إعفاء سفراء وقناصل.. دبلوماسية تونس تبتر أذرع الإخوان
إعفاءات تشمل سفراء وقناصل تونسيين بعدد من الدول ترسم خطوة جديدة بمسار إصلاحي يعيد للدبلوماسية عافية فقدتها في سنوات من حكم الإخوان.
خطوة جديدة يقدم عليها الرئيس التونسي قيس سعيد في مساره التصحيحي الذي انطلق منذ 25 يوليو/تموز 2021، لينهي تعيينات الدبلوماسية خلال عهد الإخوان.
فمنذ تعيينه وزيرا للخارجية بعد إقالة عثمان الجرندي في 8 فبراير/شباط الماضي، أظهر وزير الخارجية التونسي نبيل عمار قدرة في إنجاح عمل الدبلوماسية باعتباره شخصية سياسية لديها شبكة علاقات واسعة من شأنها أن تحسّن تواصل تونس مع محيطيها الإقليمي والعالمي.
واليوم الثلاثاء، صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية التونسية إعفاءات تشمل سفراء وقناصل في عدة دول أبرزها إيطاليا والأردن وبريطانيا والجزائر وفرنسا وإيران.
قرارات يرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أنها ستنهي أذرع الإخوان وحلفائهم المزروعة في الدبلوماسية التونسية والتي كانت تعمل خدمة لمآرب سياسية.
قائمة المعفيين
أعفي من مهامهم كل من نبيل بن خذر بصفة سفير فوق العادة ومفوّض للجمهورية التونسية بلندن.
كما تم إنهاء تسمية سيف الله رجب وزيرا مفوضا بصفة مفوّض للجمهورية التونسية ببلغراد (صربيا)، وخالد السهيلي بصفة سفير فوق العادة للجمهورية التونسية بعمّان.
كما صدرت أوامر بإنهاء تسمية كل من حافظ بن رمضان الوزير المفوّض بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية ببون (ولاية شمال الراين- ألمانيا)، والهادي مالك المتصرف العام بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية بإسطنبول، وبية بن عبد الباقي الوزيرة المفوّضة بصفة قنصل الجمهورية التونسية بنابولي (فرنسا).
وأيضا بلقاسم العياري (كان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل) بصفة قنصل الجمهورية التونسية بتبسة (الجزائر)، وسيف الدين فليس الوزير المفوض بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية بمرسيليا (فرنسا).
وتم إعفاء خليل الجندوبي مستشار الشؤون الخارجية بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية بميلانو (إيطاليا).
وشملت الإعفاءات أيضا مهدي الفرشيشي، وزير مفوض خارج الرتبة، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بداكار (السنغال)، إضافة لإنهاء تسمية محمد عماد ترجمان، وزير مفوض خارج الرتبة، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بأوتاوا (كندا).
وأنهيت أيضا مهام غازي الغرايري من منصب سفير مندوب دائم للجمهورية التونسية لدى منظمة اليونسكو والمنظمة الدولية للفرانكوفونية، ومعز الدين السيناوي (كان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في عهد الباجي قائد السبسي)، وزير مفوض خارج الرتبة، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بروما.
وبالقائمة أيضا سمير المنصر بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بطهران (إيران).
كما تم إنهاء تسمية نبيه العابد، وزير مفوض، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بسيول .
تغييرات شاملة
ويرى سليم العبيدي الدبلوماسي التونسي السابق أن وزير الخارجية الجديد نبيل عمار يعمل على وضع تغييرات شاملة في الدبلوماسية التي كانت جامدة نوعا ما ولم تشتغل على تحسين صورة تونس في الخارج.
ويقول العبيدي، في تصريحات لــ"العين الإخبارية"، إن جميع السفراء والقناصل المعفيين تم تعيينهم في عهد الإخوان وحلفائهم ما يعني أن قيس سعيد يعمل على دحر أي أذرع كان تشتغل لصالحهم عن طريق تعيين أشخاص من ذوي الكفاءة تستطيع تونس التعويل عليهم.
وأكد أنه منذ 25 يوليو/تموز 2021، لم تنجح الدبلوماسية التونسية في توضيح قرارات سعيد بعد حل البرلمان وانطلاق قطار محاسبة قيادات الإخوان، مشيرا إلى أنه على العكس فإن مواقف الإخوان تجد لها صدى لدى الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن هذه الإعفاءات سيتم من خلالها تجاوز مرحلة الجمود القائمة في العلاقات بملفات ساخنة على غرار أزمة الهجرة غير النظامية، وامتصاص الضغوط الخارجية المسلطة من إيطاليا والاتحاد الأوروبي في علاقة بالمسألة.
والاثنين، شدد الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه بوزير الخارجية نبيل عمار، على سيادة الدولة وضرورة التعامل الندّ للندّ.
من جهته، شدد عمّار في مقابلة متلفزة، على أن السيادة الوطنية شيء بديهي , قائلا ’’ مثلما تونس تحترم كل دول العالم, وجب على هذه الدول احترام تونس’’.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز