سياسة

تنظيم "المرابطون".. سقوط مدوٍّ في قبضة الجيشين المصري والليبي‎‎

العين الإخبارية - عبدالهادي ربيع

الخميس 2019/5/30 02:08 ص بتوقيت أبوظبي

الإرهابي هشام عشماوي في قبضة الجيش المصري

تسلُّم مصر الإرهابيين هشام عشماوي وبهاء أبوالمعاطي يفتح ملف قادة تنظيم "المرابطون" في درنة ومصائرهم، خاصة أن غالبيتهم سجين أو قتيل.

فتح استلام مصر الإرهابيين هشام عشماوي، وبهاء أبوالمعاطي، ملف قادة تنظيم "المرابطون" في درنة ومصائرهم، ورغم ادعاء زعماء التنظيم الإرهابي، المقاومة المسلحة ضد الجيوش العربية، إلا أنهم سقطوا جميعا أمام الجيشين المصري والليبي في حربهما على الإرهاب.

وتسلمت مصر، الثلاثاء، من الجيش الوطني الليبي الإرهابي هشام عشماوي، الذي أسس تنظيم المرابطون عام 2013 بعد انفصاله عن تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي بعد مبايعة الأخير لتنظيم "داعش"، وضم عشماوي، الضابط المفصول من الجيش المصري لتبنيه أفكارا إرهابية منذ 2011- عددا من القيادات الإرهابية لخليته التي تمركزت في درنة شرقي ليبيا.

ومن أبرز الإرهابيين الذين انضموا لعشماوي في خليته الإرهابية عمر رفاعي سرور، الذي قام بدور مفتي التنظيم، وعماد عبدالحميد قائد عسكري ومسؤول التدريب، وبهاء علي أبوالمعاطي مسؤول التأمين والقائد اللوجيستي، وصفوت زيدان مسؤول الإمداد والتموين.

وبعد مرور نحو 6 أعوام على إنشاء التنظيم الإرهابي، فإن غالبية قادة التنظيم الإرهابي، إما قتيل وإما مسجون في سجون مصر أو ليبيا.

هشام عشماوي

ويعد الإرهابي هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، (مواليد 1978)، وهو ضابط سابق بسلاح الصاعقة المصري، أحد أخطر الإرهابيين المطلوبين لتورطه في العديد من العمليات الإرهابية.

وتحول عشماوي إلى التطرف الفكري والعمل الإرهابي، بعد إصابته بالاكتئاب إثر وفاة والده وفقد القدرة على ممارسة عمله، وكوّن عشماوي عقب فصله من الجيش عام 2012 خلية تكفيرية تضم مجموعة من المتطرفين.

وتنتقل عشماوي بين التنظيمات المتطرفة في عام 2013، سافر إلى درنة في ليبيا وتخفّى مستخدماً أسماء حركية عديدة أشهرها "أبوعمر المهاجر، واتهم عشماوي بتشكيل وتدريب خلايا إرهابية في ليبيا ونقله عناصرها لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر من بينها تفجيرات الكنائس في الإسكندرية وطنطا والقاهرة، ودير الأنبا صموئيل بالمنيا ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، وحادث الفرافرة الإرهابي، وهجوم الواحات.

وألقت الأجهزة الأمنية الليبية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المصرية القبض على عشماوي في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018 خلال عملية أمنية للجيش في مدينة درنة، وسلمه الجيش الوطني الليبي إلى جهاز المخابرات العامة الثلاثاء 28 مايو/أيار 2019.

عمر سرور

قتل عمر رفاعي سرور أو «أبوعبدالله المصري»، مفتي التنظيم ومنظره الشرعي، أحد أبرز أسباب ضعف وتدهور وحدة التنظيم، خاصة بعد الانشقاقات بين أبناء التنظيم حول البقاء في المدينة والثأر أو الهروب التكتيكي.

وبرز اسم الإرهابي المصري بعد القبض على الإرهابي عبدالرحيم المسماري في هجوم الواحات، وهرب سرور إلى ليبيا عقب الإطاحة بحكم الإخوان في مصر عام 2013، واستقر في «درنة» شرق البلاد.

وتلقت التنظيمات الإرهابية في ليبيا رفاعي سرور بقبول شديد وتعاون خاصة مع كتيبة «شهداء أبوسليم» التابعة لتنظيم "القاعدة" بزعامة عطية الشاعري، حتى أصبح مفتيا لأغلب الكيانات الإرهابية في درنة تحت مسمى "مجلس شورى درنة".

ومع تأسيس عشماوي لتنظيم المرابطون في درنة توسط سرور لعشماوي عند التنظيمات المتطرفة لتقوية العلاقات، وتولى سرور شرعنة العمليات الإرهابية التي مارسها المرابطون والتنظيمات الإرهابية الأخرى في درنة.

ودام سرور على هذه المكانة وتصدر المشهد في درنة وإلقاء الخطب والدروس لـ«شورى درنة»، إلى أن اختفى في فبراير 2018 بأوامر من قادة التنظيم الإرهابي لأسباب أمنية.

