ضحايا مدنيون وتنديدات دولية.. حصيلة أول أيام العدوان التركي على سوريا
العملية التركية بدأت بقصف الطائرات الحربية لمدينتي رأس العين وعين عيسى، بالتزامن مع نيران للمدفعية على مدينة تل أبيض
قصف أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وطال الأماكن الحيوية وسط تنديدات دولية، هو حصيلة اليوم من العدوان التركي على شمال شرق سوريا الذي بدأ الأربعاء.
فبتغريدة على تويتر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
- "سوريا الديمقراطية" تشيد بالرفض العربي والغربي لعدوان تركيا
- تعنت أردوغان وعدوانه على سوريا يحطمان اقتصاد تركيا "الهش"
العملية التي أطلق عليها أردوغان "نبع السلام"، حملت الموت والدمار للشمال السوري منذ لحظاتها الأولى عبر قصف الطائرات الحربية لمدينتي رأس العين وعين عيسى، بالتزامن مع نيران للمدفعية على مدينة تل أبيض، حيث قتل مدني وأصيب اثنان آخران مع أول صاروخ.
بعد ذلك اتسع نطاق العدوان التركي ليمتد من مدينة الحسكة على ضفاف نهر دجلة في أقصى الشرق إلى كوباني على ضفاف نهر الفرات، على مسافة تمتد لنحو 450 كم.
ووفقا لوكالة "هاوار" الكردية، في مدينة الحسكة الواقعة أقصى شرق سوريا على ضفاف نهر دجلة، تعرضت قرية "عين ديوار" على نهر دجلة لقصف مكثف، تبعه هجوم بري.
وفي مدينة قامشلو وريفها، قصف العدوان التركي قرية "سي كركا" شرق المدينة، وامتد القصف إلى داخل قامشلو، حيث سقطت القذائف وسط المدينة التي تعد أكبر مدن الشمال السوري ويقطنها ما يزيد على نصف مليون شخص، إضافة إلى قصف مدينة كوباني.
القصف التركي لم يستهدف المدنيين فقط، بل طال الأماكن الحيوية؛ إذ أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن غارات نفذتها تركيا طالت سجنا يضم محتجزين لتنظيم داعش الإرهابي، وسد المنصورة في ريف ديرك الذي يوفر مياه الشرب لمليوني شخص.
ووصلت حصيلة ضحايا اليوم الأول للعدوان التركي على شمال شرقي سوريا إلى 15 قتيلا بينهم 8 مدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما قتل 7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 28 آخرون.
و قوبل العدوان التركي بتنديدات من دول عربية وغربية، مؤكدة أنه "انتهاك" لسيادة سوريا، البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات.
وعلى الصعيد العربي، قال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات إن "العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة، بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخا في الشأن العربي".
كما نددت وزارة الخارجية المصرية بالهجوم ووصفته بأنه "اعتداء صارخ غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، ودعت إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية.
وأكدت الكويت أن العمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تعد تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في المنطقة، داعية إلى الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري.
كما طالبت وزارة الخارجية البحرينية مجلس الأمن بالإسراع إلى الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا الهجوم.
ودوليا، طالب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا بوقف عمليتها العسكرية، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن العملية قد تزيد من زعزعة استقرار المنطقة وتعزز تنظيم داعش الإرهابي.
وفي فرنسا، قالت أميلي دو مونشالان، وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي، إن باريس وبرلين ولندن ستدعو إلى عقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم التركي، كما أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن العملية تهدد زعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الأذى بالمدنيين.
من جهته، قال رئيس الوزراء الدنماركي يبي كوفو على "تويتر" إنه يشعر بقلق شديد إزاء العملية العسكرية التركية في سوريا، وقد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي، بينما استدعى وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك السفير التركي لدى بلاده، وقال: "هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا".
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg جزيرة ام اند امز