اليوم الـ33 للحرب.. نزوح بـ «رايات بيضاء» وإسرائيل في «قلب غزة»
"ما بعد القتال" أم هدنة الأيام الثلاثة؟ هكذا بدا العالم مشتتا في اليوم الـ33 للحرب في غزة، مع تواصل الغارات الجوية والمواجهات الميدانية.
إذ كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، في وقت متأخر الثلاثاء، عن مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للسماح بإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
وأوضح المسؤولون لموقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، أن "بايدن حث نتنياهو في مكالمة هاتفية، الإثنين، على الموافقة على وقف القتال لمدة 3 أيام للسماح بإحراز تقدم في إطلاق سراح بعض الرهائن لدى حماس".
لكن المسؤول الإسرائيلي قال إن "نتنياهو اعتبر أن وقف القتال لمدة ثلاثة أيام بمثابة وقف لإطلاق النار"، موضحا أنه "لا يعتقد أن هناك حاجة إلى فترة زمنية كبيرة للإفراج عن هذا العدد الصغير من الرهائن".
بينما تتصاعد عمليات النزوح نحو الجنوب هربًا من نيران القصف، ونزولًا على الأوامر العسكرية الإسرائيلية سار عدد كبير من أهالي قطاع غزة بين الجثث والأشلاء وسط الدبابات الإسرائيلية وهم يرفعون ما تيسر من رايات بيضاء في نزوحهم القسري.
موقف السبع
مساعٍ لهدنة مؤقتة، تبدو في غاية التعقيد في ظل مواقف الأطراف المختلفة، وتعقد الأوضاع على الأرض، بعد ٣٣ يوما من الحرب التي أعقبت هجوما مباغتا لحركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
هذه الأوضاع المعقدة، لم تمنع وزراء خارجية مجموعة السبع من مناقشة "ما بعد الحرب"، أو "اليوم التالي للحرب" في غزة، خلال الاجتماع الذي بدأ أمس، ويستمر يومين، في طوكيو.
وقالت اليابان مستضيفة الاجتماع في بيان، إن الموضوع طرح خلال عشاء عمل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، مضيفة أن المجموعة ستواصل اليوم الأربعاء المحادثات بشأن الأزمة بين إسرائيل وغزة والحرب الأوكرانية في روسيا والقضايا المتعلقة بالصين.
فيما قالت صحيفة "أساهي" اليابانية، الأربعاء، إن وزراء خارجية مجموعة السبع من المتوقع أن يشيروا في بيانهم الختامي إلى ضرورة وقف القتال في قطاع غزة.
ليلة صعبة
ميدانيا، عاشت غزة ليلية على وقع الغارات والاشتباكات، بينما قال الجيش الإسرائيلي، إن جنديا قتل وأصيب 3 بجروح خطيرة خلال اشتباكات في شمال القطاع المحاصر، ما يرفع عدد القتلى إلى 31 منذ بداية العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
كما أفاد الجيش الإسرائيلي، بارتفاع إجمالي عدد القتلى من جنوده إلى 349 منذ هجوم حركه حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وخلال الساعات الماضية، تجددت الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا شمالي القطاع، ومحيط جامعة القدس المفتوحة، وغيرها.
وأسفرت الغارات عن مقتل عدد من الأشخاص وسقوط جرحى، إثر تدمير منزل في مخيم جباليا، وفق تقارير صحفية.
100 نفق
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، تدمير 100 نفق تابعة لحركة حماس في قطاع غزة.
وتشكل أنفاق حماس التحدي الأكبر لإسرائيل خلال توغلها بالقطاع، لما يتطلبه تعقب وتدمير "شبكة عنكبوت" تمتد لمئات الكيلومترات ويصل عمقها إلى 80 مترا، من إمكانات ومخاطر.
كما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن وصول قواته إلى قلب غزة، في تقدم يعتبر الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب مع حماس قبل أكثر من شهر.
وفي مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، قال غالانت إن «قوات الجيش موجودة في قلب مدينة غزة».
وأضاف أن «زعيم حماس في غزة يحيى السنوار معزول في مخبئه»، مشددا على ضرورة عودة الرهائن قبل أي هدنة إنسانية.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على البلدات الحدودية في إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدى إلى مقتل 1400 قتيل غالبيتهم من المدنيين سقطوا عموما في اليوم الأول للهجوم، وتم احتجاز أكثر من 240 رهينة أيضا، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف على القطاع المحاصر، وبدأت بتنفيذ عمليات توغل برية. وبلغت حصيلة القتلى في غزة 10328 شخصا بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الثلاثاء.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز