رفض الخروج من غزة.. طبيب يودع أسرته في رفح ويعود لعلاج الجرحى (صور)
انتابت الطبيب محمد أبوناموس، الثلاثاء، مشاعر جياشة عندما احتضن ربما للمرة الأخيرة ابنته بينما تستعد أسرته لمغادرة غزة إلى مصر.
حدث هذا المشهد عند معبر رفح الحدودي بعد أن قرر البقاء في القطاع لرعاية آلاف الجرحى جراء القصف الإسرائيلي.
وأسرة أبوناموس، التي تحمل الجنسية المولدوفية، هي من بين المئات من سكان غزة الذين يحملون جوازات سفر أجنبية ويسمح لهم بالمغادرة إلى مصر عبر المعبر، وهو السبيل الوحيد للخروج من الجيب الفلسطيني المحاصر ولا يقع على حدود إسرائيل.
وقال أبوناموس لرويترز، بينما يجلس إلى جوار زوجته وابنته في منطقة الانتظار، "لا يوجد سبيل آخر للخروج من هذا الوضع. لا أمان هنا. قطاع غزة بأكمله غير آمن. ولهذا السبب من الأفضل أن أخرجهم حتى أتمكن من التركيز على عملي في علاج المرضى".
وأضاف: "قطعا سأخرجهم، لكني سأبقى في قطاع غزة ولن أغادرها".
ويقول أبوناموس، وهو جراح عظام، إنه نقل أسرته من مخيم جباليا في شمال غزة مع بدء الغارات الإسرائيلية إلى منطقة الزهراء السكنية ثم إلى مخيم النصيرات في وسط غزة، لكن إيجاد مكان آمن للأسرة كان أمرا بعيد المنال.
وتمطر إسرائيل غزة بالقنابل منذ أسابيع ردا على الهجوم الذي شنته حركة (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي قالت إسرائيل إنه أدى لمقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
ووفقا لتقديرات مسؤولي الصحة في غزة، أودت الغارات الإسرائيلية حتى الآن بحياة ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني، نحو 40% منهم أطفال، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أن غزة تتحول إلى "مقبرة للأطفال".
وقالت دينا، ابنة أبوناموس، إن مشاعر متباينة تعصف بها كلما تذكرت أنها قد تغادر القطاع.
وأضافت "سنذهب إلى هناك، حيث توجد الكهرباء والمياه والإنترنت وكل شيء.. لكنني في الوقت نفسه حزينة لأن أبي سيبقى هنا".
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز