خوفا من عواقب حرب غزة.. «العين الإخبارية» ترصد مخابئ الحوثي
تحركات وتنقلات محدودة للقيادات والعتاد، تجريها مليشيات الحوثي، في تكتيك ترنو من ورائه للاختباء من أي استهداف قد يلاحقها، في ظل هجمات قادها الانقلابيون على خط الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
وعلمت "العين الإخبارية"، من مصادر أمنية يمنية رفيعة أن مليشيات الحوثي أصدرت تعميما يلزم كبار قادة الجماعة بتخفيف تحركاتهم وظهورهم العلني خشية تعرضهم للاستهداف "من قبل الجانب الأمريكي".
وأكدت المصادر أن المليشيات الحوثية وضعت بالفعل قرابة 70 من أبرز قادتها بينهم قادة ظل وفي الصف الأول تحت الحماية الأمنية المشددة وحظرت تحركاتهم بشكل نهائي خشية استهدافهم الوشيك.
وبحسب المصادر فإن ما يعرف بجهاز "الأمن والمخابرات" و"الأمن الوقائي"، وهما أرفع أجهزة أمنية للمليشيات الحوثية قدما تقييما بوقوع هذه القيادات "في دائرة الاستهداف الأمريكي".
ويأتي خفض مليشيات الحوثي لتحركات قياداتها عقب هجمات محدودة الأثر شنتها باتجاه إسرائيل، وكذلك بارجة أمريكية في البحر الأحمر، خلال الأيام الماضية.
ورغم أن صواريخ ومسيرات الحوثي لم تصل إلى إسرائيل، فإن خبراء حذروا من اتساع رقعة الصراع إقليميا.
وسبق أن أكدت واشنطن على لسان مسؤوليها السياسيين والعسكريين، تصميمها على ردع أي تصعيد للنزاع الراهن.
وقبل أيام، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد ضرورة العمل على تجنب أي تصعيد للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بعد قيام كل من المتمردين الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان بإطلاق صواريخ على إسرائيل.
وأضاف بلينكن للصحفيين، خلال توجهه إلى إسرائيل الجمعة الماضي: "كنا واضحين للغاية بشأن الإجراءات التي نتخذها، بأننا مصممون على ردع أي تصعيد".
وفي تحذير أمريكي آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: "أي جهة تفكر في الانضمام إلى هذه الحرب عليها ألا تفعل ذلك".
نقل صواريخ باليستية
ولم تكتف مليشيات الحوثي بالحد من تحركات قيادتها وإنما ذهبت إلى تغيير أماكن تخزين الصواريخ واستحداث مواقع جديدة خصوصا في المرتفعات الغربية للبلاد المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب الدولي.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر عسكرية وأمنية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن الحوثيين "نقلوا صواريخ باليستية إلى مناطق مختلفة في محافظة تعز وتقع على التماس المباشر مع جبهات الساحل الغربي" خلال الأيام الماضية.
كما "نقلت عددا من الصواريخ الباليستية إلى كهوف حفرتها مؤخرا في السلاسل الجبلية بمناطق "شمير" في مديرية مقبنة و"شرعب" و"التعزية" و"البرح" غرب محافظة تعز، في حين تواصل تجهيز كهوف جديدة لتخزين أعداد أخرى من الصواريخ".
ووفق المصادر نفسها، فإن المليشيات الحوثية "تترقب استهدافا أمريكيا لأماكن تخزين أسلحة وصواريخ لها عقب هجماتها التي استهدفت إسرائيل بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة تعمل بتقنيات إيرانية الصنع".
استقدام تعزيزات
وأكدت المصادر أن تعزيزات حوثية وصلت مما يسمى "المنطقة العسكرية الخامسة" التي يشرف عليها يوسف المداني بالإضافة إلى تعزيزات تلقتها من "المنطقة العسكرية الرابعة" التي يقودها أبونصر الشعف.
وامتدت تحركات الحوثيين، كذلك، على امتداد مشارف الشريط الساحلي الغربي لليمن بالتزامن مع تعزيزات بشرية كبيرة وصلت إلى جبهات "البرح" و"جبل راس" و"الجراحي" وعلى امتداد الشريط الساحلي من مشارف الخوخة ما بعد مدينة الحديدة، غربي البلاد.
