أطفال غزة في صورة.. طائر وقفص وركام
قد يكون ذلك الطائر هو كل ما تبقى له بعد فقدان عائلته أو قد يكون الرفيق لقادم الأيام بعد أن تحولت أجساد الأحبة إلى أشلاء فبات كل سنده.
أطفال غزة الذين تقطف آلة الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر حياتهم لا يزالون يقاومون رغم بشاعة ما يحدث، ويختطفون من ذروة الألم لحظة أمل تبدو كسراب في ظلام الموت.
رغم كل ذلك، لم تفارقهم إنسانيتهم، فهذا الصبي لم يتخلَّ عن طائر نجا من قصف على مربع سكني في مدينة رفح جنوب غزة، ولم يتركه بين الركام أو تحت الأنقاض، وهذا ما كان يمكن لأي إنسان أن يفعله في ظل صدمة الحرب التي يعتبر الأطفال ضحيتها الأكبر.
وضعه في قفص أو قد يكون التقطه كما هو من وسط الدمار بالمدينة التي تشهد قصفا إسرائيليا متواصلا، أسفر الثلاثاء عن سقوط قتلى وجرحى بحسب وزارة الصحة بالقطاع.
وضع القفص أمامه على دراجته الهوائية الصغيرة وجاب الشوارع وسط أنقاض المباني التي سواها القصف بالأرض متجها إلى حيث يعتبره مكانا آمنا لطائره.
ورغم أن وجوده بالخارج في وقت تستمر فيه الغارات الإسرائيلية على المدينة يعتبر مجازفة، إلا أن ذلك لم يمنعه من القيام برحلته لإنقاذ رفيقه أو من سيصبح رفيقه.
قطع الشوارع يحاول أن يجد لدراجته الصغيرة منفذا خاليا من الأنقاض، يختصر المسافات ويبتعد تدريجيا عن كاميرا ترصده عن قرب وتوثق محنة أطفال غزة.
غزة إلى أين؟
سؤال يفرض نفسه في ظل الوضع الكارثي الذي يعاني منه القطاع المحاصر، والدعوات العربية بالخصوص لوقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستدرس "فترات توقف تكتيكية صغيرة" في القتال في غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو السماح بخروج الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
لكن نتنياهو شدد مجددا، في مقابلة تلفزيونية لشبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأمريكية، على رفض بلاده "وقف شامل لإطلاق النار دون إطلاق سراح جميع الرهائن الموجودين في قبضة حماس بغزة".
وبعد شهر على الحرب بين إسرائيل وحماس، تبدو إنجازات الدبلوماسية الأمريكية ضئيلة، لكن المؤيّدين والمعارضين يتفقون على أن الأمر متعمّد ولو جزئيا.
وأصرّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يستكمل جولة مكثّفة مرتبطة بالأزمة ،على أن جميع القادة الذين تحدث إليهم طالبوا بـ"دور قيادي أمريكي".
وقال بلينكن للصحفيين في أنقرة الإثنين، إن "كل دولة أتحدّث معها تتطلع إلى أن نلعب دورا قياديا من خلال دبلوماسيتنا لنحاول تحقيق تقدّم في مختلف جوانب الأزمة هذه".
لكن قادة البلدان العربية والعديد من الدول الأخرى دعوا إلى وقف لإطلاق النار، وهي فكرة لم تدعمها الولايات المتحدة التي تشدد على حق إسرائيل في الرد.
وتقصف إسرائيل قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما نفّذت عناصر حماس هجوما مباغتا على الدولة العبرية وقتلوا 1400 شخص معظمهم مدنيون، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بغارات جوية وتوغل بري في غزة أسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، بينهم أكثر من 4000 طفل.
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز