في غياب واشنطن ولندن.. عودة "خجولة" لسفراء حلفاء أوكرانيا إلى كييف
هل عادت الحياة الدبلوماسية إلى العاصمة الأوكرانية كييف، سؤال لا إجابة قاطعة عليه حتى الآن، في ظل العودة الخجولة لبعض سفراء دول غربية.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تحدثت في تقرير لها، عن عودة الحياة الدبلوماسية إلى كييف "ببطء"، مشيرة إلى عودة بعض السفارات، التي هربت من العاصمة الأوكرانية، وليس كلها.
وذكرت المجلة أن الدبلوماسيين الأجانب يعودون ببطء إلى العاصمة الأوكرانية، كييف، ويعيدون فتح سفاراتهم، وهو تصويت بالثقة على أن العملية الروسية في المدينة ربما انتهت في الوقت الراهن على الأقل.
وأعادت ما لا يقل عن 17 دولة دبلوماسييها إلى كييف، معظمهم أعضاء بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يدعمون أوكرانيا في القتال ضد روسيا.
وتوضح عودة الدبلوماسيين الأجانب، بحسب "فورين بوليسي" أن هناك عودة لبعض مظاهر الأمان بالعاصمة الأوكرانية بعد حوالي شهرين من القصف الروسي.
وطبقًا للمجلة الأمريكية، تمثل عودة سفراء الدول الحليفة لأوكرانيا، انتصارا رمزيا لكييف، وإظهارا للتضامن من أصدقائها في أوروبا، الذين قدموا للحكومة الأوكرانية الدعم الاقتصادي والمساعدات العسكرية لمساعدتهم في التصدي لموسكو.
وقال دبلوماسي كبير من أوروبا الشرقية: "بالنسبة للأوكرانيين، للأمر أهمية رمزية، بالتأكيد، أن الدول الأجنبية معهم وتدعم أوكرانيا بالمساعدات العسكرية والإنسانية، وكذلك بمحاولة مواصلة عمل السفارة بشكل طبيعي قدر الإمكان".
ومن بين الدول التي تعيد دبلوماسييها إلى كييف لإعادة فتح سفاراتها: فرنسا، وإيطاليا، وتركيا، وليتوانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وجمهورية التشيك، والبرتغال، وبلجيكا، والنمسا.
لندن وواشنطن وبرلين بعيدا عن كييف
كما أعاد الاتحاد الأوروبي فتح بعثاته الدبلوماسية في كييف هذا الشهر. لكن في المقابل، أبقت عدة دول كبرى، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بعثاتها الدبلوماسية بعيدا عن العاصمة بالوقت الحالي.
وفي إشارة أخرى على استقرار الوضع الآمن في العاصمة الأوكرانية، أجرى عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين عدة زيارات إلى كييف خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورؤساء بولندا، وليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي تجول وسط كييف، التي لاتزال خاوية بشكل مخيف، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وبالرغم من أن بعض الدول تعيد فتح سفاراتها في كييف، ينأى البعض عن ذلك لتقييم الوضع الأمني. وحذر زيلينسكي من أنه في الوقت الذي تحول فيه روسيا هجومها إلى شرق أوكرانيا، قد تتطلع موسكو لشن هجوم جديد على العاصمة بالمستقبل.
وقال مسؤول ألماني إن دبلوماسيي برلين لم يعودوا بعد إلى كييف، وأن برلين تقيم الوضع الأمني بدقة. وأضاف متحدث باسم الحكومة البريطانية أنهم يتطلعون لإعادة فتح سفارة لندن "في أقرب وقت ممكن".
ويواصل الدبلوماسيون الأمريكيون العمل من مدينة رزيسو البولندية، قرب الحدود الأوكرانية، لكنهم "لا يسافرون حاليا عبر الحدود إلى أوكرانيا بسبب الوضع الأمني غير المستقر"، بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
وأضاف المتحدث: "ليست لدينا تفاصيل بشأن توقيت عودة فريقنا، لكن فريقنا يخطط بنشاط، ونتطلع بشدة لاستئناف أعمال السفارة في أوكرانيا لتسهيل دعمنا لحكومة وشعب أوكرانيا بينما يدافعون بشجاعة عن بلادهم".
ويحث بعض المشرعين الأمريكيين إدارة الرئيس جو بايدن على إعادة فتح السفارة في كييف باعتبارها بادرة دعم لأوكرانيا.