إضراب عمال الموانئ.. تهديد محتمل لاقتصاد الولايات المتحدة
الإضراب الأول منذ 47 عاماً، هذا هو ما يستعد له عشرات الآلاف من عمال الموانئ في الولايات المتحدة.
الخطوة التي يخطط لها العمال تأتي بعدما فشلوا في الحصول على مطالبهم خلال مفاوضات بشأن عقد اجتماعي جديد، لكن هذه الخطوة قد تعطّل التجارة الدولية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بحسب وكالة "فرانس برس".
ويطالب عمال الموانئ في الولايات المتحدة، بتحسينات في ظروف العمل، الرواتب، والمزايا، خاصة في ظل النمو الاقتصادي وزيادة أرباح الشركات الكبرى.
يشتكي العمال أيضا من العمل لساعات طويلة ومتقلبة، ما يؤثر على صحتهم وحياتهم الشخصية، وقد طالبوا بتقليل ساعات العمل وزيادة التعويضات عن العمل الإضافي، كما تمثل الرعاية الصحية والتقاعد محوراً رئيسياً للنزاعات، إذ يسعى العمال إلى ضمان حصولهم على رعاية صحية شاملة، إضافة إلى برامج تقاعد مُرضية.
المحادثات التي بدأت قبل عدة أسابيع من الآن، تحديدا في مايو/أيار، توقفت حالياً، وأكد التحالف البحري للولايات المتحدة الذي يمثل أرباب العمل في الموانئ الرئيسية على الساحل الشرقي وخليج المكسيك، أن نقابة عمال الأرصفة ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات.
اتصل التحالف بمفتشية العمل، الخميس، داعياً إلى "إصدار أمر قضائي فوري يطالب النقابة باستئناف المناقشات"، كما ندد بالممارسات غير النزيهة.
في المقابل، يبدو أن النقابة عازمة على الإضراب لأن "المقترحات المالية غير مقبولة"، كما طالبت بضمانات في مواجهة الاستعانة بالروبوتات.
يعتبر هذا الإضراب هو الأول منذ عام 1977 حين دام الإضراب 44 يوماً، وسيشمل عشرات الآلاف من أعضاء النقابة البالغ عددهم 85 ألفاً في 36 ميناء، يعملون في محطات تحميل الحاويات والمركبات في الموانئ المنتشرة على طول السواحل، بين ماين شمال شرق الولايات المتحدة وتكساس في الجنوب على خليج المكسيك، مرورا بفلوريدا جنوب شرق أمريكا.
العقد الاجتماعي
يغطي العقد الاجتماعي 25 ألفاً من أعضاء النقابة يعملون في أربعة عشر ميناء، تتضمن بوسطن وفيلادلفيا وبالتيمور وسافانا وميامي وتامبا وهيوستن، ولكن يمكن أن يكون نطاق الإضراب أوسع من ذلك.
ضربة للاقتصاد
تشير تقديرات "أكسفورد إيكونوميكس" إلى أن كل أسبوع من الإضرابات من شأنه أن يقلل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بمقدار 4.5 إلى 7.5 مليار دولار.
قال برنت موريتز، الأستاذ في جامعة ولاية بنسلفانيا والمتخصص في إدارة سلاسل التوريد إن "الإضراب سيتسبّب في اضطراب كبير للاقتصاد الأمريكي والاقتصاد العالمي".
وبحسب موقع "لويدز ليست" المتخصص تستقبل هذه الموانئ أكثر من نصف واردات السلع من حيث الحجم.
تلعب الموانئ الأمريكية دورا حيويا في الاقتصاد، حيث تمر من خلالها نسبة كبيرة من البضائع المستوردة والمصدرة. أي اضطراب في عمليات الموانئ يؤثر بشكل مباشر على التجارة الدولية والمحلية، بالإضافة إلى قطاعات حيوية مثل التصنيع، الزراعة، وتجارة التجزئة.
وسيبدأ الإضراب قبل خمسة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تشهد منافسة كبيرة بين الرئيس السابق دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس.