صراع الأنفاق والدبابات.. «العين الإخبارية» ترصد تحركات الجيش الإسرائيلي بغزة
تدخل حرب غزة شهرها الثاني، ولا يزال الغموض العنوان الأكبر، خاصة فيما يتعلق بالعملية البرية وأفق تحقيق أهدافها.
فالجيش الإسرائيلي يحاول التقدم في قطاع غزة، ولكن ببطء شديد، من الناحيتين الشرقية والشمالية استعدادا لدخول المناطق السكنية الفلسطينية.
المحلل العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات، يفسر في حديثه لـ"العين الإخبارية"، بطء تحرك الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية بـ"نقص معلومات استخبارية".
وقال "لقد أعلن الجيش الإسرائيلي منذ أيام أنه وصل إلى تخوم مدينة غزة، ولكنه لم يدخلها حتى الآن، وهذا يعكس أولا نقص المعلومات الاستخبارية، وبالتالي فإن الجيش لم ينزل حتى الآن إلى الأرض".
وأوضح "هم وصلوا إلى محيط غزة ويوجدون في شارع الرشيد وهو على الساحل، ولكنهم حتى الآن لم ينزلوا إلى الأرض كجنود مشاة".
"صورة مركبة"
أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل، فاعتبر أن "المحادثات مع قادة الجيش على حدود القطاع أمس، عكست صورة مركبة. فعملية محاصرة مدينة غزة اٌستكملت فعلياً".
وأوضح أنه "في غرب المدينة بقيت فجوة أخرى تبلغ بضع كيلومترات بين عملية القوة القادمة من الشمال وعملية القوة في الجنوب".
و"غير بعيد عن العملية الإسرائيلية في الجنوب، يوجد مستشفى الشفاء، الذي حسب قول الجيش الاسرائيلي، يستخدم كمخبأ لكبار قادة الذراع العسكرية لحركة حماس، وقربه أيضا توجد قواعد رئيسية لحماس"، يتابع هارئيل.
وأضاف هارئيل في مقال تحليلي طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة: "القادة يتحدثون عن قتال صعب في مناطق مكتظة تعرضت للدمار الكبير بسبب الهجمات الجوية.. معظم الهجمات على القوات تتم من داخل ثغرات الأنفاق، التي يتواجد الكثير منها تحت أكوام الأنقاض".
وكان الجيش الإسرائيلي برر بطء تقدم الدبابات والآليات بمحاولة إزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في الطرق.
كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى عامل آخر وهو وجود عشرات فوهات الأنفاق التي يخرج منها المسلحون ويطلقون قذائف الياسين؛ نسخة من كورنيت، على الدبابات والآليات ومن ثم يختفون تحت الأرض.
"معضلة المشاة"
اللواء عريقات عاد للحديث عن مسار القوات، بقوله إن "تقدمها ممكن عسكريا، فهذا جيش لديه دبابات وآليات، ولكن إذا لم يترجل الجيش كجنود على الأرض، فإن موقفه سيبقى ضعيفا؛ فالدبابة والطائرة لا تحقق وحدها انتصارا أو إنجازا".
ومضى في شرحه "العمل العسكري هو أهداف وخطط ولكن حتى الآن وبمرور شهر على الحرب، فإن الأهداف التي حددها الجيش الإسرائيلي لم تتحقق، والخطط العسكرية مجهولة وتنفيذها ضعيف".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حدد أهداف الحرب التي تمثلت في إنهاء سيطرة حماس على غزة والقضاء على مقدراتها العسكرية، إضافة إلى إعادة الرهائن الإسرائيليين.
وأشار إلى أنه سيتخلل ذلك ما سماه "القضاء على جيوب المقاومة"، وفق تعبيره.
وفي هذا الصدد، لفت اللواء عريقات إلى أن الجيش الإسرائيلي "يدرك أنه عند نزول قواته إلى الأرض فإن الخسائر في صفوفه ستكون مرتفعة".
وذكّر اللواء الفلسطيني بما أعلنه الجيش الإسرائيلي رسميا حول مقتل 30 جنديا وإصابة 260 آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات بالمروحيات إضافة إلى إعطاب دبابات من طراز "النمر" وآليات، و"كل هذا قبل الدخول إلى المناطق السكنية".
وأردف "بالنسبة لهم، فإنه كلما مر الوقت زاد عدد الجنود القتلى، وهذا يقلل من عمر العملية العسكرية، خاصة أنه بدأت تظهر ضغوط على السلطات الإسرائيلية بما في ذلك من الحليف الأمريكي".
وكان الجيش الإسرائيلي كشف النقاب في وقت سابق، عن أن قواته تتعمد التحرك أمام المسلحين، في محاولة لإجبارهم على الخروج ومن ثم تتولى طائرات إسرائيلية مهاجمتهم جوا، دون أن ينزل الجنود من الدبابات وناقلات الجند.
"دور الطائرات"
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي، عن استهداف "فرقة مضادة للدبابات كانت تعمل بالقرب من جنوده، حيث وجهوا طائرة أخرى لمهاجمة المجموعة".
ويقول الجيش إن إحدى مهامه في داخل مدينة غزة هو القضاء على ما يسميه "مترو أنفاق" حماس تحت المدينة. بل تشير تقارير صحفية، إلى أن تل أبيب ستحصل على قنابل ذكية، من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل هدمها.
وكان الجيش الإسرائيلي كثّف منذ بداية الحرب بشكل كبير، قصف المنازل والأبنية في غزة في محاولة لتدمير ما يقول إنها أنفاق تقع أسفلها.
وفي هذا الصدد، يشير عريقات إلى أن الإسرائيليين "يحاولون القول إن القنابل الذكية أو قنابل العمق ستقضي على الأنفاق ولكن من الواضح أنه ليست لديهم معلومات دقيقة حول مواقع هذه الأنفاق، وهو ما يشكل معضلة كبيرة".
واعتبر أن عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض يشكل عامل ضغط كبيرا، مضيفا "لو كانت لديهم أي إنجازات ملموسة لكانوا أعلنوا عنها".
وعن طول الحرب البرية، أعرب عن اعتقاده أن الأمر هنا "سيعتمد على مقدار الخسائر بسبب المجابهة على الأرض ومدى الضغط الدولي".
ومن جهته، تطرق هارئيل في مقاله إلى النظرة التشاؤمية التي أبداها "الجنرال (احتياط) غيورا آيلاند، والذي عرض أول أمس تنبؤاً متشائماً حول تقدم العملية البرية".
ونقل عن الجنرال قوله "نحن لا نرى أي علامات على انكسار حماس.. ونحن نشاهد أنهم ينفذون عمليات معقدة ومنسقة بواسطة الحوامات وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدروع".
"هؤلاء ليسوا أفراداً يحاربون من أجل أنفسهم، بل هم منظومة تعمل.. يمكن لهؤلاء تحريك القوات من مكان إلى آخر، ويسيطرون على الأقل على 80% تحت الأرض ويعرفون كيفية الرد بسرعة على ما نفعله.. غزة ما زالت الهدف المحصن الأكبر في العالم"، هكذا يصف غيورا آيلاند ما يجري على الأرض في غزة.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA=
جزيرة ام اند امز