"الفرنكوفونية" وإخوان تونس.. جهود البناء تهزم ذبذبات التشويش
إثارة الفوضى.. هو سلاح إخوان تونس حين يحسون بنبض البلاد يسري، في قشة أخيرة يتعلقون بها وهم في طريقهم إلى الزوال.
سلاحٌ أشهرته حركة النهضة الإخوانية في وجه القمة الفرنكوفونية التي انطلقت فعالياتها في جزيرة جربة، منذ أسبوع، على أن تُتوج غدا وبعد غد بالافتتاح الرسمي، بمشاركة نحو 88 دولة حول العالم.
فالحركة متهمة باستغلال مظاهرات احتجاجية كانت في طريقها إلى الجزيرة، حيث شاركت فيها عائلات مفقودين ابتلعتهم أمواج الهجرة غير الشرعية، قبالة سواحل مدينة جرجيس، جنوب شرقي تونس، في سبتمبر/أيلول الماضي.
فعشية الانطلاق الفعلي للقمة، فرّقت الشرطة التونسية موكبا لأهالي الضحايا العشرة، ومواطنين وتلاميذ على متن سيارات خاصة ودراجات نارية نحو جزيرة جربة، للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهم بعد غرق المركب.
تشويش إخواني
مسيرات لم تخرج عن سياق "تشويش" الإخوان على القمة، بحسب مراقبين قالوا إنها "ليست عفوية بل تديرها أياد خارجية لطالما أرادت في السابق إلغاء تنظيم القمة في تونس كي لا يتم الاعتراف دوليا بحكم الرئيس التونسي قيس سعيد بعد حل برلمان الإخوان".
فقد سبق أن دعا نواب الإخوان في البرلمان المنحل إلى تأجيل تنظيم هذه القمة وتحويلها إلى دولة أخرى.
كما أقرّ الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (المتحالف مع الإخوان) سابقا، بأنه كان أحد المتدخلين لدى الدول لإلغاء القمة الفرنكوفونية.
وكانت هذه القمة مقررة في جربة يومي 12 و13 ديسمبر/ كانون الأول 2020، لكنها أُرجئت بسبب جائحة "كورونا" إلى 20 و21 نوفمبر/تشرين الثاني لسنة 2021، قبل أن تتأجل مجددا إلى 19 و20 الشهر الجاري.
وقبل الإعلان عن تأجيل القمة حينها، كشف الرئيس التونسي قيس سعيد عن وجود ضغوط من قبل تونسيين على عواصم غربية لسحب تنظيم القمة الفرنكوفونية من بلاده.
وللوقوف على هذه الضغوط، قال نجيب البرهومي الناشط والمحلل السياسي في حديث لـ"العين الإخبارية" ، إن "مطالبة أهالي ضحايا الهجرة غير النظامية بحقوق أبنائهم شرعية، لكن استغلال أوجاع الناس من قبل أحزاب تصنف نفسها في المعارضة للوصول لمآربها من خلال التشويش على القمة غير مقبول".
وتطرق المحلل السياسي، إلى الدعوات التي أطلقتها حركة النهضة، والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، في السابق، "لإفشال هذه القمة بعد أن قاموا ، بالهرولة للاستقواء بأطراف أجنبية من أجل الضغط على الرئيس سعيّد للتراجع عن قرارات 25 يوليو (تموز) وإعادة الإخوان وحلفائهم للحكم".
وأشار إلى أن النهضة لطالما ستتولى شن حملات ضدّ الرئيس التونسي في العالم وآخرها في جنيف خلال مؤتمر حقوق الإنسان، للترويج بأنّ "سعيّد انقلب على الدستور وعطّل مؤسسات الدولة وينتهك حقوق الإنسان".
تونس يقظة في وجه الإرهاب
في هذه الأثناء، قال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية" في جزيرة جربة، إنه "سيتم التصدي لأية محاولات لإفساد التنظيم المحكم الذي تقوم به تونس لإنجاح القمة الفرنكوفونية".
ونوه بأن وزارة الداخلية مستعدة على أتم الاستعداد لهذه القمة تحسبا لأية أعمال إجرامية أو إرهابية.
وتحتضن جزيرة جربة في ولاية مدنين جنوب شرقي تونس، الدورة الـ 18 للقمة الفرنكوفونية يومي السبت والأحد المقبلين. فيما سيكون المنتدى الاقتصادي للقمة يومي الأحد والإثنين.
وستتناول القمة هذا العام، موضوع "التواصل في إطار التنوع: التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني".
ومنذ 1986، تجمع القمة كل عامين رؤساء الدول والحكومات الناطقة باللغة الفرنسية والمنضوية في المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg
جزيرة ام اند امز