في دوحة قتلة السادات ومفجري الكنائس.. ماذا تريد قطر من مصر؟
قائمة الإرهابيين شملت أسماء 26 مصريا وبدت سجلا تاريخيا لمسار الإرهاب وعكست نوايا قطرية خبيثة تجاه القاهرة.
وضع البيان المشترك الذي أصدرته الدول العربية الأربع؛ مصر والسعودية والإمارات والبحرين، الجمعة الماضي، حدا لتعقيدات أحجية تشابكت خيوطها على امتداد الساحات المشتعلة في الشرق الأوسط، بعد أن كشفت قائمة تضم 59 إرهابيا على صلة وثيقة بأمراء الدوحة، كان لمصر النصيب الأكبر فيها، ما عكس على ما يبدو نوايا قطرية خبيثة تجاه القاهرة.
تسجيلات الخيانة القطرية.. مسؤول سعودي يعلن وجود المزيد
عكاظ: العثمانيون الجدد يعودون للمنطقة عبر بوابة قطر
شملت قائمة الإرهابيين 26 مصريا، لكن تلك الأسماء بدت سجلا تاريخيا لمسار الإرهاب منذ لحظة التأسيس على يد جماعة الإخوان الإرهابية في عشرينيات القرن الماضي، مرورا بمرحلة إعادة التأسيس في سبعينيات القرن؛ حيث الرعيل الأول لأجيال من القتلة توجوا انحطاطهم الإنساني ببناء شبكة تنظيم القاعدة، ولم تنته عند قادة إرهاب الألفية الجديدة في الصيغة الداعشية الأكثر انحطاطا.
ففي دوحة قتلة الرئيس المصري الراحل أنور السادات (طارق الزمر- محمد شوقي الإسلامبولي- عاصم عبدالماجد) من زعماء إرهاب التسعينيات، وتحت رعاية منظر الإخوان الأبرز يوسف القرضاوي، وبـ"عمالة" جيل مفجري الكنائس خلال العامين الماضيين كما كشف تقارير أمنية مصرية أطلعت عليها "العين"، تسعى الدوحة على ما يبدو لتفكيك الدولة المصرية بعد أن فشلت في السيطرة عليها.
ويبدو غضب أمراء قطر مساويا لسقوطهم المدوي في مصر، فبعد أن بدأ الحلم يتجسد منذ اعتلاء القرضاوي منصة ميدان التحرير في أول جمعة بعد تخلي الرئيس حسني مبارك عن السلطة في فبراير/شباط 2011 وحتى وصول محمد مرسي إلى السلطة منتصف عام 2012، انهارت مخططاتهم بإطاحة المصريين بجماعة الإرهاب.
وكشفت تحقيقات أمنية أجريت في مصر نهاية العام الماضي الصلات الوثيقة بين أعمال إرهابية نفذها إرهابيو داعش وقيادات جماعة الإخوان في قطر، ومن بينها علاقة الإرهابي مهاب قاسم المتهم الأول في تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة أواخر العام الماضي قيادات الإخوان في قطر التي تردد عليها.
وأشارت تقارير أمنية إلى دور قيادات الإخوان في قطر في بناء شبكات إرهابية محلية في عدة مدن مصرية، بالإضافة للاستعانة بشبكة إرهابية أوسع تربط دواعش سوريا والعراق، بإرهابيي القاعدة وداعش في ليبيا لتدريب عناصر جديدة وإرسالهم إلى مصر.
وخلال الشهر الماضي قصف الطيران المصري معسكرات تنظيمات إرهابية في مدينة درنة شرق ليبيا، قالت القاهرة إن عناصر الإرهاب التي تقف خلف سلسلة عمليات إرهابية استهدفت الأقباط خلال الشهور القليلة الماضية تدربوا فيها.
وفي وقت لاحق كشف مسؤولون عسكريون ليبيون دور قطر في دعم التنظيمات الإرهابية في درنة وطرابلس، كما ضمت اللائحة أسماء قيادات إخوانية ليبية على صلة وثيقة بإرهابيين مصريين نفذوا عدة عمليات في القاهرة خلال العامين الماضيين.
لكن مسار حل الأحجية يكشف كذلك عن صلات إيرانية قطرية لإدارة تلك التنظيمات الإرهابية، فطهران لم تهب فجأة لاعتلاء أمواج قطع العلاقات العربية مع قطر، لكنها كانت تقبع منذ سنوات في قصور أمراء الدوحة.
ومن بين الأسماء التي شملتها القائمة وتكشف عن جانب من العلاقات القطرية الإيرانية المريبة الإرهابي محمد شوقي الإسلامبولي شقيق قاتل السادات، الذي أطلقت إيران اسمه على أحد شوارعها.
وعرُف محمد الإسلامبولي بعلاقته القوية مع الحرس الثوري الإيراني، ودعمه للعناصر الإرهابية من أعضاء تنظيم القاعدة التي تأثرت بخسائر طالبان المتلاحقة في أفغانستان، ويعد الإسلامبولي ساعي بريد وكاتم الأسرار بين نظام الملالي في طهران وقيادات القاعدة، وهي العلاقة التي سوف تستثمرها إيران لاحقا لنشر الفوضى في سوريا للتعمية على طبيعة الصراع السوري.
كما كشف مؤتمر عقد في القاهرة تزعمه محمد عبدالمقصود عفيفي، ومحمد الصغير وهو وزير إخواني سابق، وكلاهما في قائمة الإرهابيين، بحضور مرسي، عن دفع الإخوان بمقاتلين إلى ساحات سوريا، وهؤلاء باتوا يوفرون مخزونا استراتيجيا من العناصر الإرهابية تحت أيدي قطر تحركهم على جبهات مفتوحة في الشرق الأوسط وأخرى تسعى لفتحها.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA==
جزيرة ام اند امز