تواصلوا مع "الرئاسي".. رسالة المنفي لسفراء ليبيا هل تلقى أذنا صاغية؟
وسط مشهد سياسي وأمني ملتبس، تعيش ليبيا حالة من "التخبط" في التعامل مع دبلوماسياتها في الخارج، وخاصة بعد بزوغ فجر أزمة الحكومتين.
تلك الحالة والتي ولدت من "تعنت" رئيس الحكومة المقالة عبدالحميد الدبيبة في تسليم السلطة لخلفه، وما تسبب فيه ذلك من تنافس حكومتين على قيادة البلد إلى طريق الانتخابات الذي تعثر سابقًا في محطة "القوة القاهرة".
إلا أنه في محاولة من المجلس الرئاسي الليبي لنزع ذلك التخبط، أصدر قرارًا طالب فيه سفراء ليبيا بالتواصل معه بشكل مباشر في كافة المسائل المتعلقة بالسيادة الليبية، والتنسيق المسبق في كافة الترتيبات المتعلقة بها.
وقال المجلس الرئاسي في خطاب نشرته وسائل إعلام محلية، إنه "انطلاقًا من المهام السيادية المسندة إلى المجلس الرئاسي باعتباره يمثل رئاسة الدولة والمهام المسندة على وجه الخصوص إلى رئيس المجلس الرئاسي، فيما يتعلق بتمثيل الدولة الليبية بصفة بروتوكولية في علاقاتها الخارجية، فإنه يطلب التواصل بشكل مباشر مع المجلس الرئاسي في كافة المسائل التي تمس السيادة الليبية والتنسيق المسبق في كافة الترتيبات المتعلقة بها".
توقيت حساس
قرار جاء في توقيت "حساس" تمر به ليبيا، وخاصة بعد تعثر طريق الوصول لاتفاق بشأن أزمة الحكومتين، وما تلا ذلك من عثرات وتوترات أمنية مرت بها العاصمة الليبية طرابلس، خلال الأيام القليلة الماضية.
اشتباكات الزاوية الليبية.. تصفية حسابات أم تصدع بمعسكر الدبيبة؟
وبحسب مراقبين، فإن القرار يضع النقاط على الحروف، ويزيل اللبس بشأن الجهة التي سيعود إليها الدبلوماسيون في الخارج، وخاصة بعد عدم تسليم حكومة عبدالحميد الدبيبة السلطة إلى الحكومة التي منحها البرلمان الليبي الثقة، في مارس/آذار الماضي. برئاسة فتحي باشاغا.
أزمة الحكومتين
وتعليقا على تعميم الرئاسي، يقول المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن قرار المنفي جاء بعد أزمة الحكومتين، وحدوث نوع من التخبط بين سفراء ليبيا في الخارج، حول مع أي من الحكومتين تتواصل، إلا أنه قال إن رئيس المجلس الرئاسي لن يستطيع فرض سلطته على السفراء وتوجهاتهم، لأنه يفتقد إلى أدوات هذه السلطة.
وأوضح المحلل الليبي، أن كل السفراء وحتى القناصل يتعاملون مع المجلس الرئاسي من باب المجاملة وتقديم الخدمات لأعضائه فقط، لكن عندما يتعلق الأمر بأمور القرارات والسيادة فهم منضوون تحت سلطة وزيرة الدبيبة للخارجية نجلاء المنقوش، والتي بدورها تتبع كليًا رئيس الحكومة منتهية الولاية وليس المجلس الرئاسي.
وأشار إلى أن المجلس الرئاسي "ما زال يحاول إيجاد مكان له في صنع القرار السيادي الذي وفره له اتفاق جنيف وسلبه منه رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة".
مؤكدًا أن محاولته الأخيرة في الطلب إلى السفراء التواصل مباشرة معه، لن تلقى آذانًا صاغية، من قبل السفراء الذين يدينون بشكل شخصي ومباشر لعبد الحميد الدبيبة الذي عينهم في هذه المناصب.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز