكثر من 11 ألف معلم رقمي، وتوفر المحتوى التعليمي والتدريبي بخمس لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والكردية.
aXA6IDE4LjIyMS43Mi4xMTcg جزيرة ام اند امز