المصرية دينا باول.. "منسقة" السياسة الخارجية الأمريكية
دينا حبيب باول أمريكية ذات أصول مصرية خطفت الأضواء بعد ترقيتها إلى منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للتخطيط في إدارة ترامب
دينا حبيب باول، أمريكية ذات أصول مصرية جذبت اهتمام الصحافة العالمية بعد تعيينها في يناير/كانون الثاني الماضي، كبيرة مستشاري الرئيس دونالد ترامب للمبادرات الاقتصادية، وها هي تخطف الأضواء مجددًا بعد ترقيتها إلى منصب نائب مستشار الأمن القومي للتخطيط.
وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض، أفاد أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال إتش.آر. ماكماستر عيّن المصرفية المولودة في القاهرة، وتتحدث العربية بطلاقة، نائبة بمسؤوليات محددة لتطوير الاستراتيجية.
وباول (43 عاما) مصرفية مرموقة، وسياسية محنكة تحظى بالتقدير منذ لفتت إليها الأنظار كأصغر مساعدة للرئيس لشؤون موظفي الرئاسة في البيت الأبيض خلال الإدارة الثانية للرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وكانت تعمل أيضا مساعدة لوزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.
وتشمل مهام منصبها الجديد صياغة استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة والتنسيق بين الأجهزة الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارية، وتفصيل بيانات السياسة الخارجية للإدارة وأهداف الدفاع، التي يتم إصدارها من قبل البيت الأبيض.
وهو منصب أساسي لحسن سير السياسة الخارجية الأمريكية، لأن كل القرارات الواجب اتخاذها في هذا المجال، أو غالبيتها العظمى، تمر به أولاً قبل أن تصل إلى وزير الخارجية أو وزير الدفاع، ومن ثم إلى الرئيس لدراستها وإقرارها.
غير أن دبلوماسيين أمريكيين، قالوا في تصريحات لشبكة "سي بي إس نيوز" إن كلا من باول وجاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، سوف يشاركان مباشرة في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية في المستقبل القريب.
وربما يفسر ذلك تواجدها في اجتماع بالمكتب البيضاوي، يوم الثلاثاء، بين ترامب ونائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي كان محط أنظار وسائل الإعلام.
وعن اختيارها مستشارة له، قال ترامب آنذاك، في بيان: "دينا باول موهبة هائلة، ولديها سجل ممتاز من الخدمة العامة، وكذلك تاريخ مهني عظيم في القطاع الخاص"، مشيرا إلى أنه تم "اختيارها بسبب رؤيتها الاستراتيجية للبرامج والمبادرات الرئيسية، وريادتها بشأن النمو الاقتصادي وتمكين المرأة الحاسم في مختلف جوانب تطوير الأعمال والمساعي المشاريع".
وعلى الرغم من أنها ليس لديها خبرة واسعة في قضايا الأمن القومي، لكنها عملت طيلة 15 عاما في الحكومة الأمريكية، والقطاع الخاص، ولديها شبكة واسعة من الاتصالات.
وترتبط دينا بصلات وثيقة مع ابنة الرئيس إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر كبير مستشاريه، وتتمتع بثقتهما بالنظر إلى قدراتها المهنية وشبكة علاقاتها الممتدة داخل الحزب الجمهوري وأروقة القرار في واشنطن، ما دفع وسائل إعلام أمريكية، للتوقع أن تنفذ أجندة ابنة ترامب، التي تتمحور حول المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة وغيرها من القضايا التي تهم النساء.
باول ولدت في القاهرة عام 1973، قبل أن تهاجر مع والديها إلى تكساس عندما كان عمرها أربعة أعوام فقط، وكان والدها يعمل في قيادة حافلة وكان يدير متجرا للبقالة في دالاس، ويبدو أنها لم تنس أصولها المصرية، حيث كثيرا ما تتحدث بمحبة عن جدتها المصرية.
وبعد تخرجها في أكاديمية أورسولين المرموقة في دالاس، درست باول بجامعة تكساس بأوستن، حيث حصلت على أول وظيفة سياسية بالعمل في مجلس شيوخ الولاية، وكان أول تدريب لها آنذاك مع السناتور الجمهوري عن ولاية تكساس كاي بيلي هاتشيسون، الذي ظل على تواصل معها خلال مسيرة عملها خلال السنوات الماضية.
وقال هوتشيسون عنها: "إنها استثنائية وتقدمت كثيرا منذ أول تدريب لها، لأنها محترمة للغاية"، مشيرا إلى مواقفها الإيجابية، وأسلوبها الدبلوماسي وحسن تقديرها".
في سن الـ29، أصبحت باول أصغر مساعدة لمدير مساعدي الرئيس، وكانت تقف وراء جميع قرارات البيت الأبيض في عهد بوش بشأن التعيينات، وهناك، عملت إلى جانب مارجريت سبيلينجز، مستشار السياسة الداخلية في البيت الأبيض، وفي وقت لاحق، مع وزير التعليم.
وأخذت دينا حبيب اسم باول، بعدما تزوجت من رجل العلاقات العامة ريتشارد باول، وكانت مديرة تنفيذية سابقة في شركة جولدمان ساكس، وتتكلم العربية بطلاقة، وقد سبق لها أن قدمت المشورة للرئيس دونالد ترامب في مسائل اقتصادية.
وفي عام 2005، تولت منصب مساعد وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، للشؤون التعليمية والثقافية، ونائب وكيل وزارة الشؤون العامة والدبلوماسية العامة، ومن هذا الموقع، أصبحت صوت إدارة بوش الرئيسي في الشرق الأوسط، في الوقت الذي كانت تهتم فيه الإدارة بكيفية التواصل مع الجمهور الدولي.