ماريوبول في معركتها الأخيرة.. ماذا يعني سقوط "درع" أوكرانيا؟
بعد 7 أسابيع من الحصار دخلت معركة ماريوبول فصلا أخيرا بتداعيات حاسمة تفرضها حقيقة أن سقوطها يعادل الهيمنة على الدرع الحامي لأوكرانيا.
فصل أخير قد لا يصمد ليوم إضافي لكن تداعياته ستحدد مسارات الحرب الروسية في أوكرانيا، وسترسم الملامح المستقبلية للتوتر شرقي أوروبا وموازين القوى الدولية ذات الصلة بالاصطفاف والتحالفات.
معركة تختزلها المواجهة الأخيرة في مصنع "آزوف ستال" للصلب والذي يعد أهم معقل لقوات كييف في مدينة ماريوبول، وقد تضع أوزارها في حال استسلام الجنود المقاومين، كما دعت إلى ذلك موسكو.
وقبل ساعات، دعت وزارة الدفاع الروسية نظيرتها الأوكرانية إلى "التحلي بالمنطق" ووقف "المقاومة العبثية" لمقاتليها، في وقت يبدو أن اتجاهات الحسم توشك على التبلور على الأرض بسقوط بديهي لمدينة هامة بالنسبة لكييف.
ومما يعزز فرضية السقوط الوشيك للمدينة الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا، النداء اليائس الذي وجهه آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول إلى المجتمع الدولي لإنقاذهم.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، قال قائد للعسكريين الأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول: "ربما نعيش أيامنا الأخيرة إن لم تكن ساعاتنا الأخيرة"، في تطورات تكتب نهاية عاجلة لمدينة تتأهب للسقوط بأيدي الروس.
والسيطرة على المدينة ستسمح لروسيا بإقامة شريط يربط قواتها المنتشرة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، بمينائي بيرديانسك وخيرسون ومنطقة دونباس الانفصالية الأبعد مسافة شمالا.
قصف وتطويق
في الثاني من مارس/ أذار الماضي، أي بعد أسبوع على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، بدأت مدفعية موسكو بدكّ ماريوبول، المدينة الناطقة بالروسية في غالبيتها، والبالغ عدد سكانها 441 ألف نسمة، والواقعة على بعد 55 كلم عن الحدود الروسية و85 كلم عن دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين للكرملين.
وحينها، اتهم رئيس بلدية المدينة القوات الروسية ومقاتلين موالين لروسيا بالسعي لـ"فرض حصار" عن طريق قطع إمدادات المواد الغذائية والبنى التحتية الحيوية ومنها المياه والكهرباء والتدفئة، وفق "فرانس برس".
وبعدها بأسبوع، أعلنت كييف أن روسيا قصفت مبنى يضم عيادة ولادة ومستشفى أطفال في ماريوبول ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة صغيرة، فيما قالت موسكو إن المبنى كان بداخله قوميون أوكرانيون.
وفي منتصف الشهر نفسه، بدأت عمليات إجلاء آلاف المدنيين من المدينة عبر ممر إنساني، لكن أولى محاولات إخراج السكان فشلت وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين.
وفي وقت لاحق، قالت كييف إن ضربات جوية روسية دمرت مسرحا لجأ إليه قرابة ألف شخص، فيما نفت موسكو أن تكون نفذت الهجوم ووجهت الاتهام في ذلك إلى كتيبة "أزوف" القومية اليمينية المتطرفة.
إنذار أخير
في 21 من الشهر ذاته، رفضت كييف إنذارا أخيرا وجهته لها روسيا من أجل استسلام ماريوبول، وآنذاك، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف إن المدينة "لعبت دورا كبيرا في تدمير خطط العدو وتعزيز دفاعاتنا".
ولاحقا تواصل الوضع على ما هو عليه قبل أن تعلن موسكو، نهاية الشهر، عن وقف لإطلاق النار في المدينة للسماح بإقامة ممر إنساني بين ماريوبول وزابوريجيا التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، عبر مرفأ بيرديانسك.
وفي 4 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويشنكو أن المدينة دُمرت بنسبة "90 بالمئة" وتحدث في اليوم التالي عن "كارثة إنسانية".
المعركة الأخيرة
وفي 11 من الشهر الجاري، قالت قوات البحرية في المدينة إنها تستعد لـ"معركة أخيرة" للسيطرة على ماريوبول، فيما ذكر أحد قادة الانفصاليين الموالين لروسيا أن قواتهم سيطرت على مرفأ المدينة.
وبعدها بيومين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 1026 جنديا أوكرانيا "سلموا أسلحتهم طوعا واستسلموا" قرب مصنع "آزوف ستال" الذي تتخذه قوات أوكرانية معقلا لها.
وبهذه التطورات، تؤكد روسيا بدء "مرحلة جديدة" من الحرب كما أعلنت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف، الثلاثاء، بينما يمضي حلفاء أوكرانيا قدما في دعمهم العسكري من خلال إرسال طائرات مقاتلة.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز