اختفاء 13 مليار دولار.. ماذا حدث لثروة وريث عائلة «هيرميس»؟
في واقعة غامضة تشبه سيناريوهات الأفلام، اختفت ثروة تقدر بمليارات الدولارات التابعة لوريث دار الأزياء الفاخرة "هيرميس"، نيكولا بوش.
نيكولا، المساهم الرئيسي في هذه العلامة التجارية الفرنسية الشهيرة، أثار ضجة كبيرة عندما أعلن نيته التبرع بجزء كبير من ثروته الهائلة لـ"الجنايني" الخاص به.
- انهيار البورصات ومخاوف الركود الأمريكي يعصفان بالسلع الأولية
- الإمارات وكينيا تستكشفان فرص تعزيز العلاقات الاستثمارية والتنموية
لكن، تبع ذلك الإعلان سلسلة من الأحداث التي قلبت كل التوقعات رأسًا على عقب.
ووفقًا لتقارير "nypost" و"hindustantimes"، أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء أنه تم إخطار نيكولاس بوتش، البالغ من العمر 81 عامًا، من قبل محكمة سويسرية بأن مدير ثروته، إريك فريموند، لا يمكن تحميله مسؤولية الثروة المفقودة التي تبلغ 13 مليار دولار بعد أن تم تكليفه بتتبع ثروات بوش.
ورغم جهود محامي بوش، لم يتمكنوا من تقديم أدلة كافية لتثبت أن مدير الثروة ارتكب أي مخالفات مالية.
وأشارت المحكمة إلى أن بوش، الذي يعرف بكونه شخصية منعزلة وبعيدة عن شؤون العائلة، لم يكن ضحية لأي عملية احتيال، وما زالت التحقيقات جارية.
نيكولا بوش
نيكولا بوش، البالغ من العمر 81 عامًا، هو سليل أغنى عائلة في أوروبا، وهو السليل الخامس لتييري هيرميس، مؤسس الشركة الفرنسية "هيرميس" المتخصصة في تصنيع السلع الفاخرة، الذي وضع أساس دار الأزياء الفاخرة في عام 1837، ويمتلك بوش حصة كبيرة فيها.
ويعتبر نيكولا بوش سابع أغنى رجل في فرنسا، وفق تصنيف "فوربس"، وهو أعزب يعيش في سويسرا وليس لديه أطفال.
وتقاعد نيكولا بوش من مجلس إدارة هيرمس عام 2014 إلا أنه ما زال يمتلك حصة فيها، نتيجة استحواذ مجموعة LVMH، وهي مجموعة منافسة، على حصة كبيرة في شركة هيرميس، الأمر الذي تسبب في صراعا حادا داخل العائلة، ورحيل بوش عن مجلس إدارة الشركة خلال هذه الفوضى يعكس تصاعد الخلافات التي لا يمكن تصحيحها مع أفراد عائلته.
علامة أزياء هيرميس
وزادت طفرة ما بعد وباء كورونا الطلب على السلع الفاخرة، مما أدى إلى تقييم شركة هيرميس بقيمة تقريبية تبلغ 211 مليار يورو (230.8 مليار دولار)، وبناءً على هذا التقييم، تصل قيمة حصة بوش في الشركة إلى نحو 12 مليار يورو.
بوش ينتمي إلى نخبة من المليارديرات الذين يخططون لتوزيع ثرواتهم أثناء حياتهم، ويعتاد هؤلاء المليارديرات تقسيم ثرواتهم بين أفراد عائلاتهم والجمعيات الخيرية.
وغالبا ما ينظمون تحويل سيطرتهم على شركاتهم الرابحة لأفراد عائلتهم، ومع ذلك، يبدو أن بوش قد كسر هذا النمط عن طريق تفويت حقوقه لشخص قد ترك بصمة كبيرة في حياته.
توريث نيكولا بوش ثروته لـ"الجنايني"
وفي خطوة مثيرة للجدل، اعتزم بوش تغيير عقد الميراث الخاص به لصالح موظفه البستاني، بدلا من توريث ثروته لمؤسسة إيسقراط التي أسسها.
ويسعى بوش، الذي يقيم في فيلا بسويسرا منذ سنة 1999، لأغراض الإعفاء الضريبي، وهو عازب وليس لديه أي أطفال، وفق ما كشفته تقارير إعلامية سويسرية، إلى تبني البستاني، ليكون وريثه بعد وفاته.
ويزعم أن بوش يمتلك حصة تبلغ 5.7% في شركة هيرميس التي تُعتبر من أبرز الشركات المتخصصة في الأوشحة الحريرية وحقائب اليد الجلدية.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عقد الميراث الحالي ينص على أنه يجب ترك أسهمه في "هيرميس" للمؤسسة، مالم ينجب أطفالًا، وفي حال عدم وجود أبناء، سيحصل ولده على جزء من الميراث.
وأشارت صحيفة "24heures" السويسرية إلى أن العلاقة بين الرجلين، اللذين عرفا بعضهما في إسبانيا، تعود إلى عدة عقود، وأن بوش كان سخيًا بشكل خاص مع الموظف المغربي المتزوج من امرأة إسبانية ولديه طفلان.
وفقًا للصحيفة نفسها، قدم بوش للبستاني فيلا في مونترو بقيمة تقدر بحوالي 4 ملايين يورو، بالإضافة إلى عقار آخر في مراكش بقيمة تقدر بحوالي 1.5 مليون يورو، بالإضافة إلى تبرعات أخرى.
تلك التصرفات السخية أثارت جدلاً ودفعت مدير ثروة الملياردير في جنيف إلى رفع "الفيتو" ضد هذه التبرعات غير العادية.
وفي أعقاب هذه الحادثة، قام بوش بفصل مدير ثروته في جنيف في عام 2022.
وفقًا لنفس الصحيفة، كان من المفترض أن ترث مؤسسة باسم بوش ثروته، ولكنه قرر في فبراير/ شباط 2023، إنهاء اتفاق الميراث، وأعلن عن "نيته اتخاذ ترتيبات وصية أخرى"، ومعارضة المؤسسة لهذا الأمر دفعتها إلى رفع دعوى قضائية ضده.
وأكدت الصحيفة، نقلاً عن أحد أقاربه، أن بوش يتمتع بصحة جيدة جسدية وعقلية، وبالتالي يحتفظ بقدرته على التفكير السليم واستخدام حقوقه المدنية بشكل كامل.
واختتمت الصحيفة أنه إذا تبنى بوش، الجنايني المغربي البالغ من العمر 52 عاماً، فسيكون له حق نصف ثروته التي تُقدر بمبلغ لا يقل عن 10 مليارات دولار.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز