بكتيريا يفوق حجمها أي نوع 5 آلاف مرة.. مفاجأة تدهش العلماء
يبلغ طول خلايا معظم الأنواع البكتيرية حوالي 2 ميكرومتر، ويصل طول بعض أكبر العينات إلى 750 ميكرومترا.
ومع ذلك فإن فريقا بحثيا أمريكيا من عدة جامعات نجح باستخدام الفلورة والأشعة السينية والمجهر الإلكتروني بالتزامن مع تسلسل الجينوم، في تمييز بكتيريا تسمى "الثيومارجريتا"، يمكن رؤيتها بالعين المجردة، حيث يبلغ طولها حوالي 2 سم، أي 5 آلاف مرة أكبر من أي بكتيريا معروفة، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز في 23 يونيو/حزيران بدورية ساينس.
والمعتاد، كما يقول الدكتور سامح سعد، أستاذ بيولوجيا الأورام بمستشفى 5757 في مصر، أن البكتيريا يكون حجمها صغيرا جدا، لأنه ببساطة يوجد حاجز يمنعها من أن تزداد في الحجم وتزيد مساحة سطحها، وهو مصدر الفيض الغذائي بالنسبة لها، لأن زيادة الحجم لا يصاحبها زيادة كافية في مساحة السطح، لذلك استمرت البكتيريا صغيرة (جزء إلى خمسة أجزاء من مليون جزء من المتر، يعني واحد على ألف من قطر الشعرة) رغم وجودها منذ ما يقرب من 4 مليارات سنة على هذا الكوكب وتعرضها للكثير من التحديات.
ويشير سعد إلى أن مفاجأة العثور على هذه البكتيريا قد تؤدي إلى تغيير كثير من المفاهيم، خاصة تلك المتعلقة بمصنع الطاقة في الخلية أو ما يسمى "الميتوكوندريا".
ويقول: "كنا نعتقد أن الميتوكوندريا بعددها الكبير وطبيعة تعرجات غشائها الداخلي أمنت مصادر عظيمة للطاقة الحيوية، مما ساهم في زيادة تعقيد الحياة وتوفير طاقة داخلية مكنت الكائنات وحيدة الخلايا من النمو وتطوير وظائف معقدة، ليس بالإمكان أن توجد في البكتيريا، ولكن الفريق البحثي عندما حلل الجينوم الخاص بهذه البكتريا وجدوه ضخما بشكل استثنائي، فوجدوا فيه مثلا 11,788 جين تعطي تعليمات لتخليق بروتينات، ووجدوا 730,000 نسخة من (الدي إن إيه)، وهي بذلك تحطم الأرقام القياسية للكائنات وحيدة الخلية".
ويضيف أنهم وجدوا أيضا المادة الوراثية والريبوسومات النشطة محفوظة في تركيبات نشطة ومرتبطة بأغشية البكتيريا، وهذا مختلف تماما عن طبيعة المادة الوراثية في البكتيريا العادية ويفتح الباب لآليات تطور وزيادة تعقيد دون الحاجة للميتوكوندريا.
فهل يساهم هذا الاكتشاف في تغيير الكثير من المفاهيم المتعلقة بالميتوكوندريا؟.. هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.