ديوكوفيتش والبطولات الكبرى.. ريمونتادا الضربات الثلاثية تصعق فيدرر ونادال
رسم الصربي نوفاك ديوكوفيتش مسيرة أسطورية في ملاعب التنس، قادته لاعتلاء عرش البطولات الكبرى (غراند سلام) متفوقا على كل منافسيه التاريخيين.
ورغم أن حقبة ديوكوفيتش شهدت وجود نجوم مخضرمين في تاريخ التنس، على رأسهم السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافائيل نادال، فإن النجم الصربي تمكن من التفوق على كل منافسيه واعتلاء عرش اللعبة خلال سنوات التنافس المثيرة.
وحقق ديوكوفيتش ريمونتادا تاريخية على منافسيه الأسطوريين فيدرر ونادال فيما يخص ألقاب كل منهم في البطولات الكبرى، بعدما كانا يتفوقان عليه في هذا الصدد بفارق وصل مع النجم السويسري بالتحديد إلى 14 لقبا كاملة.
وأعلن روجيه فيدرر اعتزاله اللعبة منذ نحو عام من الآن بعد مسيرة أسطورية حصد خلالها 20 لقبا في البطولات الكبرى، ليترك الساحة لمنافسيه ديوكوفيتش وفيدرر اللذين اشتعل التنافس بينهما على عرش "الغراند سلام"، بعدما تمكنا من تخطيه في عدد الألقاب فيها.
وفي السطور التالية نستعرض كيف تمكن ديوكوفيتش من تحقيق ريمونتادا ساحقة أمام فيدرر ونادال واعتلاء عرش البطولات الكبرى في إنجاز تاريخي أسطوري.
فيدرر ونادال يبدآن السباق في البطولات الكبرى
بدأ فيدرر مسيرته مع الألقاب في البطولات الأربع الكبرى منذ نحو 20 عاما، وبالتحديد في عام 2003، عندما توج بلقب ويمبلدون بعد التغلب على الأسترالي مارك فيليبوسيس في النهائي، قبل أن يعزز سجله في العام التالي بتحقيق 3 ألقاب جديدة هي أستراليا المفتوحة وويمبلدون وأمريكا المفتوحة.
وأضاف فيدرر لقبه الخامس الكبير في عام 2005، بحصد لقب ويمبلدون، قبل أن يدخل نادال مضمار المنافسة معه بحصد أول لقب له في الغراند سلام وهو فرنسا المفتوحة، لكن الأسطورة السويسري وسع الفارق قبل نهاية العام بحصد لقب أمريكا المفتوحة.
وفي العام التالي 2006 وصل فيدرر بمجموع ألقابه الكبرى إلى الرقم 9 بعد حصد ألقاب أستراليا المفتوحة وويمبلدون وأمريكا المفتوحة، بينما في المقابل اكتفى نادال بحصد لقب فرنسا المفتوحة ليرفع رصيده إلى بطولتين في الغراند سلام.
السيناريو ذاته تكرر في 2007، بإضافة فيدرر الألقاب الثلاثة ذاتها، فيما حصد نادال لقبه المفضل في فرنسا، ليصبح رصيد الأول 12 لقبا في الغراند سلام مقابل 3 ألقاب للثاني.
ديوكوفيتش ينطلق في البطولات الكبرى
بعد 5 سنوات من بدء السباق بين فيدرر ونادال، انضم نوفاك ديوكوفيتش إلى المنافسة في عام 2008، حيث حصد لقبه الأول في البطولات الكبرى بالتتويج بلقب أستراليا المفتوحة عقب الفوز في النهائي على الفرنسي جو-ويلفريد تسونغا، بينما في المقابل حصد نادال لقبي فرنسا المفتوحة وويمبلدون، مقابل تتويج فيدرر بأمريكا المفتوحة.
وفي العام التالي 2009، حقق نادال لقبه الأول في أستراليا المفتوحة ليرفع عدد ألقابه الكبر إلى الرقم 6، بينما تنازل عن لقبه المفضل "فرنسا المفتوحة" لصالح فيدرر الذي حصد أيضا لقب ويمبلدون ليصل بعدد بطولاته في الغراند سلام إلى 15 بطولة، متفوقا على الأمريكي بيت سامبراس.
وخرج ديوكوفيتش هذا العام خالي الوفاض من البطولات الكبرى، حيث ذهب لقب أمريكا المفتوحة إلى الأرجنتيني خوان مارتين ديل بوترو الذي هزم فيدرر في النهائي، ليصبح الفارق بين السويسري والصربي 14 لقبا.
في عام 2010 بدأ مؤشر روجيه فيدرر في الهبوط رغم أنه استهل العام بالفوز بلقب أستراليا المفتوحة، ليرفع غلته في البطولات الكبرى إلى 16 لقبا، حيث انتفض بعدها نادال محققا الألقاب الثلاثة المتبقية ليصل برصيده إلى 9 ألقاب.
نادال يزحف نحو القمة
بدأ ديوكوفيتش ضرباته الساحقة في البطولات الكبرى عام 2011، بالفوز بألقاب أستراليا المفتوحة وويمبلدون وأمريكا المفتوحة، ليرفع رصيده إلى 4 ألقاب، بينما ذهب لقب فرنسا المفتوحة إلى نادال ليحقق بطولته العاشرة في الغراند سلام.
وعاد التنافس إلى شراسته من جديد في العام التالي، الذي حقق فيها كل من الثلاثة المخضرمين لقب في البطولات الكبرى، حيث حصد ديوكوفيتش لقب أستراليا، فيما احتفظ نادال بلقبه المفضل في فرنسا، بينما حقق فيدرر لقبه الـ17 بحصد بطولة ويمبلدون، فيما ذهب لقب أمريكا المفتوحة إلى البريطاني أندي موراي بعدما حرم منه الصربي المخضرم.
حاول ديوكوفيتش العودة بقوة مجددا في عام 2013 بحصد لقبه السادس الكبير عبر بطولة أستراليا المفتوحة، لكن موراي حرمه مجددا من لقب جديد في ويمبلدون بالفوز عليه في النهائي، فيما انتفض نادال محققا بطولتي فرنسا وأمريكا المفتوحة ليصل إلى 13 لقبا، وتجمد رصيد فيدرر عند الرقم 17 بعدما عانى من إصابة في هذا العام.
وفي 2014 واصل السويسري غيابه عن الألقاب الكبرى للعام الثاني على التوالي بينما نال نادال لقبه التاسع في فرنسا محققا لقبه لـ14 في الغراند سلام ليعادل رقم سامبراس، بينما حقق ديوكوفيتش لقب ويمبلدون على حساب فيدرر، مضيفا لقبه السابع الكبير.
ريمونتادا ديوكوفيتش
عاد ديوكوفيتش لتفعيل ضرباته الساحقة في البطولات الكبرى مجددا في عام 2015، الذي تمكن فيه من إضافة 3 ألقاب دفعة واحدة هي أستراليا المفتوحة وويمبلدون وأمريكا المفتوحة، فيما خسر نهائي فرنسا أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، ليصل برصيد ألقابه إلى الرقم 10، ويضيق الفارق مع نادال إلى 4 ألقاب وفيدرر إلى 7 ألقاب.
وفي العام التالي استغل الصربي إصابة نادال وفيدرر ليحقق لقبي أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة رافعا رصيده في الغراند سلام إلى 12 بطولة، فيما خسر نهائي أمريكا أمام فافرينكا مجددا، بينما خطف أندي موراي لقب ويمبلدون.
وشهد عام 2017 عودة فيدرر إلى منصات التتويج، بتحقيق لقبه الـ18 في البطولات الكبرى من بوابة أستراليا المفتوحة ثم أتبعه باللقب الـ19 في ويمبلدون، فيما واصل نادال احتكار لقب فرنسا مضيفا لقبه العاشر فيها والـ15 في البطولات الكبرى، قبل أن يضيف لقبه الـ16 بحصد بطولة أمريكا المفتوحة، بينما خرج ديوكوفيتش خالي الوفاض بعد تعرضه لإصابة.
اختتم العملاق السويسري مسيرته مع الألقاب الكبرى في عام 2018، بتعزيز موقعه على عرش الغراند سلام محققا لقبه الـ20، بعد التتويج بلقبه السادس في أستراليا المفتوحة، فيما حصد نادال لقبه الـ17 بمواصلة هيمنته في فرنسا، بينما عاد ديوكوفيتش للمنافسة بشراسة بالتتويج بلقبي ويمبلدون وأمريكا المفتوحة، رافعا رصيده في الغراند سلام إلى 14 لقبا.
وواصل الصربي شراسته في العام التالي 2019، محققا لقبي أستراليا المفتوحة وويمبلدون على حساب فيدرر ونادال في النهائي ليصل إلى 16 لقبا كبيرا، بينما حصد الإسباني لقبين جديدين في فرنسا وأمريكا المفتوحة ليصل إلى البطولة الـ19 الكبرى، ويصبح على بعد خطوة واحدة من الأسطورة السويسري.
واصل ديوكوفيتش الزحف في 2020 بحصد لقب أستراليا المفتوحة، بينما أهدر فرصة للقب جديد في أمريكا المفتوحة في غياب فيدرر ونادال عقب استبعاده من الدور الرابع بسبب تسديد الكرة في وجه أحد الحكام عن طريق الخطأ، بينما عادل نادال رقم الأسطورة السويسري بحصد لقبه الـ20 في الغراند سلام من بوابته المعتادة في فرنسا عقب إسقاط النجم الصربي.
وأضاف ديوكوفيتش ثلاثية جديدة في 2021، مستغلا الإصابات الطويلة لفيدرر ونادال، بحصد ألقاب أستراليا وفرنسا المفتوحة وويمبلدون، ليصل للقبه الـ20 الكبير ويعادل رقم منافسيه فيدرر ونادال، فيما حرمه الروسي دانييل ميدفيديف من اعتلاء العرش منفردا بعدما هزمه في نهائي أمريكا المفتوحة.
عاد نادال للانتفاض مجددا في 2022 محققا لقبي أستراليا المفتوحة وفرنسا، ليصل إلى 22 لقبا في الغراند سلام ويتربع منفردا على العرش، فيما تمسك ديوكوفيتش بالبقاء قريبا من منافسه بحصد لقب ويمبلدون مضيقا الفارق معه إلى لقب وحيد، بينما ذهب لقب أمريكا المفتوحة التي غاب عنها الصربي بسبب أزمة لقاح كورونا إلى الإسباني الواعد كارلوس ألكاراز.
وفرض ديوكوفيتش هيمنته على عرش الغراند سلام بضربة ثلاثية ساحقة جديدة في عام 2023، بعد التتويج بألقاب أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة وأمريكا المفتوحة، مستغلا إصابة طويلة جديدة لنادال، ليصل برصيده في الغراند سلام إلى 24 لقبا، متربعا على العرش منفردا، فيما خسر لقب ويمبلدون في الخطوة الأخيرة أمام ألكاراز.
aXA6IDMuMTQ1LjExNS4xMzkg جزيرة ام اند امز