"ليبيا فزان".. هل تثير أزمة بين ليبيا وهولندا؟
في خضم مشهد "متخبط" كانت ليبيا على موعد مع أزمة جديدة انطلقت من الفضاء الإلكتروني، لتكشف عن سيناريو زُعم أن هدفه تقسيم البلد الأفريقي.
فمغردو مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا ووسائل إعلام محلية تناولوا في الساعات القليلة الماضية منشورات تفيد بأنه جرى إتاحة خيار ثان إلى جانب ليبيا، عند التقدم للحصول على تأشيرة دخول إلى هولندا، وهو اختيار "ليبيا فزان"، مما يعني إحياء المشروع القديم الجديد الذي يهدف إلى تقسيم ليبيا لثلاثة أقاليم: فزان وطرابلس وبرقة.
وفيما لم تعلق أي من السلطات الرسمية في ليبيا حول الأمر، عبر مغردو مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من إثارة قضية التقسيم بين كل فترة وأخرى، محذرين من التلويح بها، أو التحدث في هذا الشأن، الذي قد يعرض وحدتهم لخطر التقسيم.
ملابسات القصة
وسارعت السفارة الهولندية بإصدار بيان توضيحي، كشفت فيه ملابسات القصة، قائلة إن الصور المتداولة والتي تفيد بإمكانية تحديد ليبيا فزان عند التقدم للحصول على تأشيرة دخول إلى هولندا قديمة، مؤكدة أنه تم تحديث النظام منذ بعض الوقت لتصحيح هذا الخطأ.
وأوضحت السفارة الهولندية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن "هناك رسائل يتم نشرها حول أنه عند التقدم للحصول على تأشيرة دخول إلى هولندا، بإمكانك اختيار ليبيا فزان إلى جانب ليبيا، وهذا ليس صحيحا".
وتابعت: "يمكنك فقط اختيار ليبيا عند التقديم؛ فالصور المتداولة حيث يمكنك تحديد ليبيا فزان قديمة وتم تحديث النظام منذ بعض الوقت لتصحيح هذا الخطأ".
وكانت ليبيا قبل الاستقلال ورغم النفي السريع للسفارة الهولندية في ليبيا، إلا أن ذلك "الاختيار الإلكتروني" كان له من الواقع نصيب؛ فموقع "موند أفريك" الفرنسي قال في تقرير له قبل يومين، إن وفدا ليبيا مكونا من 11 شخصًا ويمثل إقليم فزان، سافر إلى باريس، لمناقشة اقتراح اتحاد فيدرالي يضم أقاليم طرابلس وبرقة وفزان.
التقرير الفرنسي الذي أشارت إليه وسائل إعلام محلية، قال إن ذلك الاقتراح عبارة عن مبادرة يقودها سفير ليبيا السابق لدى فرنسا منصور سيف النصر ورئيس الوزراء الأسبق علي زيدان، ووصف بكونه مقربًا من المصالح الفرنسية.
وفيما وصف الموقع الفرنسي تحركات باريس في هذا الإطار بـ"الخطيرة"، قال إنها لا تحظى بتأييد الأطراف المحلية أو الخارجية، خاصة تلك المنخرطة في الصراع الليبي.
استعادة الأمجاد
وأكد أن فرنسا تحلم باستعادة أمجادها ودمج هذه الأراضي الصحراوية الشاسعة التي احتلتها قوات الجنرال لوكلير في عام 1942.
وأشارت إلى معاهدة السلام التي وقعتها مع إيطاليا في 10 فبراير/شباط 1947 والتي تلزمها بالاعتراف بدمج فزان في النظام الجديد لتنشئ دولة مستقلة وذات سيادة إلى جانب طرابلس وبرقة في 24 ديسمبر 1951.
ورغم أن السلطات البريطانية والفرنسية كانت تدير في ذلك الوقت المناطق الثلاث المكونة لليبيا (طرابلس وبرقة وفزان)، إلا أن باريس احتفظت بنفوذ معين، جرى التوافق عليه مع ليبيا، عبر اتفاقية وقعت في 10 أغسطس/آب 1955.
aXA6IDE4LjExOC4xMzcuOTYg جزيرة ام اند امز