وتركزت أخطر تحركات مليشيات الحوثي في جبال "البراشا" و"المجاعشة" في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز وهي عبارة عن سلسلة جبال تطل على البحر الأحمر.
وفي جبال "المجاعشة"، قالت المصادر إن المليشيات الانقلابية اتخذت من مدرسة النصر بالكريف مواقع لتطوير وإعادة تركيب طائراتها المسيرة، بعد أن شردت الطلاب منها وأدخلت منظومة طاقة شمسية من أجل مساعدتها على تطوير صواريخ حرارية وطائرات مسيرة.
كما استخدمت "مليشيات الحوثي منزلا مهجورا كمقر لتطوير الطائرات المسيرة وحولته إلى ورشة لإعادة تركيب الطائرات".
ووفق المصادر ذاتها، فقد قامت مليشيات الحوثي بحفر خنادق أرضية في جبال "المجاعشة"، وذلك لإطلاق صواريخها باتجاه المخا وباب المندب لتهديد وخنق الملاحة البحرية، كما حولت جبال "شمير الغربية" لمقر أقرب لتهديد المقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح بدلا من جبل "ميراب" التابع لمقبنة.
وسبق أن أجرت قيادات حوثية زيارات إلى جبل "المجاعشة"، نظرا إلى أهميته الاستراتيجية كموقع متقدم لتهديد كافة مناطق الساحل الغربي لليمن وحتى البحر الأحمر وباب المندب.
لن يمر دون عقاب
هذه التطورات الميدانية والأمنية، أكدها الأمين العام لمجلس شباب سبأ في اليمن خالد بقلان، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي تدرك "أن ما قامت به من ضربات باتجاه إسرائيل رغم محدودية أثرها لن تمر دون عقاب أمريكي".
وقال بقلان -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"-، إن "مليشيات الحوثي متخوفة من عمليات خاطفة قد تقطف رؤوس قادة من الصف الأول، لكن هذا لن يتم إلا بعد إعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية".
وفيما يخص نقل مليشيات الحوثي لصواريخ إلى المرتفعات الغربية بالتزامن مع تعزيزات عسكرية، رأى بقلان أن هذا التحرك يهدف لأمرين، الأول "التحضير لمعركة في المياه الإقليمية، والثاني إبعاد هذه الصواريخ من دائرة الاستهداف المتوقع من خلال ضربات قد تكون واردة لضرب المخازن الصاروخية لشل قدرات مليشيات الحوثي".
ويعتقد بقلان أن "إعادة تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية قد يتزامن مع توجيه عدة ضربات للمليشيات، إلا أنه في نهاية المطاف فإن الحسابات العسكرية الحوثية ستكون داخلية وتستهدف "تعز" و"الساحل التهامي" و"باب المندب" باعتبار هذه المناطق أهدافا إيرانية عالية القيمة".
وأشار إلى أن "الحرب سوف تتسع، ولكنها لن تكون حربا متصلة، أي ضمن جبهة في توقيت واحد، لكنها ستكون ضربا للأذرع بعمليات متتالية على انفراد ويخشاه المحور الإقليمي الذي ينتمي له الحوثي، لذلك فهو يجاهد من أجل توصيل رسائل من باب التصعيد لكي تسوي إيران ملفاتها ضمن تفاهمات تكون هي الحاضر أمام أمريكا".
وأعرب عن اعتقاده أن "مساعي طهران هذه ستبوء بالفشل، وأن أذرعها سوف تواجه ضربات أمريكية قاسية خصوصا بعد الضربات على إسرائيل، والتي لم تحقق أي هدف، إلا أنه يظل تهديدا لن تسمح به واشنطن، باعتبار أن إسرائيل هي جزء من الأمن القومي الأمريكي، كما يقول المسؤولون الأمريكيون.
وقال إن "تصعيد الحوثيين سوف يتسع ويشمل أهدافا في البحر الأحمر ومناطق الشرعية خصوصا الخاضعة للمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح لقربها من باب المندب وذلك بهدف خنق الملاحة الدولية".
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز