بعد طوفان الكرامة.. كيف دعمت تركيا الإرهاب في طرابلس؟
تركيا سعت لدعم المليشيات في العاصمة الليبية طرابلس سياسيا وعسكريا، باستنفار كافة طاقاتها التخريبية والمخابراتية لدعم الإرهابيين.
بات الدعم التركي للإرهاب في ليبيا من المسلمات لدى المهتمين بالشأن الليبي، وهو ما أثبتته تركيا باستنفار كافة طاقاتها التخريبية والمخابراتية لدعم الإرهابيين في طرابلس منذ إطلاق الجيش الوطني الليبي عملية طوفان الكرامة في طرابلس 4 أبريل/نيسان الماضي.
وسعت تركيا لدعم المليشيات الإجرامية والجماعات الإرهابية التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس الليبية، على عدة اصعدة سواء السياسية أو العسكرية بالتسليح والتدريب ونقل متطرفين إلى داخل الأراضي الليبية.
زيارة المشري.. الاستجداء الفاشل
بداية التحرك التركي السياسي الداعم للإرهابيين في حكومة الوفاق الليبية كانت باستقبال القيادي بحزب العدالة والبناء المستقيل خالد المشري رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة في طرابلس بعد أقل من أسبوعين من بدء عملية طوفان الكرامة، ما عده مراقبون للشأن الليبي استجداء من الإخوان للدعم من تركيا.
في السياق نفسه، اتخذت تركيا خطوات لمنح دعم سياسي لحكومة المليشيات في طرابلس؛ وأجريت جلسة مباحثات "مطولة" خرجت في بيان "مقتضب" حذر فيه أردوغان من تبعات عملية تحرير طرابلس.
أردوغان يعد بدعم علني للإرهاب
لم يكتف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج التي تسيطر عليها المليشيات بمباحثات المشري مع أردوغان فأجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي طلب فيها مزيدا من الدعم 28 من الشهر نفسه أبريل/نيسان الماضي.
ووعد أردوغان حليفه السراج بأنه "سيسخر كل إمكانات بلاده لمنع المؤامرة على الشعب الليبي"، حسبما أوردته حكومة السراج في بيان رسمي.
ورغم أن أردوغان زعم أنه لا وجود لحل عسكري للأزمة الليبية وأن المسار السياسي هو المسار الوحيد لبناء الدولة المدنية التي يتطلع إليها كل الليبيين -بحسب بيان المجلس الرئاسي، إلا أن أردوغان لم يجد بُدًّا من إمداد الإرهابيين في طرابلس بالسلاح والمرتزقة.
أردوغان يسلح الإرهابيين
أرسل أردوغان العديد من صفقات الأسلحة والمدرعات إلى ليبيا أشهرها سفينة "أمازون" التركية التي وصلت إلى ميناء طرابلس 16 مايو/أيار الجاري قادمة من ميناء سامسون التركي وتحمل على متنها 40 مدرعة تركية من نوع كيربي لصالح المليشيات.
لم تمض أيام قليلة حتى أعاد أردوغان الكرة فأرسل طائرة تركية من طراز أنتينوف تابعة لشركة أوكرانية قادمة من أنقرة وعلى متنها طائرات بدون طيار تم تجميع طائرتين على الأقل منها بذخيرتهما.
وسبق ذلك في الـ 15 من مايو/أيار الجاري، إسقاط قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الوطني الليبي طائرة بدون طيار تركية جنوبي طرابلس كانت تتجسس وتنفذ ضربات جوية لصالح المليشيات.
يشار إلى أنه في مارس/آذار 2011، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 1970، بحظر التسليح على ليبيا الذي تم تجديده يونيو/حزيران الماضي.
وشكل القرار خيبة أمل لكلّ الأطراف المتصارعة في ليبيا، ولا سيما الجيش الوطني الليبي الذي طالب الأمم المتحدة برفع حظر التسليح المفروض على البلاد حتى يتسنى له محاربة الإرهاب.
*مرتزقة أتراك وجرائم حرب
جاءت اعترافات الطيار الأجنبي الذي أسقطت طائرته في طرابلس لتؤكد المعلومات الاستخباراتية الليبية حول وجود مرتزقة أتراك يقاتلون في صفوف المليشيات كفنيين وخبراء يتمركزون في قاعدة مصراتة الجوية، بما يعد جريمة حرب.
واستمرارا في هذا الطريق من الارتزاق التركي في معركة طرابلس، أرسلت إلى جانب الإمدادات العسكرية خبراء أتراكا للمشاركة فى القتال بشكل مباشر في طرابلس".
فأرسلت تركيا الأربعاء 29 مايو/أيار الجاري طائرة شحن تركية من طراز (c130) على متنها فريق خبراء من الأتراك مع غرفة عمليات متكاملة إلى مطار مصراتة.
وقد ظهر هؤلاء الخبراء الأتراك في مقاطع مصورة مسربة وهم يدربون مسلحي المليشيات على استخدام المدرعات الجديدة ووسائل الاتصال والإشارة اللاسلكية.
كما نقلت تركيا جرحى مليشيات وإرهابيي الوفاق لعلاجهم في تركيا والعديد من الدول الأخرى، كما استخدموا صناديق الهلال الأحمر في تهريب السلاح، بما يعد جريمة حرب، بتوريط الجناح الطبي في دعم الإرهاب.
تركيا تدير خريطة الإرهاب
كان التصعيد الأخطر من جانب تركيا في ليبيا إرسالها من خلال جهاز مخابراتها مجموعة من إرهابيي التنظيمات الإرهابية في إدلب السورية إلى ليبيا عبر موانئ طرابلس ومصراتة الجوية والبحرية، وهو ما كشفه الجيش الليبي وأكده المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة.
كما تحولت المدن التركية إلى مقر آمن لقيادات الإرهاب في العالم خاصة ليبيا، لتحرض عبر منابرها الإعلامية وقنواتها الفضائية التي تبث من تركيا ضد الجيش الوطني الليبي والليبيين الذين يدعمون الأمن والاستقرار في البلاد، خاصة عبدالحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، وعلي الصلابي مندوب اتحاد علماء القرضاوي الإرهابي في ليبيا و"مفتي الإرهاب" الصادق الغرياني.