كنز ثمين في ألبانيا.. خزان هيدروجين عملاق يؤمن المستقبل الأخضر
يواجه البشر تحديات كثيرة في هذا العصر، أبرزها البحث عن مصادر الطاقة النظيفة.
اتجهت أنظار البشر إلى مصادر الطاقة النظيفة، تجنبا للوقود الأحفوري الذي يُطلق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، ومن ضمن مصادر الطاقة النظيفة المُرشحة بقوة الهيدروجين، وبالفعل تعمل العديد من المنظمات والحكومات من أجل الاستثمار فيه، وينقبون عنه في كل مكان، ويُعد وقودا واعدا يمكن الاعتماد عليه في المستقبل.
لماذا الهيدروجين الأخضر؟
حسنًا، بالطبع هناك العديد من المميزات الخاصة بالهيدروجين الأخضر، لعل أبرزها أنه:
- مستدام: لا تنبعث منه غازات ملوثة عند الاحتراق أو في أثناء إنتاجه، وهذا يجعله وقودا مستداما وصديقا للبيئة.
- يمكن تخزينه: يتمتع الهيدروجين بخاصية مهمة جدا، ألا وهي إمكانية وسهولة تخزينه، ثم استرداده بعد ذلك لاستخدامه في أغراض لاحقة.
- استخداماته كثيرة: الهيدروجين الأخضر متعدد الاستخدامات، فيمكن توظيفه في وسائل الحركة والتنقل والصناعة، كما يمكن تحويله إلى كهرباء.
ظاهرة غريبة
على مسافة 40 كيلومترا شمال شرق تيرانا في ألبانيا، يقع منجم بولكيز الشهير بأنه أكبر منجم للكروم في العالم، هناك حدثت 3 انفجارات منذ عام 2011، أدت إلى مصرع 4 من عمال المنجم وإصابة الكثيرين، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول تلك المنطقة وسر الانفجارات الحادثة فيه، إلى أن جاءت مجموعة بحثية بتفسير لتلك الظاهرة، وهي وجود خزان هيدروجين ضخم تحت منجم بولكيز، والهيدروجين غاز قابل للاشتعلال، ما يُفسر أسباب الانفجارات السابقة في المنجم، ونشر الباحثون ما توصلوا إليه في دورية «ساينس» (Science) في 8 فبراير/شباط 2024.
الأفيوليت
بين 45 إلى 15 مليون سنة مضت تشكل حزام صخري يُعرف بـ«الأفيوليت»، يبلغ طوله 3 آلاف كيلومتر، يمتد من تركيا إلى سلوفينيا، وتقع ألبانيا بين تلك المناطق، وقد أشارت العديد من الأبحاث السابقة إلى تسرب الغازات الهيدروجين من الآبار والمناجم المحفورة من تلك التكوينات، وهذه المرة أيضا وجد العلماء أنّ خزان الهيدروجين موجود في تلك المنطقة.
تحديات
لا يخلو الأمر من التحديات، فالبنية التحتية في تلك المنطقة ضعيفة، ما يُصعب مسألة استخراج ذلك الغاز والاستفادة منه، خاصة أنّ العلماء يتوقعون أنّ هذا الخزان هو أكبر مصدر لغاز الهيدروجين عرفه البشر حتى اليوم، فقد وجدوا ما لا يقل عن 200 طن متري من الهيدروجين عالي الجودة يتسرب من المنجم كل عام، وهذا أكبر معدل تدفق طبيعي موثق حتى اليوم.
في عصرنا هذا، لا يستطيع البشر الاستغناء عن الطاقة، سعيا نحو التقدم والتطور، ومع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، آن الأوان للبحث نحو مصادر للطاقة النظيفة واستخدامها، لذلك يُشكل خزان الهيدروجين هذا أملا كبيرا للبشر نحو مستقبل متطور وأكثر اخضرارا.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز