من أوكرانيا للسويد وفلسطين.. جهود إماراتية لدعم الاستقرار بالعالم
جهود إماراتية رائدة لدعم الأمن والاستقرار في العالم وتحفيف حدة التوترات بأماكن الصراعات ودعم قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية.
تتضمن تلك الجهود تسجيل مواقف حكيمة وشجاعة يخلدها تاريخ الإنسانية بحروف من نور، تنتصر فيها لقضايا الإنسانية بشكل عام، والأمة العربية والإسلامية بشكل خاص.
وفيما تشهد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية توترات ما بين إسرائيل وفلسطين، استدعت دولة الإمارات، الثلاثاء، سفير إسرائيل لديها للاحتجاج على الأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى.
وفي اليوم نفسه، استدعت أبوظبي سفيرة مملكة السويد وأبلغته احتجاج دولة الإمارات على ما أقدم عليه متطرفون في السويد من إحراق نسخ من القرآن الكريم.
وبالتوازي مع ذلك تدعم دولة الإمارات كل الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة في اليمن، والتي توجت قبل أيام بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وأدائه اليمين الدستورية أمس الثلاثاء.
وفي أوكرانيا، تدعم دولة الإمارات جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
الانتصار للأقصى
واستدعت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، أمير حايك سفير دولة إسرائيل لدى البلاد، الثلاثاء، وأبلغته احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين على الأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى، من اعتداءات على المدنيين واقتحامات للأماكن المقدسة، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين.
وأكدت ضرورة الوقف الفوري لهذه الممارسات وتوفير الحماية الكاملة للمصلين واحترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووقف أية ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى.
وأعربت عن قلقها من تصاعد حدة التوتر الذي يهدد الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأكدت ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
وشددت على ضرورة خلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
يأتي الاستدعاء بعد 4 أيام من إدانة دولة الإمارات بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك، والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية للمصلين مشيرة إلى موقف الدولة الداعي إلى ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى.
وشددت على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك ضرورة وضع حد للممارسات الإسرائيلية غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مواقف قوية تؤكد من خلالها دولة الإمارات مجددا دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها لمعاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
أيضا تؤكد دولة الإمارات من خلال تلك المواقف بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل أزمات المنطقة، وإنه لن يستطيع أي من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني حسم الصراع لصالحه مهما طال الوقت، وسيكون الخاسر دائما هم الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين الذين لا ذنب لهم.
يأتي ذلك استمرارا لسياسة دولة الإمارات، منذ تأسيسها، في وضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، في نهج أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة لإحلال قيم العدالة والسلام.
كما يأتي ترجمة لرؤية دولة الإمارات ورسالتها التي عبرت عنها عمليا منذ توقيع اتفاقية السلام التاريخية وتحملت في سبيل إيمانها برؤيتها الكثير من حملات الإساءات والافتراءات، وهي أن نشر السلام ودعم القضية الفلسطينية مساران يتكاملان ولا يتقاطعان.
فتنة حرق المصحف بالسويد
ومن دعم القضية الفلسطينية إلى جهود مواجهة موجة الكراهية ضد الإسلام التي تشهدها السويد حاليا تتواصل المواقف الإماراتية.
وفي هذا الصدد، استدعت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ، ليزلوت أندرسون سفيرة مملكة السويد لدى البلاد ، الثلاثاء، و أبلغتها احتجاج دولة الإمارات على ما أقدم عليه متطرفون في السويد من إحراق نسخ من القرآن الكريم.
و أكدت رفض دولة الإمارات لكافة الممارسات التي تسيء للأديان، مشددة على ضرورة احترام الرموز الدينية و المقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب.
و شددت على أن مثل هذه الممارسات لا تؤدي سوى إلى مزيد من التوتر والمواجهة والاحتقان، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معا من أجل نشر قيم التسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.
يأتي الاستدعاء بعد يوم من إدانة دولة الإمارات بشدة ما أقدم عليه بعض المتطرفين في السويد من إحراق نسخ من القرآن الكريم.
وأكدت وزارة الخارجية و التعاون الدولي الإماراتية في بيان لها رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم و المبادئ الإنسانية و الأخلاقية.
وجددت الوزارة دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية و العنف و وجوب احترام الرموز الدينية والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات، و ضرورة نشر قيم التسامح و التعايش.
وكانت دولة الإمارات سباقة عالميا في العمل على نشر ثقافة التسامح على نطاق عالمي من خلال "وثيقة الأخوة الإنسانية".
ووثيقة "الأخوة الإنسانية" هي وثيقة وقعها البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، على أرض دولة الإمارات، يوم 4 فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير/شباط يوما دوليا للأخوة الإنسانية، تقديرا وتخليدا للمبادرة الإماراتية التاريخية.
وتؤسس الوثيقة دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، ويتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
ومنذ توقيع الوثيقة تعمل دولة الإمارات بالتعاون مع الرمزين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق.
وفيما تتواصل الجهود لنشر الوثيقة، التي تحذر من استغلال الأديان في السياسة وتطالب بوقف استخدام الديانات السماوية في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، أشعل زعيم حركة "سترام كورس" اليمينية المتطرفة الدانماركي السويدي راسموس بالودان فتنة في السويد، أسفرت عن اندلاع موجة احتجاجات واسعة على خلفية إحراقه نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد، الخميس، بحماية الشرطة، تحت مزاعم حرية التعبير.
وعلى خلفية تلك الممارسات وما صاحبها من موجة كراهية ضد الإسلام، اندلعت اضطرابات في أرجاء السويد للاحتجاج على خطط الحركة اليمينية المتطرفة بحرق نسخ من القرآن.
الأزمة الأوكرانية
ومن السويد إلى أوكرانيا، تتواصل جهود الإمارات لحل الأزمة على أكثر من صعيد.
في أحدث الجهود على الصعيد الإنساني، تم تسيير طائرة مساعدات 14إبري/ نيسان الجاري تحمل 50 طناً من المساعدات الغذائية، وسيارات اسعاف مجهزة طبياً ضمن جسر جوي إغاثي متصل منذ مارس الماضي، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين، وذلك الى مدينة وارسو ببولندا.
وصرح سالم أحمد سالم الكعبي سفير دولة الإمارات لدى أوكرانيا، بأن بلاده تدعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وتحرص على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي إلى جانب تكثيف الجهود المبذولة لدعم الاحتياجات الإنسانية للمدنيين المتضررين في أوكرانيا.
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي، بأنه "عملية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح البلاد واجتثاث الأشخاص الذين يصفهم بالقوميين الخطرين.
بينما تعتبر دول غربية الهجوم بأنه حرب اختارت موسكو شنها، وفرضت تلك الدول عقوبات على روسيا بهدف شل اقتصادها.
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي. قتل آلاف الأشخاص، وشرد قرابة 10 ملايين أوكراني داخليا وخارجيا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وتدعم دولة الإمارات جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة، تنشط أيضا الجهود الإنسانية للإمارات للتخفيف من وطأة الأزمة.
اليمن دعم إنساني وسياسي
يأتي هذا فيما تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع مئات الأطنان من مواد المير الرمضاني في عدد من المحافظات اليمنية.
يأتي ذلك في إطار توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
ويستفيد من برنامج المير الرمضاني وإفطار الصائم حوالي 7 ملايين شخص، في محافظات شبوة وحضرموت وتعز والحديدة وجزيرة سقطرى.
وإضافة لجهودها الإنسانية تدعم دولة الإمارات كل الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة تضم كافة الأطراف اليمنية لضمان ترسيخ الاستقرار والسلام، وبما ينعكس على ازدهار وتنمية اليمن.
ورحبت الإمارات بالتطورات الأخيرة المتعلقة بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، معربة عن أملها أن تسهم في دفع جهود السلام.
وأمس الثلاثاء، أدى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، اليمين الدستورية، أمام البرلمان.
كما منح البرلمان اليمني، الثقة لحكومة الكفاءات، برئاسة معين عبدالملك.
وحصلت الحكومة اليمنية على الثقة الكاملة في الجلسة البرلمانية التي حضرها 180 عضوا برلمانيا، وصوت غالبيتهم لمنح الثقة لحكومة الكفاءات التي شكلت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020 بناء على اتفاق الرياض.
القضاء على الجوع
وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل أزمات المنطقة والعالم، تنشط أيضا الجهود الإنسانية للإمارات للتخفيف من وطأة الأزمات التي يشهدها العالم في إطار مبادرات نوعية من أبرزها مبادرة "المليار وجبة".
ومبادرة المليار وجبة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 2 أبريل/نيسان الموافق الأول من شهر رمضان 2022.
ولا يمر يوم منذ إطلاق الحملة إلا ويشهد تبرعات مليونية من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات.
وتستهدف المبادرة الأكبر في المنطقة توفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 ومن ضمنها هدف القضاء على الجوع في العالم.