اختفاء ناشط عراقي بارز واتهامات للمليشيات بـ"اختطافه"
دشن جمع من المدونين العراقيين حملة طالبوا فيها بالكشف عن مصير ناشط مدني بارز في حراك "أكتوبر"، اختفى منذ الليلة الماضية.
وأطلق نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكثر من هاشتاق بينها "#علي _المكدام _وين"، أكدوا من خلالها اختفاء الناشط المدني وفقدان أي أثر له.
وعبّر مدونون عن سخطهم من "تكرار حالات الاختطاف والقتل التي تطول الأصوات الحرة والمناهضين لتغلغل المليشيات والفساد داخل مؤسسات الدولة السياسية والحكومية".
وقال بعض المغردين، إن الناشط المدني والحقوقي علي المكدام كان آخر تواجد له عند مقهى "رضا علوان"، بمنطقة الكرادة (أحد أحياء بغداد المشهورة على الجانب الشرقي لنهر دجلة)، الذي يجتمع عنده العديد من المثقفين وناشطي الحركات الاحتجاجية.
وأوضحوا أن المكدام غادر المقهى، مساء أمس، عائداً إلى منزله، وفقدت آثاره ولم يُستدل عليه لغاية الآن.
وبرز اسم الناشط المدني والحقوقي، علي المكدام ذو الـ21 عاماً، بعد اندلاع المظاهرات الاحتجاجية الواسعة التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول، قبل أكثر من عام.
وعٌرف المكدام بمواقفه الحادة والجريئة ضد نفوذ المليشيات والفصائل المسلحة وتحميلهم مسؤولية ما يجري في البلاد من عمليات قتل وتصفية التي تطول الناشطين بين الحين والآخر.
وخلال آخر لقاء متلفز على إحدى الفضائيات المحلية، قبل أيام، أكد علي المكدام أن مطالب حركة أكتوبر "ثابتة ولن تتزعزع".
وحمّل مغردون السلطات الأمنية والحكومة العراقية، مسؤولية الكشف عن مصير المغيب علي المكدام وضمان حفظ سلامته.
ويأتي اختفاء المكدام، بعد أيام على حراك احتجاجي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، في الذكرى الأولى لاغتيال الخبير في التنظيمات الإرهابية والمليشيات هشام الهاشمي.
كان المكدام غرد قبل 4 أيام بنشر صورة للهاشمي برفقة ولديه بمناسبة الذكرى الأولى لاغتياله، تذيلت بعبارة "سلام من قلبي إلى الأحبة الذين فارقونا ولم نعد نراهم، ولكن ذكراهم باقية وخالدة في قلوبنا وعقولنا مدى الحياة".
مقربون من المكدام كشفوا عن تلقي الأخير تهديدات بالقتل من قبل جهات "مليشياوية"، لمواقفه من إيران وسياساتها المدمرة في العراق.
يأتي ذلك في وقت، أكّدت فيه وزارة الداخلية، اليوم السبت، متابعة قضية اختفاء الناشط "علي المكدام" في العاصمة بغداد.
وقال اللواء سعد معن، مدير العلاقات والإعلام في الوزارة في تصريح مقتضب، تابعته "العين الإخبارية"، إنّ "الوزارة تتابع القضية.. سنتابع المستجدات ونزودكم بالتطورات".
وسجل العراق منذ اندلاع الاحتجاجات الحاشدة في أكتوبر/تشرين الأول 2019، مقتل أكثر من 600 متظاهر وناشط مدني، وعمليات ملاحقة وتغييب قسري لقادة المنصات الجماهيرية.
وتشير أصابع الاتهام إلى مليشيات مسلحة عراقية، قريبة من طهران، بارتكاب أعمال قتل وترهيب متظاهري "تشرين"، بهدف ثنيهم عن مطالب التغيير وتثبيت جذور الدولة وإعادة فرض القانون على الجميع دون استثناء.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA=
جزيرة ام اند امز