حرب الإخوان القذرة.. جبهة ثالثة لإقصاء "منير-حسين"
الحرب القذرة الدائرة المستعرة بين جبتهي الإخوان في أنقرة ولندن، أفرزت جبهة ثالثة تسعى لإقصاء جبهتي منير وحسين.
والحرب بين الفريق التابع لمحمود حسين في تركيا، والآخر الذي يقوده إبراهيم منير من لندن، أفرزت جبهة ثالثة تهدف إلى الاستحواذ على الجماعة والإطاحة برأسي النظام المتصارعين على كعكة أموال الإخوان.
ومنذ شهور يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي حربا مستعرة، بين جبهتين ويدور الصراع على من يتولى أمر التنظيم ماليا وإداريا، الأولى يقودها الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين من داخل تركيا، فيما يقود الثانية القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم إبراهيم منير البريطاني المقيم بلندن.
وتصاعد الصراع بين الجبتهين وحشد كل فريق للآخر، وآلت الصراعات إلى إعلان جبهة محمود حسين من تركيا عزل القائم بأعمال المرشد من لندن إبراهيم منير من منصبه وتولي القيادي الإخواني مصطفى طلبة مهام المرشد لمدة ستة أشهر، وهو ما رفضه منير وجبهته.
انقسام يتصاعد
وقال أحمد سلطان، الباحث في شؤون جماعات تيار الإسلام السياسي، إن ثمة مبادارت لقيادات إخوانية خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها "مبادرة أحمد عبدالعزيز" مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، باءت بالفشل، أعقبها مبادرة أخرى من قبل مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي إلا أن محاولته أيضاً أصابها الفشل".
وأضاف لـ"العين الإخبارية"، قائلا:" هذه المبادرات لا تنحاز إلى أي جبهة من الجبهتين وتطلب تراجع كل خصم خطوة للخلف في محاولة لرأب الصدع، إلا أن كل فريق استعصم برأيه ورفض الانصياع إلى المبادرات، ما أدى إلى استمرار الخلاف".
ويسعى إبراهيم منير، وفقا لسلطان، إلى استقطاب لشباب الجماعة بشكل كبير وإطلاق تحركات لهم في ثوب جديد، وتنشيط العمل الحركي داخلها.
فيما يتمسك محمود حسين وجبهته بأسلوبه التقليدي، وسد منافذ استقطاب ذيول الجماعة في داخل مصر وخارجها وبقائها داخل جبهته، التي ترغب في إقصاء إبراهيم منير كلياً عن المشهد.
جبهة ثالثة
وانبثق عن الخلاف المستعر بين جبهة لندن وأنقرة -بحسب سلطان- فرقة ثالثة تخوض حرباً باتت علنية ضد الجبهتين، تهدف إلى تأسيس جبهة مستقلة للإخوان وتقصي جبهتي منير وحسين من المشهد كلياً، مستغلة في ذلك الصراع المشتعل بين الفريقين.
وأكد سلطان أن الجبهة الثالثة تسمي نفسها بـ"جبهة المكتب العام"، وهي نشطة منذ اندلاع الأزمة، ويوماً تلو الآخر تكتسب أرضاً جديدة داخل شباب الإخوان الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات شيوخ الجماعة وتصارعهم على كعكة الأموال والنفوذ.
وتابع: "جبهة المكتب العام للإخوان أنشأت منذ عام 2015، ولكن لم يكن لها أي تأثير في ظل قوة التنظيم، ومع ظهور الخلافات تحركت لاعتلاء المشهد، حيث يقود هذا التحرك القيادي الإخواني المعروف أشرف عبدالغفار".
ومن الأدبيات التي تحاول أن ترسخ لها الجبهة بعد أن أعلنت وجودها على الساحة عدم إعلان مرشد عام لها، بل تقول إن "مرشد الجماعة المسجون محمد بديع لا يزال هو المرشد العام للتنظيم، بهدف استقطاب شباب الإخوان".
وبحسب سلطان فإن جبهة المكتب العام تواصلت خلال فترة الانشقاق مع بعض القيادات الوسطى للإخوان وبعض الشباب لعمل إحلال وتجديد في دماء الجماعة، وإعلان إقصائهم الجبهتين المتصارعتين بشكل رسمي.
الداخل المصري
ومن جانبه، قال أمين عام الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني صبرة القاسمي إن الصراعات الإخوانية على منصب المرشد فضحت التنظيم الإرهابي، وكشفت مزيداً من التخبط داخله.
وشدد القاسمي على أن "قيادات التنظيم أصبحوا لا يعيرون أي اهتمام بالمكتب العام للإرشاد في القاهرة، بعد أن نجحت الضربات الأمنية في مصر في إنهاء أسطورتهم الكاذبة في الوجود في الداخل المصري، وبعد أن لفظهم الشعب المصري".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أنه "من المؤكد أن الخلافات الأخيرة أفرزت جماعات تسعى كل منها للحصول على مكاسب على حساب الأخرى، وانفرط عقد الجماعة إلى جماعات، وما عاد من الممكن اتحادها مرة أخرى".