اشتباكات الزاوية الليبية.. تصفية حسابات أم تصدع بمعسكر الدبيبة؟
على وقع تطورات سياسية متلاحقة في ليبيا، كان المسار الأمني على موعد مع ألغام جديدة زرعتها المليشيات المسلحة.
فالعاصمة الليبية طرابلس التي أصبحت محور الاهتمام خلال الفترة الماضية، استيقظت على وقع اشتباكات عنيفة بين المليشيات المسلحة بالأسلحة الثقيلة وقذائف "آر بي جي" في مدينة الزاوية غربي البلاد، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
إلا أن تلك الاشتباكات التي وقعت بين مجموعة المليشياوي "ضيف جموم" ومجموعة محمود بن رجب، وهو مليشياوي بارز في المدينة، كانت مقدمة لسيناريو وصف بـ"المفزع"، ينتظر العاصمة طرابلس، وخاصة بعد الانشقاق الذي حدث خلال الأيام الماضية بين المليشيات المتناحرة، على وقع دعم بعضها لمحاولة رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا دخول المدينة.
موازين القوى
مراقبون يرون أن المليشيات المسيطرة على طرابلس تحاول إعادة توزيع موازين القوى، خاصة بعد وقوف جزء منها في صف الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، والتي سهلت دخولها إلى طرابلس خلال الأسبوع الماضي قبل أن تخرج منها إلى مدينة سرت.
وتعقيبا على التطورات، قال المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، إن المنطقة الغربية تقع في قبضة مجموعة من قادة المليشيات وكل من يتبع أجندة معينة.
وأضاف بلعيد، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيات تتصارع فيما بينها بين الفينة والأخرى، لكنها تتحد ضد كل من يسعى لتوحيد البلاد وإنهاء حالة الفوضى.
وحول إمكانية ربط تلك الاشتباكات بمحاولة دخول باشاغا إلى العاصمة، اعتبر المحلل الليبي أن تلك الأحداث ليست جديدة، وغير مرتبطة بباشاغا بشكل شخصي، متوقعًا هدوء تلك المناوشات، كون تلك العناصر المسلحة لديها مكاسب حققتها خلال الأعوام الماضية ولا تريد التخلي عنها أو الموت.
زيادة النفوذ
الخبير أشار أيضا إلى أن المليشيات المسلحة تتصارع لزيادة بسط النفوذ؛ فإذا تعادلت كفتما ستتوقف وترضى بما في أيديها، مؤكدًا أنه على مدى الأعوام والتجارب الماضية لم تدم الاشتباكات لأكثر من أيام قليلة، إلا أنها قد تحدث بشكل متقطع.
أما عن تأثير قرار رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة إعفاء اللواء أسامة الجويلي من منصبه كمدير للاستخبارات العسكرية، على اندلاع الاشتباكات في طرابلس، أكد المحلل الليبي أن الدبيبة يشعر بالقلق من بعض الشخصيات فأشار عليه مستشاروه بإبعادهم عن العاصمة كي لا يشكلوا عليه أي خطر.
وحذر من أن التعامل مع التشكيلات المسلحة خطير كالألغام؛ "فإذا لم تقطع السلك المناسب ستنفجر في وجهك في أي لحظة، وهو ما يحدث في المنطقة الغربية الآن".
تصريحات بلعيد يؤيدها المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، الذي يرى أن "اشتباكات الزاوية وطرابلس هي عملية فرض سيطرة جديدة وتوزيع موازين القوى من قبل المليشيات المسيطرة على العاصمة، لا سيما أن جزءًا منها وقف في صف الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا".
فرض السيطرة
ويقول المحلل الليبي، لـ"العين الإخبارية"، إن ما يحدث الآن هو محاولة فرض سيطرة جديد على طرابلس استعدادا للمرحلة المقبلة؛ والتي ستكون سيطرة لباشاغا أو عودة الانقسام المؤسسي من جديد.
وحول إمكانية تصاعد الاشتباكات أو انتهاج أسلوب تصفية الحسابات بين المليشيات خلال الفترة المقبلة، لفت الأوجلي إلى أنه في مرحلة فرض النفوذ وتوزيع القوى، فإن كل السيناريوهات متوقعة؛ وعلى رأسها سيناريو حرب حقيقية لتصفية الحسابات وتحييد شخصيات عن المشهد، ومحاولة إفراغ الساحة من قادة بعض المليشيات.
ويشهد الغرب الليبي توترا أمنيا عقب قيام رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة بإجراء تغييرات على مستويات عليا بجهاز الاستخبارات العسكرية، وأخرى بجهاز المخابرات العامة، عقب محاولة رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا دخول طرابلس، لممارسة مهامه منها.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز