العدوان التركي على سوريا.. العالم يندد وقطر "تؤيد"
امتناع أمير قطر عن شجب العدوان خلال الاتصال الهاتفي بأردوغان رغم أنه جاء بعد ساعات من الهجوم أثار حملة استياء واسعة
وسط إدانات خليجية وعربية ودولية واسعة للعدوان التركي على شمال سوريا، أعلن وزير الدفاع القطري دعم بلاده لهذه العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، أجرى وزير الدفاع خلوصي أكار، اتصالا هاتفيا بنظيره القطري خالد بن محمد العطية، زوده فيه بمعلومات عن عملية "نبع السلام" التي أطلقتها القوات التركية في مناطق شرق الفرات السورية.
كما أجرى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا، مساء الأربعاء، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ساعات من الهجوم امتنع خلاله عن شجب وإدانة العدوان التركي.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن تميم أجرى اتصالا هاتفيا بأردوغان جرى خلاله "استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما مستجدات الأحداث في سوريا".
استياء واستنكار
امتناع أمير قطر عن شجب العدوان خلال الاتصال الهاتفي، رغم أنه جاء بعد ساعات من الهجوم، وتوالي الإدانات العربية والدولية، إضافة إلى الصمت الرسمي القطري، أثار حملة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من الموقف القطري المخالف للإجماع العربي، والداعم للعدوان التركي على دولة عربية.
كما أثارت تغطية قناة "الجزيرة" والإعلام الممول من قطر الداعم للعدوان التركي والمبرر له حملة استنكار واسعة.
وحرص الإعلام القطري، في تغطيته للعدوان، على تسويق مزاعم أردوغان لشن الهجوم والتبرير له، بزعم أنه يستهدف حماية الأمن القومي التركي.
كما عبّر إعلاميون وأفراد من الأسرة الحاكمة في قطر من الموالين للنظام الحاكم، من بينهم فيصل بن جاسم آل ثاني وإلهام بدر، عن دعم بلادهم للعدوان التركي، مهاجمين الدول العربية التي أدانت العدوان.
وشنّت القوات التركية، الأربعاء، عدوانا اعتبره مراقبون "انتهاكا" لسيادة البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات، ووصلت حصيلة ضحايا اليوم الأول للعدوان التركي على شمال شرقي سوريا إلى 15 قتيلا بينهم 8 مدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما قتل 7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 28 آخرون.
إدانات واسعة
أدانت عدة دول عربية وغربية الهجوم البري والجوي الذي تشنه تركيا على شمال شرقي سوريا، واصفة إياه بأنه "غزو وعدوان وتعدٍ سافر واعتداء صارخ على أرض عربية"، داعية إلى "وقفه فورا".
ففي الإمارات، قال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي إن "العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة، بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخا في الشأن العربي".
وشدد البيان على موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين، محذرا من تبعات هذا العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها.
وعبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن قلق المملكة تجاه العدوان، بوصفه يمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي، مشددا على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.
كما نددت وزارة الخارجية المصرية بالهجوم ووصفته بأنه "اعتداء صارخ غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، ودعت إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية.
وأكدت الكويت أن العمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تعد تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في المنطقة، داعية إلى الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري.
وطالبت وزارة الخارجية البحرينية مجلس الأمن بالإسراع إلى الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا الهجوم.
وطالب وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي تركيا بوقف هجومها على سوريا فوراً.
وقال الصفدي، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "نطالب تركيا بوقف هجومها على سوريا فوراً وحل جميع القضايا عبر الحوار فِي إطار القانون الدولي".
من جهته، أدان الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، بأشد العبارات، العدوان التركي السافر على مناطق شمال شرق سوريا.
وقال رئيس البرلمان العربي إن هذا العدوان يُعد تعدياً سافراً على سيادة واستقلال دولة عربية، وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والأعراف الدولية، وخرقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي وعلاقات حُسن الجوار.
وحمّل السلمي تركيا المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان وعواقبه الوخيمة والمتمثلة في زيادة المعاناة الإنسانية للمدنيين السوريين وتهجيرهم، وتدهور الأوضاع وخلق موجة جديدة من اللاجئين وزيادة نشاط الجماعات الإرهابية، وتعطيل مسار العملية السياسية في سوريا.
كما صدرت إدانات للعدوان التركي من العراق ولبنان والجزائر.
وعلى الصعيد الدولي، شدد الاتحاد الأوروبي على أنه وفي ضوء العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا لا يمكن تحقيق حل مستدام للصراع السوري عسكريا.
ودعا بيان للممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديركا موجيريني صادر باسم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تركيا إلى وقف العمل العسكري الأحادي.
وأكد البيان أن الأعمال القتالية المسلحة المتجددة في الشمال الشرقي لسوريا ستؤدي إلى تقويض استقرار المنطقة بأسرها وتفاقم معاناة المدنيين وإثارة المزيد من عمليات النزوح وستكون احتمالات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في سوريا أكثر صعوبة.
كما طالب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا بوقف عمليتها العسكرية، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن العملية قد تزيد من زعزعة استقرار المنطقة وتعزز تنظيم داعش الإرهابي.
وفي فرنسا، قالت أميلي دو مونشالان، وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي، إن باريس وبرلين ولندن ستدعو إلى عقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم التركي، كما أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن العملية تهدد زعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الأذى بالمدنيين.
من جهته، قال رئيس الوزراء الدنماركي يبي كوفو على "تويتر" إنه يشعر بقلق شديد إزاء العملية العسكرية التركية في سوريا، وقد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي، بينما استدعى وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك السفير التركي لدى بلاده، وقال: "هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا".
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، بدء عملية برية لغزو شمال شرقي سوريا ضمن العدوان الذي تشنه أنقرة على الأكراد، وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن "القوات التركية تشن ضربات جوية على مواقع للمدنيين شمال شرقي سوريا".
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA==
جزيرة ام اند امز