فلوريدا في انتظار كارثة.. إعصار مفاجئ يتجه نحو الولاية
أجواء من القلق تسود ولاية فلوريدا بعد التحذيرات التي أطلقها عدد من الخبراء من إمكانية ضرب ولاية الشمس المشرقة بإعصار مفاجئ.
سادت أجواء من القلق في ولاية فلوريدا الأمريكية بعد التحذيرات التي أطلقها عدد من الخبراء حول إمكانية ضرب إعصار مفاجئ للولاية دون سابق إنذار أو فترة كافية للاستعداد.
وفي المعتاد تجري تحذيرات قبل الحدث بفترة كافية، ويعود الاختلاف في هذه الواقعة بسبب التسريح المؤقت لعدد كبير من العاملين في هيئة الأرصاد الوطنية بالولاية بسبب الإغلاق الحكومي.
ويأتي هذا بالتزامن مع دخول أزمة الإغلاق الحكومي إلى يومها الـ25، الثلاثاء، ما جعله يتخطى الرقم القياسي السابق الذي امتد فيه الإغلاق إلى 21 يوما في عامي 1995-1996 في ظل إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
ورغم أن ذروة موسم الأعاصير الأطلنطية ينتهي عادة في ديسمبر/كانون الأول، فإن خبراء الطقس أشاروا إلى أن انحرافا هنا أو هناك في الأطلنطي قد ينتج عنه إعصار مفاجئ قد يتكون على شواطئ الولاية المطلة على الأطلنطي، ما يصعب مهمة التنبؤ به.
وتعد الولاية جنوب شرقي الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الولايات الأمريكية المطلة على الساحل الشرقي تعرضا للأعاصير، بسبب امتداد سواحلها من المحيط الأطلنطي شرقا إلى خليج المكسيك غربا.
وتخلف عادة الأعاصير التي تضربها دمارا كبيرا، نظرا لانخفاض تضاريسها عن مستوى البحر، واستقامة جغرافيتها، وعدم احتوائها على موانع طبيعية كالجبال أو الهضاب تصلح كعوامل صد طبيعية أمام الأعاصير.
وقال دانييل سوبيان رئيس هيئة الأرصاد الجوية في تامبا رئيس المنظمة الوطنية لموظفي خدمة الطقس في فلوريدا إن توقعات الأرصاد الجوية في الولاية تعتمد على نماذج التنبؤ المعقدة، التي يعمل عليها العديد من الموظفين المكلفين بتحليل ودراسة تلك النماذج، لافتا إلى أن أغلب أولئك الموظفين تم إقصاؤهم حتى انتهاء عملية الإغلاق الحكومي، ونتيجة لذلك فإن عمليات التنبؤ ليست على درجة عالية من الدقة، حيث لا يمكن للمتنبئين الحاليين تحليل جميع النماذج المتعلقة بالطقس على حدود الولاية.
وأوضح سوبيان، الذي تصدرت تصريحاته مانشيتات الصحف المحلية، الإثنين، أن الوكالة الفيدرالية المكلفة بمراقبة أنماط الطقس والتنبؤ به في الولاية ما زالت تعمل، لكن بأقل من ٢٥% من طاقتها، حيث يعمل المتنبئون الأساسيون، وإن كان هذا دون أجر بسبب الإغلاق الحكومي، محذرا من إمكانية ضرب الولاية بإعصار دون التنبؤ به قبله بوقت كافٍ.
وقال سوبيان إن الأمر قد يكون أكثر إثارة للقلق خلال الأيام القليلة المقبلة، نظرا لأن بعض العاملين في هيئة الأرصاد الجوية في فلوريدا يضطرون إلى تجاوز الكود الخاص للتنبؤ بالأعاصير وللتأهب لها بالتعاون مع دائرة الأرصاد الجوية الوطنية في أكثر المناطق تعرضا للأعاصير الأطلنطية في الولاية مثل منطقة خليج تامبا، بسبب عدم وجود الاعتمادات المالية اللازمة.
وأشار رئيس هيئة الأرصاد الجوية في تامبا إلى أن الكود الخاص بالتنبؤ بالأعاصير عادة ما يعطي نتائج أقرب للدقة قبل ضرب الإعصار الولاية بأسبوع أو أقل، لكن في الحالة الحالية فإن تجاوز الكود قد ينبئ بالإعصار قبل ضربه الولاية بيوم أو أقل، وهو ما يعد مهلة غير كافية على الإطلاق، لا سيما أن بعض تلك الأعاصير يكون من الخطورة التي تتطلب معه إخلاء مدن بأكملها.
وحذر سوبيان من أن الولاية ستتعرض لكارثة في حال ضربها لإعصار كبير دون إنذار كافٍ، مدللا أن إعصار إيرما ضرب الولاية وخلف دمارا كبيرا رغم كل التوقعات قبله.
يذكر أن "ولاية الشمس المشرقة" ضربت في سبتمبر/أيلول ٢٠١٧ بإعصار إيرما، الذي وصف بأنه من أكبر الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم التنبؤ بالإعصار قبل أسبوع من اقترابه من السواحل الأمريكية فإن الإعصار خلف دمارا كبيرا بالولاية، حيث انقطع التيار الكهربائي لمدة أيام وأسابيع في بعض المناطق عن 6.5 مليون منزل بالولاية، كما خلفت العاصفة العديد من القتلى والجرحى.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز