تمركزات القوات الإسرائيلية في غزة.. خريطة متحركة للانتشار
باتت المحاور الواقعة في شمال وشرق مدينة غزة، محور العملية البرية التي تشنها إسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على الهيكل القيادي لحركة حماس
وأمس الثلاثاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في مؤتمر صحفي، إن جنوده تقدموا إلى قلب مدينة غزة و"يضيقون الخناق"، دون ذكر تفاصيل محددة عن أماكن وجودهم.
ومع مرور تسعة أيام على العملية الإسرائيلية الكاملة، ترصد "العين الإخبارية" خريطة تُظهر حجم الاجتياح البري لقطاع غزة، مستندة في ذلك لإفادات من شهود عيان وصور وفيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
خريطةٌ تتوزع على عدة محاور باتت إسرائيل تطوق من خلالها مدينة غزة وشمالها، من الحدود شرقا حتى البحر غربا، مما أدى فعليا إلى عزل هذا الجزء عن وسط وجنوب القطاع.
في هذه الأثناء، قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم فتحوا ممرا مؤقتا للسماح للمدنيين في شمال غزة بالتوجه جنوبا، من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، بالتوقيت المحلي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن القوات البرية طوقت مدينة غزة بالكامل يوم الأحد، وشنت هجوما واسع النطاق على البنية التحتية لحركة حماس فوق وتحت الأرض.
أولا: محور الشمال
- بيت حانون
في هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق قطاع غزة، المحاذي للحدود مع إسرائيل، يبرز محور بيت حانون، حيث تستمر المواجهات بين القوات البرية الإسرائيلية (قوات راجلة وأخرى تتمركز في دبابات) ومسلحي حماس.
- مخيم الشاطئ
بحسب إفادات شهود العيان وصور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى محيط حي الشاطئ (شمال غرب مدينة غزة)، وذلك عبر تقدمها على الشريط الساحلي.
ووفق هذه الإفادات توقفت الدبابات على مشارف المخيم، على بعد حوالي 5 كيلومترات من قلب المدينة.
- التوام والسلاطين والكرامة والعطاطرة والسودانية والمشتل
هذه المناطق التي تقع في شمال غرب مدينة غزة، كانت مسرحا للقصف العنيف والاشتباكات كذلك، حيث تدور عند أطرافها مواجهات بين مسلحي حماس والقوات الإسرائيلية المتمركزة في الدبابات.
وبحسب شهود عيان، توغلت العشرات من الدبابات وناقلات الجند المدرعة، بدعم من المروحيات والطائرات بدون طيار، في المنطقة شبه الريفية شمال مدينة غزة، لكنها تقدمت ببطء.
وحول منهجية التقدم البطيء، قال عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، للصحفيين: "إنها بوصة بوصة، ومترا بعد متر، في محاولة لتجنب وقوع إصابات ومحاولة قتل أكبر عدد ممكن من مسلحي حماس".
لكن مسؤولا سابقا آخر، فسّر الهجوم البطيء بأنه كان يهدف إلى تأمين أجنحة القوات الإسرائيلية، وكان الجيش يأمل أيضا في أن يتمكنوا من إغراء نشطاء حماس للخروج من الأنفاق أو المناطق الحضرية الأكثر كثافة والاشتباك في مناطق مفتوحة حيث يمكن استهدافهم بسهولة أكبر.
محور جنوب غزة
في المحور الجنوبي لمدينة غزة، تقدمت الآليات الإسرائيلية قليلا باتجاه شارع صلاح الدين بنحو ٤٠٠ متر (جنوب شرق)، وكذلك الشريط الساحلي (جنوب غرب) حيث تتواجد المركبات العسكرية على بعد حوالي 500 متر من البحر الأبيض المتوسط
كما شوهدت في منطقة تل الهوى (جنوب غرب)، وأحياء الزيتون (جنوب شرق) والشجاعية (شرقا).
وفي هذا المحور تتواصل الاشتباكات في جنوب حي تل الهوى ومنطقة الشيخ العجلين ، وكذلك أجزاء من غرب حي الزيتون.
وقد يهدد هذا التواجد العسكري طريق صلاح الدين، وهو شريان النقل الرئيسي الذي يمتد على طول قطاع غزة.
ومن شأن قطع هذا الطريق، أن يقسم غزة إلى قسمين ويعزل مدينة غزة عن الجنوب.
ويبلغ عرض المنطقة الواقعة جنوب مدينة غزة حوالي 7 كيلومترات (أربعة أميال).
ومن بين أطراف المحافظة الوسطى وجنوب مدينة غزة، شوهدت دبابات إسرائيلية تتحرك من شمال جُحر الديك وصولا إلى الساحل.
وفي هذا المسار تبرز مستوطنة "نتساريم" (انسحبت منها إسرائيل عام ٢٠٠٥) التي كانت تمتد من طريق صلاح الدين غربي جُحر الديك، وحتى الطريق الساحلي أو ما يُعرف بطريق الرشيد، غربا.
محور جنوب قطاع غزة
وهو الجزء الواقع جنوب وادي غزة، ويشمل محافظات الوسطى وخانيونس ورفح، حيث يستمر القصف الإسرائيلي بلا هوادة على ما تسميه تل أبيب "المكان الآمن".
ومن غير الواضح إلى أي مدى وصل الجيش الإسرائيلي إلى داخل مدينة غزة نفسها.
قتال محدود خارج شبكة الأنفاق
وحتى اليوم، لم تواجه القوات الإسرائيلية شبكة الأنفاق العميقة التابعة لحماس بشكل مباشر، لكنها اشتبكت مع المسلحين عند مداخل بعضها.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته المتمركزة بالقرب من معبر إيريز واجهت وقتلت "عددا من المسلحين الذين كانوا يخرجون من فتحة نفق في قطاع غزة".
وتصف مصادر أمنية شبكة أنفاق غزة بأنها مدينة تحت الأرض تضم مواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة ومسارات الهجوم التي تستهدف القوات الإسرائيلية.
وينشر الجيش الإسرائيلي تحديثات منتظمة عبر الإنترنت، بما في ذلك لقطات القتال، ولكن بعد انقطاع الهاتف والإنترنت عدة مرات في غزة بسبب القصف المستمر، أصبح من الصعب فهم نطاق العملية الإسرائيلية وتأثيرها بشكل مستقل.
واندلعت الحرب عندما اقتحم مقاتلو حماس السياج الذي يحيط بغزة وقتلوا 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا أكثر من 240، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، قصفت إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، حوالي 40٪ منهم من الأطفال، وفقًا لإحصائيات مسؤولي الصحة هناك.