"جنينة" دارفور.. حصيلة عنف كارثية ومطالب بإعلانها منكوبة
ارتفعت أعداد ضحايا أعمال العنف، التي شهدتها مدينة الجنينة غربي دارفور إلى 227 شخصا، في حصيلة جديدة أعلنتها لجنة أطباء ولاية غرب دارفور.
وأصدرت اللجنة بيانا ،الإثنين، جاء فيه، إن ضحايا أحداث العنف في الجنينة التي اندلعت السبت ارتفعت إلى ١٢٩ قتيلاً، و١٩٨ جريحاً من بينهم أطفال.
وتابعت اللجنة، رغم الهدوء النسبي الذي تشهده المدينة، إلا أن دائرة العنف توسعت، حيث استقبلت المستشفيات جثامين من منطقتي مورني وقوكر قتلوا في أحداث ذات صلة بما يجري في الجنينة.
وقالت اللجنة إنها على اتصال بعدد من متطوعي الهلال الأحمر السوداني تعمل في مواقع الأحداث، حيث تشير التوقعات إلى وجود المزيد من الضحايا الذين يصعب الوصول إليهم بسبب التعقيدات الأمنية.
وأشارت اللجنة إلى معاناة الآلاف من النازحين الذين أصبحوا بلا مأوى ونقص في الماء والغذاء والدواء، في أمسّ الحاجة إلى عون عاجل، لافتا إلى أن حجم الكارثة التي حلت بغرب دارفور تفوق التصور.
وطالبت اللجنة الحكومة الانتقالية بإعلان الولاية منطقة منكوبة تستدعي تسخير كل الإمكانيات الوطنية وطلب العون الدولي لإيقاف النزيف وإغاثة المشردين وتضميد الجراح".
واندلعت أعمال العنف في الجنينة "إثر مشاجرة بين شخصين خلفت اثنين من القتلى وجرح آخرين وحرقا لبعض المنازل المبنية بالمواد المحلية".
وعاشت مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية يومين داميين، إثر فتنة قبلية جديدة اندلعت بالمنطقة، خلفت قتلى وجرحى.
والسبت، قررت الحكومة المركزية بالخرطوم، إرسال وفد رفيع بقيادة النائب العام تاج السر الحبر إلى الجنينة، فيما تم حظر تجوال شامل بالمدينة ضمن محاولات لاحتواء أحداث العنف.
وتعود تفاصيل الأحداث، وفق روايات متطابقة لشهود تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، إلى اندلاع أعمال العنف يوم الجمعة، إثر مشاجرة عادية بين شخصين قام أحدهما بتسديد طعنات إلى الآخر ما أدى لوفاته في اليوم التالي متأثرا بجراحه.
شهود العيان أكدوا أن مجموعات قبلية مسلحة هاجمت مشرحة مستشفى الجنينة ومعسكر كريندق للنازحين المحاذي للمدينة، والذي يسكنه الشخص القاتل، واعتدت على العزل ما خلف قتلى ومصابين يجري حصرهم، بجانب تشريد الآلاف.
وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها معسكر كرينديق الذي يأوي قبيلة المساليت، وقبائل أخرى لهجوم مسلح في أقل من عام، وكانت أحداثه الأولى خلفت 52 قتيلا وتشريد 30 ألف شخص، حسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وكان والي غرب دارفور، أعلن السبت، حظر تجوال شامل بالجنينة، وتفويض القوات النظامية باستخدام القوة لحسم المتفلتين.
وتأتي هذه الأحداث بعد أيام من انتهاء ولاية البعثة الأممية المشتركة لحفظ السلام بدارفور "يوناميد" التي بدأت في الانسحاب من الإقليم اعتبارا من يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومن المقرر تشكيل قوة وطنية لحماية المدنيين بدارفور قوامها 12 ألف جندي (6 آلاف من الجيش الحكومي والنصف الآخر من قوات الحركات المسلحة)، حسب اتفاق السلام المبرم في جوبا.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز