بريطانيا "المرتبكة" غير مرحب بها أوروبيا
تيريزا ماي تفشل في إقناع الناخبين بمنحها تفويضا قويا؛ ما يعكس ارتباكا لدى البريطانيين، لكن هذا الموقف لم يلق تعاطفا أوروبيا
فشلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في إقناع الناخبين البريطانيين بمنحها تفويضا قويا في مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي؛ ما يعكس ارتباكا لدى البريطانيين الذين صوتوا قبل عام للانفصال عن أوروبا.
- "زلزال" انتخابات بريطانيا.. المحافظون يخسرون الأغلبية المطلقة
- ماي: المحافظون يضمنون استقرار بريطانيا.. وكوربن يدعوها للاستقالة
لكن هذا الموقف المرتبك لم يلقَ تعاطفا أوروبيّا؛ حيث أكد رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، الجمعة، أن محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون طويلة ومعقدة، لكن نتيجة الانتخابات العامة البريطانية لا تضع اختيار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد محل تساؤل.
كما دعا نائب وزير الخارجية الألماني إلى عدم إضاعة الوقت والبدء في التفاوض على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعدما باتت ماي تكافح للاحتفاظ بمنصبها في أعقاب الانتخابات العامة.
وقال فيليب لإذاعة أوروبا 1: "كان اعتقادنا دائما أن مباحثات (خروج بريطانيا) لن تكون بسيطة. في الحقيقة ستكون طويلة ومعقدة".
وأضاف: "لكنني لا أعتقد أن على المرء أن يعتبر هذه النتائج تحولا في الموقف الذي عبر عنه البريطانيون بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي".
ووجه الناخبون البريطانيون ضربة لرئيسة الوزراء ماي وحرموها من تفويض أقوى سعت إليه لإجراء محادثات الخروج من الاتحاد، وبدلا من ذلك أضعفوا قبضة حزبها على السلطة.
وقال نائب وزير الخارجية الألماني مايكل روث عضو الائتلاف الديمقراطي الاشتراكي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لتلفزيون (زد.دي.إف): "نحن بحاجة للبدء في المفاوضات في أقرب وقت ممكن؛ لأن الوقت يمر".
وأضاف: "بغض النظر عن سؤال من سيشكل الحكومة في بريطانيا؟ الوقت يمر.. أمامنا أقل من عامين للتفاوض على الخروج، ومن ثم علينا ألا نضيع أي وقت الآن".
وتأتي هذا التصريحات فيما لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت ماي ستتقدم باستقالتها أم لا.
وقالت محررة الشؤون السياسية بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، الجمعة، إن ماي لا تعتزم الاستقالة بعد أن خسرت الأغلبية البرلمانية في الانتخابات المبكرة.
وقالت لورا كوينسبرج: "تيريزا ماي ليس لديها نية لإعلان استقالتها اليوم"، وأضافت: "ليس واضحا أمامي إن كانوا يحاولون القضاء على الشائعات قبل أن تحسم أمرها بالفعل".
وكشفت النتائج شبه النهائية عن أن المحافظين في الطليعة، لكنهم خسروا نحو 12 مقعدا، بينما فازت المعارضة العمالية بنحو 30 مقعدا، وهو ما وصفه مراقبون ووسائل إعلام بريطانية بـ"زلزال انتخابات بريطانيا".
لكن حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن -الذي قاد حملة وصفت بأنها ناجحة- أحبط خطط ماي. ودعا كوربن ماي على الفور إلى الاستقالة.
وقال كوربن متوجها إلى ناخبيه، في وقت مبكر الجمعة: "لقد خسرت (ماي) مقاعد (عائدة إلى) المحافظين، وخسرت الدعم والثقة. هذا كافٍ من أجل أن ترحل وتفسح المجال لحكومة تُمثل حقا" البريطانيين.
وبعد إعلان نتائج 640 مقعدا حصل حزب ماي على 311 مقعدا، مقابل 260 لحزب العمال بزعامة جيريمي كوربن، ومن ثم لن يستطيع المحافظون تحقيق 326 مقعدا التي يحتاج إليها للتمتع بالأغلبية في البرلمان البريطاني المؤلف من 650 مقعدا.