"سوريا الديمقراطية".. من دحر داعش إلى التصدي لأردوغان
مسيرة حافلة بالانتصارات على الإرهاب بدأت في أكتوبر 2015 لمواجهة تنظيم داعش ومستمرة في أكتوبر 2019 للتصدي لأطماع وعدوان النظام التركي
برز اسم قوات "سوريا الديمقراطية" بقوة مجددًا مع وقوفها في وجه عدوان نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وطموحاته الاستعمارية في سوريا.
وكان اسم تلك القوات، المؤلفة من خليط عربي وكردي، قد برز بقوة بعد نجاحها في دحر تنظيم داعش الإرهابي، عقب تمكنها من مطاردته لسنوات حتى حصاره في قرية الباغوز السورية.
- "سوريا الديمقراطية" تشيد بالرفض العربي والغربي لعدوان تركيا
- "سوريا الديمقراطية" تعلن مقتل 5 جنود أتراك وتدمير 4 دبابات
فمنذ الإعلان عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية في مدينة القامشلي شمالي سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وهي تحقق انتصارات متتالية على تنظيم داعش الإرهابي، وتكبده خسائر فادحة حتى دحره في آخر جيب له في قرية الباغوز شرقي البلاد.
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية مواجهات مسلحة ضد الغزو التركي لشمال سوريا والذي بدأ الأربعاء، وأثار موجة إدانات عربية ودولية وأممية، لما له من آثار سلبية، سواء فيما يتعلق بسلامة المدنيين في هذه المناطق أو تأثير هذا العدوان على جهود محاربة فلول داعش الإرهابي.
وبعد ساعات من بدء الغزو التركي، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية وقف عملياتها القتالية العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، بسبب العدوان التركي على شمالي البلاد.
القوات التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات تجمع العرب والكرد والسريان وجميع المكونات السورية الأخرى، وتظهر فيها المرأة بقوة، وتشكلت بهدف محاربة تنظيم داعش الإرهابي، واختارت اسمها بعناية حتى يُظهر انحيازها للديمقراطية، وأنها لا تخدم أي مشروع أيديولوجي في مواجهة تنظيم إرهابي ينفذ مخططاته وإرهابه باسم الدين.
وتتشكل هذه القوات التي تعرف اختصارا بـ"قسد" من فصائل عدة أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية، ووحدات حماية المرأة الكردية، والتحالف العربي السوري، وجيش الثوار الذي يضم جبهة الأكراد، واللواء 99، والعمليات الخاصة 455، وأحرار الزاوية، ولواء السلطان سليم، ولواء شهداء أتارب.
كما ينضوي تحت راية "قسد" غرفة عمليات بركان الفرات، وقوات الصناديد، ولواء السلاجقة، وتجمع ألوية الجزيرة، والمجلس العسكري السرياني "سوتورو"، ولواء ثوار الرقة، وكتائب شمس الشمال، ولواء التحرير، بالإضافة إلى كتائب بأعداد صغيرة، منها: صقور البادية، ولواء الجهاد في سبيل الله، وكتائب فاضل الشبلي، وأحرار جرابلس، وكتائب أسود الفرات، وكتائب أسود السفيرة، ولواء جند الحرمين، وتجمع كتائب فرات جرابلس.
وبحسب التقديرات الأمريكية يبلغ تعداد هذه القوات أكثر من 50 ألف مقاتل، مدججين بأحدث الأسلحة وعلى قدر عالٍ من التدريب، كما أكسبتهم المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي خبرات ميدانية كبيرة.
ولدى "قسد" أسلحة ثقيلة حصلت عليها من الولايات المتحدة من بينها ناقلات جنود ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة إلى جانب الذخيرة، رغم معارضة تركيا الشديدة.
خاضت "قسد" معارك طاحنة وشرسة ضد تنظيم داعش، كان أبرزها عام 2015 معركة تحرير مدينة كوباني القريبة من الحدود التركية، بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من 4 أشهر.
تبسط قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مساحات شاسعة من سوريا، تتجاوز 35 ألف كيلومتر مربع من مساحة سوريا، التي تبلغ 185 ألف كيلومتر مربع.
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي عزمه سحبا كاملا للجنود الأمريكيين من سوريا، بحلول 30 أبريل/نيسان، زادت التكهنات بشأن الخطوات المقبلة ومصير قوات سوريا الديمقراطية التي خاضت على مدى سنوات معارك كبرى ضد داعش، وطردته من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا.
وفي شهر مارس/آذار الماضي أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني "تدمير داعش" وإنهاء سيطرته على آخر جيب للتنظيم في "الباغوز" شرقي البلاد.
وطالب، في مؤتمر صحفي، من الباغوز بمناسبة إعلان النصر على داعش، تركيا بالكف عن التدخل في سوريا وإخراج قواتها من البلاد خاصة عفرين.
وتضع المعركة الحالية قوات سوريا الديمقراطية أمام اختبار صعب في مواجهة عدوان الجيش التركي، كما تضع المجتمع الدولي أيضا أمام مسؤولياته في حماية هذه القوات التي دحرت داعش في سوريا وتتحدى حاليا أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA=
جزيرة ام اند امز