واضطر سرور لتفجير نفسه في منزله 10 يونيو 2018 خشية إلقاء الأجهزة الأمنية الليبية القبض عليه في أحد أحياء المدينة الواقعة شرقي ليبيا.

الشيخ حاتم

عماد الدين السيد أحمد عبدالحميد وكنيته "الشيخ حاتم" أحد أهم قيادات تنظيم المرابطون الإرهابي، وهو القائد الفعلي الميداني لعدد كبير من عمليات التنظيم أهمها هجوم الواحات الإرهابي في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2017.

وتعود أهمية الإرهابي "الشيخ حاتم" في التنظيم كونه ضابط صاعقة سابقا بالجيش المصري، فصل بعد ثبوت اعتناقه الأفكار التكفيرية، وانضم لخلية عشماوي التي أنشأها عام 2012 عقب فصله من الجيش، وتضم مجموعة من الإرهابيين.

وانتقل عبدالحميد رفقة عشماوي من تنظيم إرهابي إلى آخر حتى انتهى به المطاف لتنظيم "المرابطون" الإرهابي التابع للقاعدة، ونفذ عبدالحميد عددا من العمليات الإرهابية في مصر أخطرها هجوم الواحات الإرهابي.

وكان هشام عشماوي كلف عماد عبدالحميد بالانتقال للواحات المصرية لتخصيصها كمحطة لاستقبال للمجموعات الإرهابية المقبلة من ليبيا لشن عمليات إرهابية في مصر خاصة بعد إصابة عشماوي في إحدى العمليات الإرهابية في مصر.

ونجحت يقظة الأجهزة الأمنية للتصدي للخلية الإرهابية قبل جلب المزيد من الإرهابيين من ليبيا أو تنفيذ هجمات على دور العبادة والمؤسسات المدنية داخل مصر، وقتل عبدالحميد خلال المطاردة والاشتباكات.

بهاء علي أبوالمعاطي

بعد إصابة هشام عشماوي في إحدى العمليات الإرهابية في مصر -يرجح أنها كمين الفرافرة- تولى بهاء علي أبوالمعاطي مسؤولية تامين وحراسة هشام عشماوي بجانب مسؤوليته السابقة بالتموين والإمداد.

ويعد أبوالمعاطي، (مواليد الإسكندرية ١٩٨٥) أحد أبرز معتنقي السلفية الجهادية في مصر قبل أن يجنده عشماوي أثناء اعتصام رابعة العدوية 2013، ويوصف بأنه الصندوق الأسود لأمير التنظيم بحكم مرافقته الدائمة.

وتولى أبوالمعاطي تأمين اعتصام رابعة العدوية بتكليف مباشر من عشماوي، وانضم إلى الخلية التي أسسها عشماوي من الضباط المفصولين، وتنقل معه في التنظيمات التكفيرية حتى أسس تنظيم المرابطين في درنة والحدود المصرية الليبية.

ونفذ الإرهابي أبوالمعاطي عمليات إرهابية في العديد من المدن المصرية أبرزها في الإسكندرية، وتولى تجنيد عدد من الإرهابيين وتوفير الدعم اللوجيستي.

وكان مصيره القبض عليه رفقة هشام عشماوي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018 من الجيش الوطني الليبي بحي المغار في درنة، وزوجة الإرهابي عمرو رفاعي سرور وابنيه، وتسلمته المخابرات المصرية من الجيش الليبي أمس الثلاثاء.

صفوت زيدان

صفوت زيدان إرهابي مصري فر إلى مدينة درنة منذ أعوام ومتزوج من امرأة ليبية، وبفضل إتقانه الشديد للهجة الدرناوية توطدت علاقاته مع الأهالي في المدينة خاصة بحي إمبخ.

وزادت قوة علاقته بأهالي درنة افتتاحه عدة مخابز حتى أصبح أحد أشهر التجار في المدينة، وغالبية أهل المدينة يعرفونه، ولا يعرفون كونه إرهابيا أو مصريا، استغل زيدان العلاقات والأموال الرائجة عن عملية التجارة وعلاقاته الواسعة في تأمين كل ما يريد عشماوي تهريبه من وإلى درنة باعتباره مسؤول المؤن والتموين في تنظيم المرابطين وقيادي بشوري إرهابيي درنة.

ويعتبر زيدان أحد أهم المنظرين للفكر التكفيري للقاعدة، وشارك في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية وتولى مسؤولية المجموعات التي تخترق الحدود وتنفذ العمليات الإرهابية بجانب التواصل بين أعضاء التنظيم عن طريق الأرقام الكودية.

وألقي القبض على الإرهابي المصري صفوت زيدان من سرية الشهيد رمزي حفيظ التابعة لكتيبة الطارق بن زياد بالجيش الوطني الليبي عشية القبض على عشماوي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وسلم لمصر برفقة عشماوي، بحسب عدة صحف مصرية، إلا أن بيان الجيش الليبي وصور عملية الترحيل لم يظهر فيهما.