الوثائقي "كواليس أوبرا فيينا" عن تجربة فنية عمرها 150 عاما
الفيلم يكشف خلال 90 دقيقة تفاصيل صناعة ضخمة وغير مرئية تكمن وراء عروض الأوبرا العالمية التي تبهج الجمهور
شهد مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية، الذي انطلقت دورته الـ5 في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، عرض فيلم "كواليس أوبرا فيينا" للمخرج ستيفانوس دومانيج الذي عرض للمرة الأولى بالمنطقة العربية.
وكشف الفيلم خلال 90 دقيقة تفاصيل صناعة ضخمة وغير مرئية تكمن وراء عروض الأوبرا العالمية التي تبهج الجمهور.
وبحركة كاميرا ذكية ومونتاج متقن يشعر المشاهد أنه أحيانا أمام فيلم بوليسي يبحث عن سر مدفون، فيلاحق الأحداث مندهشا بالدقة والحرفية والإبداع والجهود الضخمة والإيقاع المتسارع للعمل خلف الكواليس، وذلك بدءا من دبوس الشعر الذي تضعه مغنيات الأوبرا وتصنيع الشعر المستعار والملابس، وصولا إلى مهندسي الديكور وعالم تقنيات الإضاءة والصوت والموسيقى، وانتهاء بمساعدي الممثلين والمغنيين وعمال النظافة.
ولا يغفل الفيلم كذلك تسليط الضوء على عمل المترجمين والعاملين على كتابة النص وطباعته ومن يساعدون الممثلين والمغنيين على حفظ النص، إذ إن هناك فريقا كبيرا متخصصا في الترجمة إلى سبع لغات هي الألمانية والإيطالية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية واليابانية.
وحاول المخرج كسر النمط التقليدي للأفلام الوثائقية الفنية المعتادة من خلال تركيب القصة التي تبدأ بشكل بطيء تراكمي ثم تتسارع تدريجيا، ناقلا المشاهد إلى أماكن لا يراها أبدا وإن كان من متابعي الأوبرا الشغوفين.
ويتطرق الفيلم إلى تفاصيل الإنتاج الأوبرالي الراقي الذي تميزت به أوبرا فيينا منذ تأسيسها 1869، أي منذ 150 عاما، وحافظت عليه إلى اليوم حتى في أحلك الظروف الاقتصادية.
وتبلغ ميزانية هذه المؤسسة نحو 120 مليون دولار سنويا تدعم الدولة 60% منها والباقي يأتي من عائد التذاكر والتمويل الخاص.