غزة و«حماس» والتهجير.. واشنطن تستشرف ملامح ما بعد الحرب
«نعارض احتلالا إسرائيليا طويل الأمد لغزة».. هكذا كشفت أمريكا عن موقفها بشأن مستقبل القطاع، مستبعدة في الآن نفسه حماس من معادلة الحكم بعد الحرب.
جاء ذلك، في أعقاب تعهد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بضمان "أمن شامل" للقطاع المحاصر بعد الحرب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين: "بشكل عام، لا نؤيد إعادة احتلال غزة ولا إسرائيل تؤيد ذلك".
وأضاف: "وجهة نظرنا هي أنه على الفلسطينيين أن يكونوا في مقدم هذه القرارات، وغزة هي أرض فلسطينية وستبقى أرضا فلسطينية".
واحتلت إسرائيل قطاع غزة خلال حرب عام 1967 وبقيت فيه حتى عام 2005 حينما قامت بشكل أحادي بسحب قواتها وتفكيك المستوطنات. وفي أعقاب ذلك، فرضت الدولة العبرية حصارا على القطاع الذي بات منذ 2007 تحت السيطرة الكاملة لحركة حماس.
وشدد باتيل على أن الأمور "لن تعود إلى الوضع الذي كان قائما في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، في إشارة إلى اليوم السابق للهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الدولة العبرية.
وأوضح "يجب أن تكون إسرائيل والمنطقة آمنتين، وغزة لا يجب ولا يمكن أن تكون قاعدة تنطلق منها هجمات إرهابية ضد سكان إسرائيل أو غيرهم".
حماس والمدنيون
من جانبه، أعلن البيت الأبيض، باليوم نفسه، أن واشنطن تجري مناقشات مع إسرائيل حول الشكل الذي ستبدو عليه غزة بعد الصراع.
وأضاف أنه «لا يمكن أن تكون حماس جزءا من المعادلة فيما يتعلق بشكل الحكم في غزة».
وفي وقت سابق، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة لا تدعم أي نقل قسري للفلسطينيين خارج غزة وإن هذا الأمر لا تسعى إليه واشنطن وليس مطروحا على الطاولة.
وأضاف باتيل في مؤتمر صحفي يومي أن واشنطن تعارض إعادة احتلال إسرائيل لغزة.
جاء ذلك ردا على سؤال بشأن تعليقات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقناة إيه.بي.سي التلفزيونية قال فيها إن إسرائيل ستتولى "لأجل غير مسمى" المسؤولية الأمنية الشاملة عن القطاع الفلسطيني.
وكان نتنياهو قد أكد خلال مقابلة أجرتها معه قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية مساء الإثنين أن "إسرائيل ستتولّى، لفترة غير محدّدة، المسؤولية الأمنية الشاملة" في غزة (...) فعندما لا نتولّى هذه المسؤولية الأمنية، فإنّ ما نواجهه هو اندلاع إرهاب حماس على نطاق لا يمكننا تصوره".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على البلدات الحدودية في إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدى إلى مقتل 1400 قتيل غالبيتهم من المدنيين سقطوا عموما في اليوم الأول للهجوم، وتم احتجاز أكثر من 240 رهينة أيضا، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف على القطاع المحاصر، وبدأت بتنفيذ عمليات توغل برية. وبلغت حصيلة القتلى في غزة 10328 شخصا بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الثلاثاء.