صحيفة بلجيكية تكشف أهداف أردوغان من غزو سوريا
صحيفة "لاليبر" تقول إن تركيا تسعى من وراء غزوها لشمالي سوريا لتحقيق عدة أهداف من بينها إبعاد الأكراد عن حدودها وإضعافهم.
كشفت وسائل إعلام أوروبية النقاب عن الأهداف الخفية للعدوان التركي على شمالي سوريا، وتتمثل في إضعاف الأكراد، والسيطرة على التنظيمات الإرهابية لتسخيرها لخدمته، وتحقيق الحلم العثماني القديم باحتلال سوريا.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بدء عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا، الأمر الذي اعتبره مراقبون "عدوانا وانتهاكا" لسيادة البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات.
واعتبرت صحيفة "لاليبر" البلجيكية أن تركيا تسعى من وراء غزوها لشمالي سوريا لتحقيق عدة أهداف، الأول إبعاد الأكراد عن حدودها وإضعافهم، خاصة أنه بعد تدمير عدة مدن كردية عام 2016، تريد أنقرة مواصلة مشروعها الاستعماري في سوريا.
وتابعت الصحيفة، رغم العدوان التركي المتواصل، فإن الأكراد يتعافون سريعاً، وأسسوا مدارس للاجئين وأصبحوا قوة مكنت التحالف الدولي من القضاء على داعش الإرهابي، فضلاً عن مشروعهم القومي بالمساواة بين السكان بغض النظر عن خلفياتهم العرقية واللغوية والدينية.
وأضافت الصحيفة أن الهدف الثاني يكمن في سعيها للسيطرة على التنظيمات الإرهابية لتسخيرهم لخدمتها، لافتة إلى دعهما لما يسمى بـ"الجيش السوري الحر"، والذي أصبح معتمداً على الفصائل المتطرفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر نفسه ينطبق على تنظيم "داعش" الإرهابي الذي وجد عناصره من سوريا من تركيا ملجأ آمنا لهم، وذلك قبل إعادتهم مرة أخرى لخدمة المصالح التركية.
أما الهدف الثالث -بحسب الصحيفة البلجيكية- تحقيق الحلم العثماني القديم باحتلال الأراضي السورية، موضحة أنه "لتبرير مشروعها الاستعماري، تدعي تركيا أنها تعرضت لهجوم من قوات سوريا الديمقراطية".
أما ذريعة اللاجئين، فرأت الصحفية البلجيكية أنها أيضًا تلاعب من أردوغان، حيث يستضيف شمال سوريا بالفعل مئات الآلاف من اللاجئين، ولا يمكن تحقيق رغبة أردوغان بطرد اللاجئين الموجودين على الأراضي التركية".
فصل جديد في الحرب السورية
وأشارت إذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية، إلى أن القوات الكردية تعتبر السماح لأردوغان باجتياح أراضي الشمال السوري بمثابة طعنة في الظهر.
ووفقاً للإذاعة الفرنسية، فإن القوى العالمية تخشى أن يفتح هذا العدوان فصلاً جديداً من الحرب في سوريا ويزيد من حدة المشاكل الإقليمية.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن: "تركيا تريد جلب ملايين اللاجئين لتلك المنطقة، وإزالة التهديد الذي يشكله في نظرها الأكراد السوريون، رغم جهودهم الذي يشهده العالم في مكافحة الإرهاب".
وفيما يتعلق بالدور الروسي، أشارت إذاعة "فرانس كولتور" الفرنسية إلى أنه ربما لن يكون لدى موسكو الكثير لتكسبه من رؤية تركيا تسيطر على جزء من سوريا لفترة طويلة، لافتة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، هو الشخص الوحيد، القادر على الدفاع عن الأكراد بدعم روسي، وذلك في حال غياب أي رد فعل من المجتمع الدولي.
وقال بيان للكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا نظيره التركي إلى "التفكير بعناية" قبل شن هجوم ضد القوات الكردية في شمال سوريا، ولكنه لم يسمع.
وفي وقت سابق، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وقف عملياتها القتالية العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، بسبب العدوان التركي على شمالي البلاد.
وكانت جمهورية ألمانيا الاتحادية أدانت في وقت سابق، الأربعاء، العدوان التركي على شمالي سوريا، مؤكدة أنه يعمل على إعادة تنشيط دور تنظيم داعش الإرهابي.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن القوات التركية تشن ضربات جوية على مواقع للمدنيين شمال شرقي سوريا.
وأكدت وكالة الأنباء السورية "شن القوات التركية قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي".
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز