"لا".. مبادرة قبلية أم مؤامرة من الدبيبة على انتخابات ليبيا؟
في وقت استبشر فيه الليبيون خيرا بالاتفاق على 70% من القاعدة الدستورية للانتخابات، فوجئوا بمبادرة لإنهاء الصراع السياسي القائم.
فما يعرف بـ"اتحاد القبائل الليبية" أطلق مبادرة تحمل اسم "لا"؛ لحل الأزمة الليبية، بعد أقل من ساعة من إعلان البعثة الأممية، اتفاق لجنة المسار الدستوري على 137 مادة من القاعدة الدستورية التي يفترض أن تجرى على أساسها الانتخابات المنتظرة.
وانقسم الليبيون بين المبادرة التي بدأت في الانتشار سريعا، بين مؤيد للفكرة، ومتهم إياها بمحاولة للعرقلة وإثارة الفوضى أمام التوافق النادر بين الليبيين على قاعدة دستورية لانتخابات تقتلع جذور الأزمة الممتدة لـ 11 عاما.
حملة "لا"
وأطلق ما يعرف بـ"اتحاد القبائل الليبية" مبادرة تحمل اسم "لا"، تهدف إلى جمع توقيع أكثر من مليوني مواطن ليبي على وثيقة لسحب الشرعية من الأجسام السياسية التي تراها "مفروضة" بحكم الأمر الواقع وإرادة المجتمع الدولي.
كما دعت لتحديد "موعد قريب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية دون إقصاء لأي كان"، وتكليف مجلس القضاء الأعلى بإدارة شؤون البلاد بحماية الجيش الليبي، إلى حين إجراء الانتخابات، فضلا عن الدعوة إلى مؤتمر وطني عام يضم ممثلين عن كافة القبائل الليبية وبحضور منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الدولية.
الشرعية للشعب
ويرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الليبية يوسف الفارسي أنه بغض النظر عمن أطلق المبادرة، فإن غالبية الليبيين يريدون إسقاط الأجسام السياسية الحالية والفترة الانتقالية برمتها عبر انتخابات وطنية نزيهة يتم من خلالها تجديد الشرعية للمؤسسات.
وتابع الفارسي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الشعب هو صاحب السلطة، والرجوع إليه هو لب الديمقراطية المباشرة، ولكن في ظل الأوضاع الحالية والتنازع على السلطة والاتهامات المتبادلة والتخوين، فلا أحد يضمن نزاهة مبادرة مثل هذه.
وأردف أن المسار السياسي الحالي وفق الخارطة التي اعتمدها مجلس النواب والمساعي الأممية والتي أحدثت توافُقًا مع مجلس الدولة على مواد القاعدة الدستورية، يعد أفضل حل حاليا ويجب دعمه وعدم الالتفاف إلى مبادرات موازية قد تربك المشهد.
مؤامرة الدبيبة
ويرى سالم الغزال المحلل السياسي الليبي أن هذا الاتحاد لا يمثل القبائل الليبية وإنما يمثل مؤيدي النظام السابق فقط والذي يحاول العودة إلى المشهد السياسي بأي شكل.
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أن رئيس الحكومة المنتهي ولايتها عبدالحميد الدبيبة، حاول مؤخرا استمالة دعم هذا الاتحاد لتمرير مخططاته من خلاله، وضمان بقائه في السلطة مقابل ما يمنحه لهم من صلاحيات سياسية أو مناصب.
وأشار إلى أن الدبيبة يسعى لإجراء انتخابات برلمانية فقط بنطاق سيطرته الذي لا يتعدى بعض أحياء العاصمة، والتي ستكون طامة كبرى، لأنه سيشكل انقساما سياسيا جديدا، واستيلاء على السلطة باعتبار أنه حتى لو كان شرعيا كسلطة تنفيذية، فليس له الحق في إصدار تشريعات.
واستبعد الغزال قدرة ما يعرف بـ"اتحاد القبائل الليبية" على جمع الـ2 مليون توقيع التي تحدث عنها بسبب رفض فئة كبيرة من الشعب الليبي له ومعرفته بمخططات هذا الاتحاد.